اليوم: 27 مارس، 2013

مشروبات الطاقة أقوى من طاقتنا لمنعها !!

وعدت في مقال الأمس بعنوان (مات واحد وما عندك أحد) أن استكمل ما بدأته منذ عام 2004م، بما أوتيت من قوة (قلم ولسان)؛ للمطالبة بمنع المشروبات التي يزعم منتجوها أنها (مشروبات طاقة)، وهي في الحقيقة مشروبات إهدار طاقة وصحة وحياة، باحتوائها خليطا من سموم مركزة (كافيين وتاورين ومادة جلوكورالاكتون وسكر الجلوكوز وما خفي من مواد مضافة)، لم تكن هيئة الغذاء والدواء أسست ــ آنذاك، فشكلت لجنة وطنية لدراسة تركيب تلك المشروبات وأضرارها وانتهت بأن ضررها ثابت لا شك فيه على خلايا المخ والقلب والدورة الدموية وضغط الدم والإجهاض وحدوث نوبات الصرع!!.

قريبا جدا، وخلال حديث جد ودي مع مسؤول في هيئة الغذاء والدواء (لم يرغب ذكر اسمه)، قلت له إن للهيئة أعمالا مشهودة تستحق الشكر مقارنة بخمول غيرها من الجهات، لكنني أستغرب عجزكم عن منع ما يسمى بمشروبات الطاقة رغم ثبوت تأثيراتها الخطرة!!، رد قائلا: نعم ثبت ضررها وسعينا جاهدين لوقفها، لكن المشكلة أنها مسموحة في دول أخرى ولم تمنع وأنظمة منظمة التجارة العالمية تكتفنا!!. (انتهى).

كان ذلك الحديث قبل وفاة الشاب السعودي أول أمس بعد تناول علبتين من مشروب الطاقة، وكانت الحجة غير كافية في حينها، فعندما يحرص الوطن على صحة أبنائه، فإن الاتفاقيات الدولية لا تعيقه، فقد فرضت الدانمرك والنرويج وفرنسا حظرا على مشروب الطاقة، واستمر الحظر الفرنسي لمدة 12 سنة، ولم تلغ الحظر إلا بعد حكم لمحكمة العدل الأوروبية التي أيدت حق فرنسا في الحظر لثبوت الخطر على الصحة، لكنها أرادت إثباتا علميا يناقض ما يدعيه محامي المنتج من حجج ملتوية يصعب تفنيدها جميعا، خصوصا أن الدراسات على الأحياء أكثر منها على من مات.

مع ذلك لم تتوقف فرنسا المرتبطة بمعاهدات مع الدول الأوروبية، وسعت لفرض ضريبة عالية على المشروبات، ثم أذعنت الشركة بتخصيص منتج جديد خاص بفرنسا خالٍ تماما من مادة (تاورين) الأشد خطورة وبتركيز أقل من الكافيين!!.

قبل الشاب السعودي مات شاب أيرلندي عمره 18 عاما مباشرة بعد تناول مشروب طاقة، وهو لاعب سلة صحيح الجسم، فأوقفت أيرلندا كل أشكال الدعاية للمشروب!!، نحن لا نقارن بهذه الدول ــ يا عزيزي ــ نحن تبث قنواتنا دعاية تلك السموم بين المباريات وفي وقت ذروة مشاهدة الأطفال!! وكلها أجنحة وحركات!!.