اليوم: جوان 5, 2014

تركة الصحة الثقيلة ليست كورونا فقط!!

بشيء من الحياد والصرامة في الحق وتغليب المصلحة العامة على مصالح الأشخاص استطاع وزير الصحة المكلف أن يحدث حراكاً إيجابياً في وزارة الصحة خصوصاً في ملف خطر الكورونا أو قل رعب الكورونا، وقد تمكن من ذلك بتوفيق من الله هداه إلى تحييد تام لمن تقاعسوا في هذا الملف وتحويله بالكامل للجنة طارئة متخصصة أشبه بهيئة إنقاذ، وكان أحدث وليس آخر الإجراءات إعفاء قيادات في الوزارة، وجميع ما اتخذ من خطوات حازمة وصارمة كانت سريعة وموفقة وفاعلة حتى الآن.

ملفات الصحة ليست كورونا فقط، وقرار القيادة الحكيم في شأن الصحة وتعيين وزير مكلف لم يكن بسبب كورونا فقط، فثمة تراكمات أخطاء متتالية وشكوى غير مسبوقة من التقصير والإهمال وتوالي الأخطاء الطبية والإدارية والتموينية والعلاجية وقصور كان واضحاً وبدأ بسرعة في تكوين كرة ثلج تكبر وتكبر ولا تتناسب مع ما حظيت به الصحة من دعم مالي كبير كان في أمس الحاجة لمن يديره بقدرة وإخلاص وحماس وحياد.

لا يمكن لمطلع على الوضع الصحي عن قرب أن ينسى أو يتجاهل انفلونزا الخنازير، ثم توالي الأخطاء الطبية الناجمة عن إهمال وليس مضاعفات وغياب محاسبة وليس غياب توفيق في نجاح تدخل طبي، ثم مهزلة كراسي الغسيل الكلوي الصينية، ثم مشكلة شح الدم في بنوك الدم المركزية بعد العبث في موضوع توفير كواشف الدم.

كل ذلك كتبت عنه في حينه وأكرره الآن لأنها ملفات لاتزال قائمة تنتظر قرارات حاسمة وحازمة من معالي الوزير المكلف وفريق عمله إسوة بملف الكورونا، مع دعائنا المخلص لهم بالتوفيق والسداد.

فترة انتقال اللاعب الإعلامي

قال إعلامي، أمس، عبر قناة فضائية وفي البرنامج الشهير، إن البنوك السعودية وصلت في تعاملاتها الإلكترونية وتمكينها للعميل بإجراء تعاملاته البنكية عبر الحاسوب والجوال، وصلت مستوى يفوق البنوك العالمية، وأنها تمنح هذه الميزات لعملائها بالمجان، ممتدحاً عدم تقاضي البنوك السعودية مبالغ على الإجراءات الإلكترونية، ومتناسياً أن ذات البنوك السعودية لا تقدم للعميل عُشْر ما تأخذ منه، خصوصاً أن أكثر من 90% من عملائها لا يقبلون الحصول على نسب من استثمار أرصدتهم المليونية، كونهم يرونها نسباً ربوية محرمة شرعاً.

لم يتطرق أيضاً لمواقف البنوك السلبية تجاه المواطن والوطن في عدم الإسهام بما تمليه عليهم مسؤوليتهم الاجتماعية وما قدمته وتقدمه لهم الدولة من دعم منقطع النظير في دول العالم التي يقارنهم بها.

قبل أخينا هذا بأربع سنوات، قال إعلامي آخر إن كتّاب الرأي والصحفيين السعوديين بانتقادهم للأخطاء الطبية إنما يصعدون على أكتاف المرضى، لم يكتفِ بذلك، بل ألقى ورقة بحث في هذا الخصوص منذ سنوات تدافع عن وزارة الصحة، وتتهم من ينتقد الأخطاء الطبية الشنيعة التي تزايدت تزايداً واضحاً بأنه يبالغ ويحاول الصعود على أكتاف ضحايا الأخطاء الطبية.

أن ينتقل لاعب محترف من نادٍ إلى نادٍ منافس وتحول الملايين ولاءه وإخلاصه وحبه للجماهير من نادٍ إلى آخر، فهذا ما يسمونه (عالم الاحتراف) في كرة القدم ولا تثريب عليهم، أما أن يحول إعلامي ولاءه وإخلاصه وحبه من الدفاع عن حقوق المواطن والمقيم والدعوة للإصلاح إلى ولاء لمؤسسة أو وزارة وحب (للتمصلح)، فإن هذا ما أسميه (إعلام الانحراف).

لعل ما يبشر بالخير أن هؤلاء أمثلة لقلة قليلة امتهنت تجارة القلم مثلما يتاجر لاعب بالقدم، أما الغالبية فما زالوا لاعبين هواة يدفعهم حب وضمير ومداعبة للإصلاح.