اليوم: 26 مارس، 2013

مات واحد «ولا عندك أحد»

تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أمس خبر وفاة شاب بعد تناوله علبتين من أحد مشروبات الطاقة!!، جاء الخبر من أحد أقربائه المعروفين الذي روى القصة كاملة، بالتأكيد ذلك الشاب ليس الضحية الوحيد، لكنه الوحيد المعلن أمس والمعروف الأسباب أمس وإلا فإن قائمة من أدخلوا المستشفيات من أضرار هذه المشروبات، التي تحظى بأكثر أنواع الدعايات تضليلا وأكثر الأضرار فتكا وأكثر الوكلاء نفوذا وقوة، طويلة جدا ومعروفة.

في عام 2004 كتبت تحت عنوان (القرار الهش): نشرت جريدة الاقتصادية في عدد يوم 12شوال 1425هـ تقريرا موسعا وملونا مدعوما بالصور وحديث الأطباء وأخصائيي التغذية عن محتويات ما يسمى بمشروبات الطاقة من المواد الضارة التي لا علاقة لها بزيادة الطاقة الحرارية للجسم بل بزيادة الطاقة المنبهة مثل الكافيين والتورين والجنسنج وغيرها والتي تسبب أضرارا مثل القلق وزيادة حرارة الجسم وزيادة ضربات القلب واضطراب النوم وتسوس الأسنان والتبول والتعود والأعراض الانسحابية وتأثيرها على مرضى القلب والحوامل. ولو كانت تلك الأضرار أضرارا جانبية لدواء نافع في عمومه فإنها مدعاة لوقفه أو الحد من استعماله.

في عام 2005 كتبت تحت عنوان (أولا وثانيا): ما تسمى افتراء بمشروبات الطاقة لاتزال تضخ بكميات كبيرة جدا في أسواقنا وتحظى بإقبال شديد لدى الشباب رغم ما ثبت من أضرارها الصحية الخطيرة التي أعلنتها «اللجنة» المكلفة بدراستها والتي أقلها إتلاف خلايا المخ وإحداث فشل كلوي.

وزارة الصحة لم تحرك ساكنا في هذا الصدد وكأننا «ناقصين» فشل كلوي أو تلف مخ!! وعدم تحرك الوزارة على ما يبدو قائما على أساس «بيروقراطي» بحت مفاده أن مشروبات الطاقة ليست «أدوية» ولا «مستحضرات طبية» وهي من اختصاص وزارة الصناعة والتجارة.

حسنا ولكنها تسبب أمراضا هي من اختصاص وزارة الصحة وستتكفل الوزارة بعلاجها وتكلف الاقتصاد الوطني مبالغ كبيرة أفلا يشفع ذلك لإحداث تحرك وقائي من وزارة الصحة يطالب وزارة الصناعة والتجارة أو أي جهة أخرى بإيقافها بدلا من المطالبة بتغيير اللاصق وتسجيلها؟! وإذا سجلت كما هو أحد المقترحات بالغة السذاجة فهل سوف تسجل تحت مسمى «مسببات أمراض»؟!.

اليوم اكتفي بالقول مات واحد (وما عندك أحد) وغدا أحدثكم عن حجة مسؤول كبير في هيئة الغذاء والدواء وردي عليه.


يا هيئة تحت المطر «تحبو» وأتبعها بقهر

نعمة جديدة للمطر غير سقيا الزرع ورفع منسوب المياه واخضرار الأرض وغسل الطرقات وتلطيف الأجواء، نعمة رحمنا الله بها، وقد أعيتنا الحيلة عن توليها بأنفسنا، ربما بسبب ضعف همة البعض أو قوة همة الآخر، لا أدري لكننا عجزنا وفشلنا بامتياز.
المطر أصبح أهم عناصر كشف الفساد ونهب الأراضي وترسيم المخططات في طريق الشعاب والأودية، وهو من كشف لنا سوء تنفيذ المشاريع وعدم تنفيذ قنوات تصريف السيول وإجادة (تصريف) المراقبين، وهو من كشف التلاعب في تنفيذ عزل المباني والمطارات والمدارس والمستشفيات، وإجادة (عزل) ملاحظات المهندس المخلص وحدوث الأخطاء والفضائح دون (عزل) من يستحق العزل.
مطر جدة فضح أمر مخططات الأراضي التي منحت ثم بيعت وهي أودية وشعاب، وكشف لنا أن استعدادات الدفاع المدني مجرد حبر على ورق الصحف تسبب ماء المطر في تحلله وجريانه على ذات ورق الصحف في شكل عناوين حزن وعويل وندم، ومطر عسير كشف هشاشة مشاريع طرق الجبال وردميات العقبات وكذلك فعل في الباحة.
في الرياض، كشف المطر سوء تصريف السيول في مخرج 13 الشهير، وحينما لم نتحرك لسنوات قال لنا إن الأنفاق لا تستوعب رشة مطر، فغرقت أنفاق السويدي بعد ثلاثة إنذارات في أنفاق طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد ثم نفق العمارية.
أمطار السبت على الرياض كشفت أن أحدث مشاريع الأنفاق التي احتفلنا بافتتاحها منذ أيام في طريق الملك عبدالله تخر من فتحات الأضواء التي احترقت وامتزج فيها الكهرب بالماء!!.
الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) لم تكشف الفساد لكي تكافحه؛ لذا أنصحها بأن تخرج في المطر وتجوب المدن وتكتشف أنواع الفساد الذي لم تصل إليه، ونحن سندعمها وننشد لها أنشودة (يا هيئة تحت المطر تحبو وأتبعها بقهر).