نوافذ الإيدز يا وزراء الصحة

ما الذي يمكن أن يشغل وزراء الصحة الخليجيين من قضايا أهم من انتشار الأوبئة الفتاكة في المنطقة وسبل القضاء عليها؟!

وأي الأوبئة يمكن أن يكون أخطر وأكثر انتشاراً وأسرع فتكاً من وباء الإيدز؟!

إنك لا تحتاج إلى شديد حنكة وبعد نظر كي تتوقع انتشار هذا المرض وتكتشف طرق ووسائل الانتشار.

إن أحد أوضح مؤشرات قدوم إعصار الإيدز والأمراض الجنسية المعدية إلى منطقة الخليج هو سماح بعض الدول بدخول أعداد كبيرة من فتيات أوروبا الشرقية تحت ستار السياحة الواهي المكشوف (أي سياحة تكون بالتردد في مصاعد الفنادق وبين حجرها؟!) أو تحت وهم التسوق الكاذب (أي تسوق يتم بين ردهات الشقق المفروشة والفنادق الرخيصة؟!).

هذا السماح، دون قيد أو شرط، ضرره عام لا يخص الدولة المستضيفة وحسب، بل يشمل كل الدول القريبة التي يسهل على شبابها السفر إلى هذه الدولة المتساهلة.

ودخول أعداد كبيرة من فتيات دول أوروبا الشرقية لممارسة تجارة الرذيلة، وغض الطرف عنهن جرّ فتيات من دول أخرى لدخول هذا المركز التجاري فأصبح مركزاً متعدد الجنسيات وأصبح الخطر أكبر!!

ما هو موقف وزراء الصحة من هذا الغزو الفيروسي القادم والذي إلى جانب فتكه بالقيم والأخلاق الدينية فإنه يهدد صحة المجتمعات بانتشار أمراض خطيرة قاتلة تعم خطورتها المذنب وغير المذنب “كالزوجات والأجنة”.

إن عدم تحريك وزراء الصحة ساكناً نحو هذه الظاهرة الخطيرة والطوفان القادم يدل دلالة واضحة على أن أعمال وزراء الصحة العرب والخليجيين لا تخرج عن الشكليات والمجاملات والقضايا السطحية وإلا فأي شيء يمكن أن يهم وزير صحة أكثر من الصحة؟! وأي شيء يهدد صحة المجتمعات أكثر من الإيدز؟!.

وأي مرض يمكن أن يشغل وكلاء الوزارة للطب الوقائي أكثر من مرض وبائي مثل الإيذز أو غيره من أمراض الجهاز التناسلي المعدية؟!

إن صمت وزراء الصحة الخليجيين إزاء هذه الظاهرة وهذا الطوفان المدمر القادم منذ مدة رغم كثرة التحذيرات والإحصاءات لا يمكن تفسيره. بل يستحيل تفسيره لأن التغاضي هنا هو من أشكال الانتحار الذي لا يمكن أن يفسر بكونه مجاملة أو مراعاة لمصالح متبادلة ونفسيات.

المملكة كونها بلداً استطاع أن يحصن نفسه داخلياً ضد الرذيلة وما تجلبه من وبال، بالالتزام الصارم بتعاليم وقيم الدين الحنيف، ومحاربة الرذيلة بكافة أشكالها من غير المنصف أن تذهب هذه الجهود هدراً بالسماح بتقريب بؤر المرض وجعل شبابها وخاصة المراهقين منهم من المعرضين لهذا الخطر عند سفرهم خارج الحدود ويصبح البلد بأكمله عرضة لفتك هذا الأوبئة بالأبرياء عند عودة المراهق من سفر قريب حاملاً للمرض وناشراً له في شكل تبرع بالدم أو زواج أو استخدام لحقن المخدرات.

ومن هنا فإن دور وزارة الصحة في هذا الصدد لا يمكن تجاهله وتقصيرها إذا استمر لا يمكن اغتفاره، فالوزارة مطالبة بعرض هذه المشكلة بكل صدق وتجرد ودراسة نتائج تقريب بؤر الإيدز إلى المملكة وانعكاسه عليها وعرض هذه النتائج على المسؤولين بغرض القضاء على كل أسباب تسهيل اقتراب هذا الفيروس من المملكة هذا إلى جانب الدور المطلوب إسلامياً وعربياً وعالمياً بضرورة محاربة كل ما يجلب الدمار للأمم وخاصة الأوبئة التي يعم انتشارها البريء والمذنب على حد سواء وهنا يجدر بنا التذكير بأن صحة المذنب في ذمته أما صحة الأبرياء فهي في ذمة الوزراء. كم هو جميل أن نختار الخوف من الخالق على مجاملة المخلوق.

اترك رد