الشهر: ديسمبر 2015

اليوم العالمي للمساج

اكتشف ارتباط مرض المناعة المكتسبة (الإيدز) عندنا بمحلات التدليك (المساج) منذ خمس سنوات فقط، عندما اكتشف أن (دكانا) للتدليك (المساج) أسس سرا وبدون ترخيص بجانب أحد الفنادق الكبيرة بالرياض، وعلى قولة سعد وحسينوه في (درب الزلق) (كنه مهوب لهم وهو لهم)، ووجد آنذاك أن عامل المساج في الدكان آسيوي مصاب بالإيدز وشاذ جنسيا يغري الشباب بتدليكه هو، واكتشف علاقته جنسيا بعدد منهم وأحدث الأمر إرباكا وهلعا عظيما، تحدثت عنه في حينه في برنامج ٩٩ مع صلاح الغيدان والحلقة موجودة على (اليوتيوب). ولأن التعاطي مع هذا الأمر منذ بدايته تم في الظلام والخفاء فلم تعرف نتائجه الوخيمة وعدد ضحاياه، ولا يمكن أن يتوقف تزايد عدد ضحاياه فطبيعي أن يكون من بينهم زوجات بريئات بعد زواج الشباب الضحايا وأطفال أبرياء بعد ولادة الزوجة البريئة ووطن يصاب بالوباء ويضطر لصرف مبالغ طائلة لعلاجه لمجرد عدم الصرف على رقابة صارمة واستغلال تاجر جشع لغياب الرقابة.
أرجو أن لا يخرج علينا موسوس متلبرل ويقول إننا ضد (المساج) لأسباب فكرية!، فالتدليك فرع من العلاج الطبيعي وهذا علاج يحتاج إلى تخصص دقيق وفروع تخصصات وشهادات وتدريب وخبرة وأخلاقيات مهنة، وعموما فإن أمانة مدينة الرياض وحدها أغلقت منذ بداية شهر ديسمبر الحالي ٣٠ مركزا للمساج وأعلنت ذلك في تغريدات على موقعها الرسمي بإغلاق بلدية العليا ١٢ مركزا وبلدية الروضة ١٨ مركزا، وجميعها لمخالفات تتعلق بالاشتراطات الصحية، والمصادفة التي اعتبرها إنذارا أو نذرا أن الإغلاق تم في بداية ديسمبر، حيث يحتفل العالم في ١ ديسمبر باليوم العالمي للإيدز.
مهمتي ككاتب أن أنبه الشباب وأحذر آباءهم وأمهاتهم وزوجاتهم من خطورة هذه الدكاكين وخطورة من يعمل فيها، وغني عن القول التذكير بحرمة ممارسة الشذوذ الجنسي وبشاعته وسوء سبيله في الدنيا والآخرة.

خائف من وزير الصحة!

لمعلومية من يخفى عليه الأمر فإن المرضى النفسيين في وطننا الغالي لا يجدون الحد الأدنى من الرعاية الصحية، منذ تأسست وزارة الصحة وحتى تاريخه، ولم يسعد المريض والمريضة النفسية بوزير صحة يعيرهم أدنى اهتمام باستثناء المرحوم بإذن ربه غازي القصيبي الذي غير مسمى مستشفيات (الأمراض) النفسية إلى مستشفيات (الصحة) النفسية، ولم يسعف الوقت الوزير الشاعر المرهف ذا المشاعر لإسعاف حالهم، ومن بعده لم يكترث بهم لا وزير ولا مسؤول شؤون صحية في أي قطاع، وأشكر الصحف التي كتبت فيها (الجزيرة والرياض وعكاظ) أن أتاحت لي فرصة المطالبة برعاية صحية لهم، وأشكر البرامج المتلفزة أن سمحت لي بأن أقول أن لا أحد يهتم بهم مثل الاهتمام بمرضى القلب و(الشحوم) وآثار النعمة، لأنهم لا يمدحون وإذا مدحوا فمدحهم كالقدح!، ولا ينتقدون وإذا انتقدوا قيل كلام (مهبل)، وكنت ولازلت أقول بأن المرض النفسي هو نصف الصحة المهمل؛ لأن المرض إما عضوي أو نفسي والعضوي رعايته (ترقل) والنفسي ليس له رعاية! وكان يسمح لي بقول ذلك في قناة يديرها محمد التونسي أما الآن فبعض قنواتنا تحتاج لعلاج نفسي!.

عاتبت ذات مرة مدير قطاع صحي قائلا: لماذا لا تنفرد بتأسيس مستشفى صحة نفسية حكومي مثالي فتكون سباقا؟!، رد علي (يبدو أن أول من سيدخله أنا وأنت!)، فخفت أنه سيقتادني إليه ويتركني ويخرج وبلعت العافية ومن شروط بلع العافية أن تبلع لسانك!.

يبدو لي – وأرجو أن أكون مخطئا – أن وزير الصحة الحالي خالد الفالح لا يتفاعل مع الرأي الصحفي بدليل عدم تجاوبه، وكناقد أحب أن أعطي الوزير الجديد الوقت الكافي قبل انتقاد وزارته، لكن الأمر الذي لدي كصيدلي لا يقبل الانتظار، فمعلوماتي تؤكد أن الصيدليات الخاصة جميعا توقفت عن توفير الأدوية النفسية، وأنها مقطوعة من السوق، وهذه كارثة؛ لأن المرضى النفسيين ينتكسون بسرعة وبشدة إذا توقفوا عن الأدوية، و(هم مش ناقصين وحنا مش ناقصين كوارث انتكاسات نفسية)، ومعلوماتي تقول إن قرارا للوزير بضرورة تواجد صيدلي سعودي مسؤول عن عهدة الأدوية النفسية هو من أحد أسباب عزوف الصيدليات، والمؤكد عندي أن ملاك الصيدليات جشعون متمردون على الأنظمة، وأن الوزير لم يدرس قراره بواقعية لقلة أعداد الصيادلة السعوديين!، والحل أن تجرد الأدوية النفسية على الصيدلي غير السعودي دوريا ولا يسافر إلا بتبرئته من عهدتها ويشاركه مالك الصيدلية في المسؤولية، ويفرض تأمين الأدوية النفسية على كل صيدلية أو تغلق.


جوري لكل عسكري

لاحظ أن جوري أنقذت ولم نسمع ذكرا لاسم مدير شرطة منطقة الرياض وهذه خاصية تميز فريد، وسبق أن أشدت بتميز الموظف العسكري في الانضباط والالتزام بالدوام أيا كان مركزه ومهما علت رتبته، واستشهدت باستشهاد عميد وإصابة عقيد في مركز حدودي في ساعات الفجر المبكرة، حيث لا يتواجد لو كان مدنيا في مكان عمله بهذا الانضباط ولو تواجد فلن يباشر العمل بنفسه.

الإنجاز الأمني العظيم بإنقاذ الطفلة جوري من براثن مجرم خطير اختطفها في ظروف غامضة ودون دلائل تشير إلى الخاطف أو كاميرات خارجية في المستوصف تساعد في الدلالة عليه، إنجاز يؤكد ما نقول دائما عن تميز الجهات الأمنية نتيجة تميز عمل العسكريين العاملين فيها بخصائص لو استفدنا منها في الجانب الوظيفي المدني لحققنا الكثير في وزاراتنا ومؤسساتنا الخدمية المدنية.

من أنقذوا جوري من رجالات شرطة منطقة الرياض سواء منهم رجال البحث والتحري أو رجال المباشرة والقبض وكل من ساهم في هذه العملية بدءا من أصغر فرد رتبة إلى مدير شرطة منطقة الرياض جميعهم نهجوا منهجا مثاليا في التعاطي مع هذه المهمة، ومن هذا المنهج أن كلا يقوم بدوره بمنتهى الإخلاص والتفاني وبعيدا جدا عن البحث عن مجد شخصي أو ظهور إعلامي، وفي هذا النهج أيضا كلٌ يؤدي دوره ويستفيد من أدوار الآخرين لتحقيق هدف واحد لا غيره وهو النجاح في المهمة وتحقيق المجد للوطن، والوطن فقط، ولذلك تحقق النجاح وفي فترة وجيزة رغم صعوبة المهمة.

تخيل لو أن هذا العمل أو المهمة مناط بوزارة أو مؤسسة مدنية فستجد أن الكلام والتصريحات تسبق العمل، وأن كلا يدعي الإنجاز لنفسه (هذا لو حدث إنجاز)، وأن الوزير أو المحافظ أو مدير عام المؤسسة هم من ينسب لهم الفضل في العمل والإنجاز (هذا لو حدث إنجاز)، وستجد أن كلا يطالب بمكافأة وخارج دوام ويشتكي من عدم تقدير عمله وعدم التكريم، وستجد أن مديرا يسرق إنجاز الموظف الصغير، وآخر يشاركه في المكافأة، ومديرا ثالثا (يترزز) في وسائل الإعلام متحدثاً عن النجاح (هذا لو تحقق نجاح).

بينما نجاح إنقاذ الطفلة جوري لم نسمع ولم نقرأ إلا للمتحدث الرسمي، ولم نسمع قط باسم مدير شرطة منطقة الرياض وكانت الشكوى الوحيدة لأبطال الإنجاز هي من نشر الشائعات والأخبار المغلوطة التي كادت أن تعرض حياة جوري للخطر.

وبعد هذا كله ألا يحق لنا أن نطالب باقتداء الموظف المدني بأخيه العسكري في الانضباط والإخلاص والتفاني وإنكار الذات وأن نقدم باقة ورد جوري احتراما وإجلالا لكل فرد عسكري.


مكافحة فساد صارمة

لماذا كلما أوكلنا عملا أو مهمة للقطاع الخاص لتساند بها عملا حكوميا فإن تلك الجهة الخاصة لا تؤدي على أكمل وجه بل تحاول جاهدة أن تقتر وتقصر وتستغل فيخرج العمل ناقصا؟!.
حاولت الدولة أن تنعش أعمال هذا القطاع وتمنحه الفرصة للمشاركة والاستثمار بما يدر عليه ربحا حلالا، لكن بعض الشركات والمؤسسات التجارية تأبى إلا أن تمارس فسادا في هذا الخصوص وتقصيرا في إنجاز مهمات مساندة وضرورية أوكلت إليها ومنحت مبالغ طائلة بل خيالية لا تجدها في مكان آخر وربحا مضمونا لا يقل بأي حال من الأحوال عن 30% إن لم يكن أكثر، ومع ذلك أغلب المهام المساندة التي توكل لمتعهد تعاني من قصور وتقصير وتقتير.
لك أن تستعرض ما شئت من الأمثلة فالمشاريع الكبيرة حدث ولا حرج، وقد أثبتت مشاريع السيول والأمطار التي أنجزت و(استلمت) بأن بعضها في أسوأ حالاته، وبان فشلها وضعفها ووهنها للجميع ولا تحتاج إلى تفصيل، وخذ على سبيل المثال أيضا المهام المساندة الأخرى فإن أوكل النقل إلى متعهد فإنه يختار أسوأ الحافلات وأسوأ السائقين ويقتر في المشاوير والأوقات، وإذا أوكلت النظافة لمتعهد فإنها تكون أقرب للوساخة، حتى التخلص من النفايات الطبية الخطرة لم يسلم من الفساد والتقصير.
إذا أوكلت الإعاشة الحكومية لمتعهد فقل على الوجبات السلام من حيث سلامة الغذاء ونوعيته وجودته ونظافته فتخشى على من يأكله ضررا وخطرا وهذه ليست مبالغة.
تلك كانت أمثلة سريعة لمهام مساندة أوكلت للقطاع الخاص ليستفيد ويفيد لكنه استفاد وما أفاد (إلا أن يفيد فاسدا مستفيد) فما هو سر هذا الفشل، هل هو جشع المتعهد والمقاول فقط؟!، أم أن هناك من يصر على مشاركة المتعهد في رزقه فيضطر للتقتير؟! أم أن المتعهد يدفع من أرباحه رشوات فيصبح ربحه على المحك أو يمسي خاسرا.
هذه الأسئلة لا يجيب عليها إلا مكافحة فساد صارمة.