اليوم: أفريل 26, 2006

من طرائف المياه

    روى لي أحد سكان شمال الرياض قصة لا تخلو من الطرافة ذكرتني بموقف لسرحان عبدالبصير وهي الشخصية المسالمة بل الساذجة التي مثلها عادل إمام في مسرحيته الشهيرة «شاهد ماشفش حاجة» عندما طالبت إدارة الهاتف سرحان عبدالبصير بدفع فاتورة الهاتف وهو لا يملك هاتفاً وهددوه انه إذا لم يسدد فإنهم سوف يسحبون «العدة» وهو ليس لديه عدة هاتف فما كان من سرحان الضعيف المغلوب على أمره إلا أن يسدد الفاتورة قائلاً «خفت يأخذوا العدة.. مع انه مافيش عدة»!!.أما صاحبنا في شمال الرياض فيروي أنه عندما انقطع الماء عن الحي الذي يسكنه لمدة زادت عن عشرة أيام اضطر الى شراء صهريج ماء سعة 17 متراً مكعباً. 

يقول المواطن اشتريت «الوايت» بمبلغ 170 ريالاً وعند صب الماء في الخزان لابد من حدوث تسريب من خرطوم الصهريج خاصة بعد الانتهاء وسحب الخرطوم وتدفق المياه، يقول لم تمر سويعات على سعادتنا بعودة المياه إلى مجاريها حتى صدمنا بوريقة حمراء على العداد تشير إلى مخالفة تسرب مياه وضعها مراقب البلدية بمبلغ 200 ريال «مع انه مافيش مياه» أ.ه.

لدي عدة أسئلة لوزارة المياه والكهرباء التي لم نلمس منها بعد غير حملة أدوات الترشيد والتلميح لرفع تعرفة الماء.

السؤال الأول: لماذا ترك تحديد سعر صهريج الماء لصاحب الشيب؟! مع أنهم يستخرجون الماء من جوف الأرض ولا يستوردونه!! أي أنه ثروة وطنية؟! ولماذا يدفع المواطن 10 ريالات للمتر المكعب.

السؤال الثاني: ما هو دور قسم وهاتف التظلم من المخالفات غير المستحقة إذا كان مثل هذا الظلم للمشترك لن يرد له ماله ويمنع مراقب المياه من ظلمه؟!.

ومن يعوض المشترك عن فترة حرمانه من نعمة الماء وما يترتب عليها من أضرار خاصة إذا علمنا أن انقطاع الماء يربك كل أعمال المنزل والتجار والمؤسسات وخلافها.

الأمر يحتاج الى تفعيل قنوات تظلم سريعة لا ترتبط بوزارة المياه والكهرباء وما يقال عن الماء يقال عن كل أمر حيوي غيره.