متى نوقف القتل الجماعي؟!

وسائل النقل الجماعية أيا كانت مقاعد يجلس عليها الأبرياء وقد توكلوا على الله وائتمنوا القائمين عليها على أرواحهم وسلامتهم.

وهل أكبر من النفس البشرية أمانة؟!

والمؤتمن ليس السائق فقط بل كل موظف في شركة النقل ومن باب أولى كل قائم على أحد أعمال الشركة كبر مركزه أم صغر.

التأكد من قدرات السائق أمانة والتأكد من امكانيات المركبة أمانة في أعناق المسئولين عن وسيلة النقل الجماعي ولا أقصد بالضرورة شركة النقل الجماعي المعروفة بل كل وسيلة نقل من طائرة أو قطار أو حافلة أو سفينة تماماً مثلما أن التأكد من سلامة الطريق مسئولية وأمانة عظمى في أعناق ادارة السلامة في كل من المرور ووزارة المواصلات.

وإذا كان سائق المركبة العادية عند استهتاره يعرض نفسه وبعض الآخرين للخطر فإن قائد وسيلة النقل الجماعي عند استهتاره يعرض عشرات بل مئات الأرواح لموت أو إعاقة أو اصابة.

ولأنني من كثيري ارتياد طريق الرياض سدير السريع كنت ولازلت أشعر بألم شديد وخوف أشد عندما أشاهد حافلة ضخمة تتجاوز من اليمين وبأعلى سرعة ممكنة لهذه الناقلة دون أدنى احتراس لأن مجرد انعطاف السيارة المجاورة إلى اليمين يعني نهاية عدد كبير من الأرواح.

المرور والدوريات وأمن الطرق ربما حفظوا عن ظهر قلب رقم جوالي فبمجرد ما تتجاوزني حافلة مسرعة بهذه الطريقة اتصل بأحد أو كل هذه الجهات مبلغاً ولكن إحقاقاً للحق لم أفرح ولو لمرة واحدة برؤية حافلة من هذا النوع وقد أوقفت للمعاقبة أو حتى المساءلة واحقاقاً للحق فإن أغلب من يرتكب هذا السلوك الخطير هم سائقو حافلات شركة النقل الجماعي بل أن المرور أو الدوريات عند تبليغهم يكون الرد غالباً “كلهم كذا هذا طبعهم”.

ليس المهم لماذا يستعجل أو يستهتر سائق وسيلة نقل جماعية بل المهم جداً لماذا لا نردعهم؟! لماذا لا نتعامل مع هذا السلوك على أساس أنه سبب لقتل جماعي؟! ما الفرق بين موت مائة نفس بشرية في طائرة أو حافلة أو سقوط عمارة؟!

منذ أيام حدث ما كنا نخشاه وما كان متوقعاً وما لم نفعل شيئاً للوقاية منه، وتوفي 17راكباً وأصيب 22في حادث مروع على طريق ديراب!!

لا أود استباق التحقيق واتهام سائق ربما انتقل إلى رحمة ربه أو أصيب لكن ما نقلته لنا جريدة “الرياض” من صور للحافلة وطريقة تحطمها لا يمكن أن يحدث لو كانت المركبة تسير بسرعة معقولة مع عدم إهمال جانب الطريق والمخالفة في التجاوز وخلافه.

ليس هذا هو السؤال المهم فقط فالأهم متى سنتحرك لوقف هذا القتل الجماعي في وسائل النقل الجماعي غير الطائرات؟!

اترك رد