«مبشت.. غطيني وصيحي»

و(مبشت غطيني وصيحي) مثل شعبي سعودي عامي، والكلمات العامية إذا قُوست تُعفى من التصحيح، لذا أرجو من الزميل المصحح أن يتجاوزه كما هو ويعفيه من تصحيح يذهب المعنى، ولهذا المثل القديم معنى عميق سوف أربطه بالخطوة الرائعة التي طبقتها قطر في تتويج قائد منتخب الأرجنتين وأسطورة كرة القدم العالمي ميسي بحمل كأس العالم مرتديا (البشت) الخليجي أو العباءة العربية، وكيف أنها أخرجت أضغان وحقد بعض الإعلام الغربي على العرب وعنصريتهم، وهي حقيقة طالما حاول الغرب إخفاءها وصدقهم بعض الرعاع البسطاء، لكن كرة القدم لها قدرة عجيبة لإخراج سواد الحقد ولو أخفي، ووسخ العنصرية ولو دفن.

يُحكى أن امرأة أرادت أن تختبر ادعاء زوجها الشجاعة والإقدام والجسارة التي كان يدعيها دوما ويكرر امتداح نفسه بها، وأنه جهبذ زمانه الذي لا يخاف ولا يرتعد، فطلبت من شقيقها أن يتنكر ويتلثم ويلبس عباءة (بشتا) ويتسلل إلى منزلهم و(البشت) بالمناسبة يرمز للفروسية والشهامة والشجاعة مثلما يرمز للوقار.

ففعل شقيق الزوجة ما طلبت وتلثم ولبس (البشت) وتسلل إلى منزلهم ليلا وأحدث صوتا فقامت بإيقاظ زوجها مستنجدة، (يا زوجي الشجاع إن في منزلنا سارق فقم إليه)، فأخذ الرجل سيفه وتوجه إلى مصدر الصوت فلما رأى الأمر حقيقة ورأى لابس (البشت) رجع لزوجته مرتعدا ودخل في فراشه وهمس لها بصوت مرتجف قائلا (مبشت غطيني وصيحي)، أي إنه فارس يلبس عباءة فغطيني بلحافي واستنجدي بالجيران!، فعرفت حقيقة زوجها الجبان المرتعد المفتقد للحد الأدنى من الشجاعة.

وهذا ما كشفه تتويج مسي بكأس العالم وهو يرتدي (البشت) العربي، لقد أخرجت أقلام وصحف غربية ما أخفته من حقد وعنصرية في تغريدات ومقالات وعناوين مسيئة لهذه الخطوة الرائعة، هي امتداد لإساءات مارسوها ضد قطر لأنها رفضت كل ما يمس القيم الإسلامية والأخلاق والفطرة السليمة ونجحت نجاحا استثنائيا يحسب لكل العرب والمسلمين، ويجسد كرم العرب وشهامتهم وطهر المسلمين واستقامتهم.

نشرفي صحيفة الرياض يوم الأربعاء 27 جمادى الاولى 1444هـ 21 ديسمبر 2022م

اترك رد