إذا كان ثمة حسنة لصفر الاتصالات على المشترك وعلى المواطن السعودي تحديداً فهي ان هذا الصفر البغيض فضح توجه الاتصالات في عدم وجود أي اعتبار لمشاعر المشترك والمواطن وربما عدم اكتراث بتوجه الوطن وخططه!!.
فيما يخص مشاعر المشترك فإن الاتصالات بدأت حملتها للترويج للصفر البغيض بعبارة “أهلا بالصفر في جوالك” ورغم ان الاتصالات تدرك جيداً ما سوف يسببه هذا الصفر من متاعب للمشترك وما سيترتب عليه من فوضى في التعرف على رقم المتصل وزيادة رقم لا يهم المشترك بأي حال من الأحوال بل سوف يسبب له صداعاً لا ذنب له فيه، وبالرغم من ان الاتصالات تدرك ان قدوم هذا الصفر أمر بغيض حقاً إلا أن الاتصالات ترغم المشترك على الترحيب بالصفر بتلك العبارة الاستفزازية وما صاحبها من حركات دعائية كلها تركز على أن الصفر جاء غيثاً أو زائراً مرحباً به مع انه ليس كذلك.
ثقافة الإرغام تلك تنم عن احتقار لمشاعر المشترك واستفزازه بطريقة جداً رخيصة لا يمكن أن تخرج عن الاستخفاف بالمشترك، على انه ليس مجبراً على القبول بتعقيدات جديدة وحسب بل مرغم على الترحيب بها وهذا الإرغام والاستخفاف تعودنا عليهما من كل شركة لها امتياز أو ليس لها منافس، فإذا انقطع تيار الكهرباء مثلاً كان يمنّ علينا بإعادة التيار دون الأخذ في الاعتبار ما أحدثه من فساد الأطعمة أو تعطل الأجهزة، وإذا تأخرت رحلة للخطوط السعودية عدة ساعات فإن المنّة علينا أنها أقلعت. واليوم تمنّ علينا الاتصالات بالصفر البغيض.
هذه الشركة يفترض أن تعوض المشترك عن كل ماسوف يترتب على إضافة هذا الصفر من إزعاج وهذا التعويض ليس مستكثراً أن يكون في شكل خصم من الفاتورة يتناسب مع حجم الإزعاج.
ولأن عبارة الإرغام على الترحيب لم تأت من فراغ بل على أساس استخفاف بالمشترك غير المميز فإن الاتصالات استكثرت على أصحاب الأرقام غير المميزة استبدال الصفر برقم خمسة واقتصار هذه “المنّة” على من دفعوا لتكون أرقامهم مميزة!!.
كان يفترض بالشركة ان تفعل كل مامن شأنه تهوين مصيبة الصفر على كل المشتركين دون تمييز بتكثيف منح المميزات المجانية ومنها استبدال الصفر بخمسة للجميع وتمديد فترات البرمجة المجانية بدلاً من تحديدها والتحذير من تجاوزها لكن دعاية عبارة الترحيب كانت تمهد بوضوح لممارسة المنة والوصاية على المشترك لتتبعها الفترة التي نعيشها اليوم المليئة بعبارات التحذير من التأخر عن البرمجة، واخبار الاهتمام بمشاعر أصحاب الأرقام المميزة وكأن غيرهم يكفيه الاحتفال بالصفر!!.
تلك كانت الفضيحة التي تتعلق بالمشترك أما فضيحة الصفر مع الوطن والمواطن فهي تمرد الاتصالات على جهود السعودة والمساهمة في الحد من البطالة فحتى عندما استأجرت أشخاصاً للتجوال على هيئة صفر يمارس المرح وتسلية الأطفال في الأسواق ويمارس الإجبار على الترحيب بالصفر البغيض لم تستأجر عدداً من شباب هذا الوطن الذي يبحث عن أية فرصة كسب رزق، بل استخدمت عمالة شرق أسيوية وهي بذلك ترسخ أنه حتى في الفرص المؤقتة لكسب العيش لن تلجأ لاستخدام أبناء هذا الوطن ممن أصبحوا يعملون في أي مجال كان، وهذه الخطوة أو تلك الزلة يفترض أن تحاسب عليها الشركة فبعض المساهمين فيها في أمس الحاجة للأجر الذي ذهب لذلك الشرق أسيوي!!.