اليوم: 6 فبراير، 2022

الولاء والسيرة الأخلاقية يا مواردنا البشرية

أولاً، الحمد لله الذي جعل في برامج ومواقع التواصل الاجتماعي بعض نعمة وكنا نظنها نقمة كلها، فقد خرج علينا عبر هذه المواقع من يكشف نفسه ويفضح ما ستره الله عليه، وما لم تصل إليه عين الرقيب، ولا أعني فقط مذيعة فضحت عداءها لنا وحسدها وحقدها على وطن أبرزها ودللها، وأغدق لها العطاء والرعاية الصحية والاجتماعية، ومنحها الشهرة الإعلامية وجعلها مثل مواطنيه، ولا أقصد فقط موظفاً في شركة لم تطله السعودة ولم يقطع عنه رزقه، بل فضلته الشركة (للأسف) على من تقدم من السعوديين قبله، ولا أقصد كاتباً فتحنا له صدر صحفنا ومنحناه الوظيفة والراتب بلا ضرائب، وآويناه بعد تشرد، ثم قلب لنا ظهر المجن، وأصبح يشتمنا بضجيج يشبه صراخ (قطوين) يتزاوجان.

أقصد كل أولئك المذكورين أعلاه، ومعهم من فضح ستره بتحرش بفتاة أو ابتزاز أخرى، ومن فضح نفسه بالتسبب بحادث مميت لأبرياء، ومن فضح ستره بحيازته لمسكر أو مخدر أو عبثه بسلاح، أو سارق مارس السطو والضرب وفضحته الكاميرا والنشر عبر جهاز الجوال، كل هؤلاء جاهروا بالمعصية وفضحوا ما ستره الله عليهم ونشروه في مواقع التواصل التي كنا نظنها نقمة كلها، وفي كل فضيحة (تم القبض).

هذه التقنيات الحديثة نعمة تستحق الحمد، لكن الاعتماد عليها وحدها أمر يستحق التوقف وإعادة النظر، خاصة في حالة من توظفهم الشركات أو حتى المؤسسات الحكومية ثم نكتشف أنهم ألد الخصوم أو أن ولاءهم لأعدائنا، فهؤلاء يفترض أن نتخذ إجراءات توظيف أكثر حيطة لكشفهم قبل التوظيف وكشف ومعاقبة من سهل أمر توظيفهم بدلاً عن مواطن سعودي أكثر منهم كفاءة.

يمكننا، أولاً، مراجعة السيرة الأخلاقية للمتقدم قبل السيرة الذاتية الوظيفية التي يحتج بها من يساعدهم، وهذه المراجعة أمر سهل ويسير بوجود التقنية التي نحن أفضل من يمتلكها حالياً، فمن السهل جداً عمل مسح شامل للمتقدم، خاصة أنه غير سعودي ولا نعرف عنه الكثير، ونستطيع أن نعرف لو أخلصنا قليلاً واحتطنا كثيراً.

الأمر الثاني توسيع نطاق الجولات الرقابية لوزارة الموارد البشرية على الشركات للتأكد من مبررات عدم السعودة بأن تشتمل على فحص شامل للموظف الذي لم تتم سعودة وظيفته، هل هو أكثر تأهيلاً من المتقدمين السعوديين؟!، ومن هو؟ وكيف جاء؟ وكم أمضى عندنا؟ ويشترط مدة لا تقل عن 5 سنوات للمقيمين في الداخل يتبعها تقصي شامل من الجهات المعنية عن سلوكياته وأخلاقياته وولائه وكأنه سيحصل على الجنسية، لأن وجوده في موقع حساس ووجوده بيننا لا يقل كثيراً عن أهمية انتمائه لنا، أما المتعاقد معه من الخارج في وظيفة حساسة فبطلب سجل عنه من السفارات يتقصى الكثير عنه وهو في بلده.

هذا ولا يفوتنا أن نحيي حزم وزارة الموارد البشرية وسرعتها في فصل وطرد المقيم المسيء، فمن لا يشكر النعمة لا يشكر المنعم، ويستحق ما جنى من جحوده.

نشر في صحيفة الرياض يوم الأحد 5 رجب 1443هـ 6 فبراير 2022م