حاربوا السحر كالمخدرات

* الواضح ان ممارسات السحرة والمشعوذين في مجتمعنا وصلت حداً خطيراً جعل خطباء المساجد يركزون على هذا الموضوع بما فيهم خطباء الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي ومساجد كثيرة في أنحاء المملكة.

وأئمتنا الأفاضل لا يطرقون موضوعاً إلا وقد وجدوا ان المعاناة منه وانتشاره قد بلغ حداً ينذر بالخطر اما الدلالة الثانية فهي شكوى الناس وشيوع الحالات ووقوع الكثير من الضحايا الأبرياء هذه دلالات على بلوغ السيل الزبى فيما يخص ممارسات السحرة.

وقبل أن أكتب هذا الموضوع مررت على العديد من المعالجين بالقرآن من مشائخنا الأفاضل الذين جندوا أنفسهم ووقتهم وجهدهم البدني لإفادة الناس بما في القرآن من إعجاز وقوة وشفاء فرأيت بأم عيني التحولات المدهشة التي تطرأ على المريض أثناء القراءة عليه والتي تؤكد انه ضحية سحر أو عين وبينهما فروق تجعلك تزداد إيماناً بإعجاز القرآن وقوته وقدرته على الشفاء بإذن الله.

إعجاز القرآن الكريم أكبر من أن أصفه لكن ما يمكنني وصفه هو الأعداد الكبيرة التي تفد إلى المعالجين بالقرآن والرقم المذهل لمن يتضح أنه مسحور.

لن أدخل في محاولات اقناع لمن لا يؤيدون أن يكون السحر سبباً لما يعاني منه المريض ويعزونه إلى أمراض نفسية كما يحدث عندما تناقش هذه المواضيع في برامج فضائية فيبدي أهل الدين إثباتاتهم وحججهم القوية ويرد أهل الطب النفسي بنظرياتهم وتبريراتهم غير المقنعة. فالسحر ذكر في القرآن في أكثر من موضع والجهات المختصة تقبض أحياناً على بعض السحرة فترى ممارساتهم الشنيعة والضحايا كثر ولا مفر من الاعتراف بوجود مشكلة لا تقل بل ربما تفوق مشكلة المخدرات التي حاربناها بالصراحة والمصارحة والصدق مع النفس والناس والعقاب الصارم وأوشكنا على انتصار غير مسبوق في هذا الصدد.

ولمن لا يقنعهم إلا آراء الغرب وتجاربهم فقد شاهدت أثناء تواجدي في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا انهم يعانون من نفس المشكلة ويقفون أمامها عاجزين ومذهولين ويخصصون لها برامج مفتوحة ويعرضون الحالات الغريبة فلديهم نفس الأعراض والشواهد لكنهم يفتقرون للقرآن ولا يؤمنون بإعجازه أو لا يريدون الإفصاح عن ذلك أو الاعتراف به على مستوى إعلامي. إذاً فالمشكلة عالمية لا مجال لإنكارها.

ما يهمنا هنا هو لماذا لا نجند كل قوانا لمحاربة السحر والشعوذة كما جندناها بنجاح لمحاربة المخدرات؟!.

إن علينا ان نسخر أجهزة المباحث ورجال الحسبة والمتعاونين السريين للبحث عن أوكار السحرة والمشعوذين والقبض عليهم والتعامل معهم كمفسدين في الأرض وتكثيف الإعلان عن تطبيق شرع الله فيهم وإنزال الرعب في قلوبهم وفي قلوب المتعاملين معهم ليعلموا كما علم مهربو المخدرات ومروجوها أن ممارساتهم في هذا البلد الطاهر تعني نهايتهم.

كما ان على أئمة المساجد تكثيف التوعية بعظم ذنب المتعامل معهم وكفره لإيقاظ النفوس المريضة التي قد تبرر بعض أشكال التعامل معهم وتتناسى مغبته وسوء عاقبته.

لنرفع “لا للسحر” شعاراً كما رفعنا شعار “لا للمخدرات” وخاصة في برامج التوعية الإعلامية بأشكالها المختلفة دون خجل أو تردد كما فعلنا مع الايدز والمخدرات وغيرها من المشاكل الخفية التي إذا تركت استشرت وانتشرت.

ان أشكال الضرر الناجم عن السحر وأحد أمثلتها التفريق بين الزوج وزوجه مذكور في القرآن ولا سبيل لإنكارها أو استكثار المطالبة بمحاربتها.

اترك رد