اتهام المناهج ترديد «ببغاوي» ومواقع العمل أخطر!!

نركز دوما على المدارس كبيئات تربوية ومخرجات تؤثر في المجتمع سلبا وإيجابا فنعتقد أن المنهج والمعلم هما المؤثران الوحيدان في سلوكيات الناس مستقبلا، وعلى أية حال فإننا لم نفعل شيئا صحيحا تجاه ذلك واقتصر البعض على استغلاله لممارسة ضغط وعدائية على مناهج معينة من منطلقات وتوجهات خصومة فكرية و تنفيذ أجندات وحسب.

 

في ظني ومن تجربة عمل حكومي امتدت لأكثر من ثلاثين سنة وفي مواقع متعددة ومتباينة التخصص والعقليات، ومن واقع تجربة في الإعلام أستقبل من خلالها شكاوى الناس وهمومهم، أعتقد جازما أن مواقع العمل أكثر خطورة من المدارس والجامعات في إحداث تغير سلبي في سلوكيات أفراد المجتمع ولا تقل أهمية عن دور المنهج والمعلم، لكننا نهملها تماما ولا نلتفت لدورها الخطير وتأثيرها في أخلاقيات وسلوك المجتمع خاصة فيما يتعلق بالفساد و مشاعر الإحباط والانعكاسات السلبية لعدم جدوى الإخلاص في العمل بسبب ملاحظة مواقف عدم تقدير للمخلص أو تمييز موظف (غير مستحق) عن غيره بسبب قرابة أو علاقة أو ضعف شخصية القائد الإداري وقلة خبرته أو فساده.

 

وبعيدا عن أشكال الفساد أو عدم الإنصاف المتعمد فإن مجرد نجاح موظف غير كفء في الوصول إلى مراده من الترقيات والانتدابات والتميز عن طريق التزلف أو نقل الكلام و تدبير المكائد للمنافسين، كفيل بخلق إحدى حالتين لا ثالث لهما، إما حالة يأس وإحباط لمخلص أو حالة تقليد واتباع لذات السلوكيات المشينة وبالتالي انتشارها في المجتمع!!.

 

إذا أردنا أن ندرس حالة المجتمع دراسة وافية جازمة على علاج سلبياته التي زادت بشكل كبير، ومشاهد، فإن علينا أن ندرس مسبباتها الحقيقية بعمق ولا نقتصر على ترديد ببغاوي يقصر المسببات على معلم ومنهج ويتجاهل أن الغالبية تعيش في مقر عمل وكانت درست على يد أفضل معلم وأعظم منهج لكنها تعرضت لمفاجأة كبرى!!.

رأي واحد على “اتهام المناهج ترديد «ببغاوي» ومواقع العمل أخطر!!

اترك رد