ثقافة التعريف

والتعريف الذي أتمنى أن ننمي ثقافته لدينا ليس تعريف العمدة، تلك الورقة التي يختمها رجل كفيف أو ضعيف بصر لمجرد أن أحداً قال إنه من سكان الحي، فذلك إجراء عفا عليه الزمن وعوضتنا عنه وزارة الداخلية بتطبيق الحاسب الآلي وتقنية المعلومات حسب رقم بطاقة الأحوال .
ثقافة التعريف التي أطالب بتنميتها والتركيز عليها تتلخص في توعية كل مواطن ومقيم بضرورة أن يطلب من أي شخص يدّعي صفة رسمية أو مهنية أن يبرز بطاقته التعريفية ويتفحصها قبل تصديقه وتمكينه من نفسه، وهذه الثقافة يجب أن نغرسها في الأطفال والمراهقين والشباب والكبار نساءً ورجالاً وحبذا لو أمكن غرسها أو زرعها في حديثي الولادة فربما منعنا خطف المواليد من المستشفيات .

خلال يوم واحد تقرأ العديد من أخبار انتحال الشخصيات، فهذا بنغالي يعمل عامل نظافة في مستوصف وينتحل شخصية ممرض يعطي الحقن والمغذيات الوريدية في المنازل، وهذا مريض نفسي ينتحل شخصية طبيب نساء في مستشفى كبير ليفحص النساء ويشبع رغبة جنسية غير طبيعية، واثنان ينتحلان شخصية رجال شرطة ويرتكبان السرقة والسطو، وبنغالي آخر ينتحل شخصية رجل حِسءبَه ويستدرج حدثاً .

كل حوادث انتحال الشخصية تلك لو تم قبل التجاوب مع مرتكبيها طلب بطاقة التعريف لما تمكن هؤلاء المجرمون من التمادي في جرائمهم وحققنا خفضاً لنسب هذا النوع من جرائم الانتحال، شريطة أن تلزم كل جهة بإصدار بطاقة تعريف بارزة وغير قابلة للتزييف والتزوير والتقليد وتحمل رقم اتصال بالجهة المعنية للتأكد من صحة انتماء حاملها.

نحن في أمس الحاجة لبطاقة التعريف أولاً لحماية الناس من المنتحلين وثانياً لحماية الموظفين الحقيقيين ممن يدعون عدم معرفة انتمائهم الرسمي والأهم من هذا وذاك تنمية ثقافة طلب التعريف الشخصي قبل التجاوب مع أي شخص .

اترك رد