اليوم: 3 أبريل، 2011

جامعة لا تغيب عنها الشمس ومداخلات لطلوعها

حققت الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ما كنت أتمنى تكراره وأطالب به منذ مدة، وهو إعادة إحياء اللقاءات المفتوحة مع كبار المسؤولين، والتي بدأتها جامعة الملك سعود منذ حوالي ثلاثين عاما في مبنى الجامعة (جامعة الرياض آنذاك) في حي الملز، وكانت حوارات ثرية مباشرة وشفافة أتذكرها جميعا، ولا أظن أحدا عايشها يمكن أن ينسى الحوار الهادف الشفاف المباشر، والأسئلة المباشرة من الميكرفون إلى الأذن مع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز.
الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وبجهود وبمجهود واضح من مديرها الدكتور محمد العقلا، أحيت هذه اللقاءات منذ مدة ليست بالقصيرة، وكان آخرها، ولن يكون الأخير بإذن الله، محاضرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز، والحوار الذي تلا المحاضرة والفقرات الشيقة التي تخللت اللقاء.
ما جاء في محاضرة الأمير سلمان، وما ركز عليه مدير الجامعة في كلمته، وهو التأكيد على قيام هذه الدولة على الكتاب والسنة ودستورها القرآن، وما ورد في محاضرة الأمير وكلمة المدير من استشهادات في هذا الصدد بمواقف وكلمات ووصايا الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن ــ طيب الله ثراه، أقول إن ما جاء في المحاضرة والكلمة لو ضمن في مقررات جميع المراحل الدراسية بنفس الأسلوب والتفصيل لما ترك فرصة لأي من الطرفين المتطرفين، الطرف الذي يتجرأ على العلم الشرعي من المتلبرلين وأدعياء الحريات، أو الطرف الآخر الخارجي الخارج الذي يتهم هذه البلاد بالتقصير، أن يجد أي منهما أدنى فرصة للخوض في هذا الموضوع مطلقا، أو تشكيك الغير، لا باعتبار التأكيد على هيبة العلم الشرعي والعلماء عودة للوراء ــ كما يدعي طرف، ولا بوجود تقصير ــ كما يدعي الطرف الآخر.
قصائد الطلاب المغتربين من السنغال ونيجيريا باللغة العربية الفصحى، وبالشعور الصادق نحو هذا الوطن كانت (ضربة معلم)، أكدت على الدور الكبير، بل العظيم الذي تلعبه هذه الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس، وفقرة الطفلين، وما تخللها من عرض لكلمة سابقة للأمير سلمان، كانت هي الأخرى فقرة استثنائية غاية في الإبداع والتأثير، وتدل على حس رفيع ممن اقترحها، ولاقت استحسانا كبيرا من الحضور.
العيب الوحيد كان في طول مداخلات كل من تداخل دون استثناء، فقد كانت كل مداخلة أطول من المحاضرة والكلمة، بل إن تقديم المنسقة في القسم النسائي كان محاضرة وكلمة و(سولافة)، تبعها سؤال لأخرى من طوله لم يستوعبه أحد، واقترح على مدير الجامعة أن يضع (مستقبلا) مؤشر وقت لا يتعدى دقيقتين، بعدهما يوقف الصوت عن المتداخل، ويكون المؤشر واضحا على شاشة العرض ليتقيد به السائل.