اليوم: 10 يناير، 2021

خذوا رأي الموظفين في المديرين

نحن نعيش الوقت المناسب لكل شيء فنحن نسير على طريق صحيح في جميع الاتجاهات وأهمها مكافحة أشكال الفساد وتعزيز النزاهة، لذا فإن من المناسب جداً أن نكثف دراسات واستفتاءات درجة رضا الموظف عن بيئة العمل وعن تعامل رؤسائه، فليس التقييم قاصراً على رضا جهة العمل عن الموظف.

تفاجأت من حجم التفاعل مع تغريدة قلت فيها: “أمضيت بالعمل الحكومي 42 سنة، ووالله ما رأيت أحداً استقوى على الضعفاء الأبرياء أو حرمهم من حق إلا فضحه الله وحرمه وعاقبه، وما رأيت اثنين تعاضدا على غير حق وبنية سيئة إلا وأصبحا عدوين لبعضهما، وما قدم مسؤول موظفاً غير كفء على مستحق، لقرابة أو نية سيئة إلا صار شوكة في حلقه وسبب دماره” انتهى. فقد وصل عدد إعادة التغريدة إلى 5700 إعادة و 9500 إعجاب، مما يشير إلى أن لدى كثير من الموظفين معاناة مع أجواء العمل وخاصة الواسطة والمحسوبية والتمييز بين الموظفين غير القائم على الكفاءة والاستحقاق، بل على صلات القرابة والمحسوبيات.

الفساد ليس مالياً فقط، فمن صور الفساد المتوقعة جداً الفساد الإداري المتمثل في إحباط موظف مخلص بتمييز موظف متقاعس لأسباب شخصية، هذا أمر تدركه جيداً هيئة الرقابة ومكافحة الفساد، لذا فإنها بدأت فعلياً في المراجعة والتدقيق في إجراءات التوظيف والترقية و منح المميزات والبدلات والانتدابات الجديدة.

والأمل معقود على خطوة مهمة تتمثل في إعادة التقييم بأثر رجعي وإعادة مراجعة السير الذاتية والمؤهلات التي بناء عليها تم منح الرواتب والبدلات والترقيات والتعيينات خاصة في الجهات ذات المرونة في التوظيف، والترقيات على بنود التشغيل الذاتي، والإجراءات التي تتم خارج إطار اللوائح الثابتة، وسلالم الرواتب والبدلات الواضحة.

كما أن ما نعيشه من قفزة نوعية في مجال الرقابة والمحاسبة تدعونا إلى أن نطمع في خطوة تعيد تقييم وضع الموظف المناسب في المكان المناسب بناء على التأهيل والتخصص والقدرات، لأن ذلك من شأنه النهوض بكثير من الدوائر والمؤسسات التي قد تعاني من غياب المؤهل الكفء القادر على استغلال الإمكانات العظيمة التي سخرتها الدولة لتلك المؤسسات ولم تستغل.

  • نشر في جريدة الرياض يوم الاثنين 20 جمادى الأولى 1442هـ 04 يناير 2021م

رسالة النشمي للنشامى

كان يحمل سلاح الـ (آر بي جي) ويوجهه نحو أعداء الله ورسوله مدافعاً عن الوطن من اعتداء آثم يستخدمون فيه كل أنواع الخسة والمحرمات من سحر وشعوذة ورصاص مسموم، فخرج كوع ذراعه الأيسر من طرف الساتر وصادف وابلاً من الرصاص فأصابته رصاصة مزقت مفصل الكوع ففصلت ذراعه فحمل ذراعه بيده اليمنى، وتم إخلاؤه ونقله إلى المستشفى حيث اتضح أن الرصاصة مسمومة وأن جسمه قد يتلوث ما لم يبتر ساعده الأيسر من مفصل الكتف، فقدم كامل ساعده الشديد فداء للوطن، وكان يتمنى أن يقدم روحه ويستشهد دفاعاً عن الدين ثم المليك والوطن.

هذا ما قاله النشمي العنزي أحد أبطال الحد الجنوبي لبرنامج (يا هلا) على قناة روتانا خليجية، وهو يروي موقفاً من مواقف رجال هذا الوطن الأبطال ممن يذودون عن حمى الدين والوطن في كل حد وتحديداً في الحد الجنوبي، هؤلاء الأبطال الذين يسطرون مواقف الشجعان ويمثلون المواطن السعودي حق التمثيل المشرف، الذين قلت تكراراً ومراراً إنهم الرجال الذين يستحقون أن يراهن عليهم الوطن وترهب شجاعتهم الأعداء.

وجه النشمي العنزي في ختام حواره المتلفز رسالة بالغة الأهمية لرفاقه في عرين الأسود قال فيها: إن من استشهد منا فقد فاز فوزاً عظيماً، وهو برحمة ربه في جنات عليين مع الشهداء والصالحين، ومن قدم عضواً من جسده فداء للدين ثم المليك والوطن فعليه أن يحمد الله على هذا الشرف العظيم.

وكشف النشمي لبقية النشامى في رسالته عما وجده من اهتمام وتكريم من القيادة على المستويات كافة، قائلاً: منذ وصولي بالإخلاء الطبي قابلني أكثر من مسؤول رفيع وعرض علي أن أختار أي مستشفى في العالم لتلقي العلاج في أسرع وقت، ووجدت عناية ورعاية كريمة واهتماماً شعبياً وفخراً بي وبزملائي، حتى والدتي التي ظننتها ستنهار لخبر إصابتي وبتر ساعدي وجدتها تتهلل سمواً وفخراً بما قدمت لوطني.

مثل هذا البطل ووالدته ومن رباه وأسرته، ومن سبقه في ميدان الفداء، ومن هو قادم بموقف بطولي جديد، نماذج للمواطن السعودي الذي سطر المواقف البطولية منذ مرحلة التأسيس الخالدة وحتى تقوم الساعة.

أرض طيبة غرسها قائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسقي بتطبيق شرع الله على الجميع فأنبتت رجالاً لا يخافون في الله لومة لائم وعليه يتوكلون وللقائه يعملون.

  • نشر في جريدة الرياض يوم الأحد 12 جمادى الأولى 1442هـ 27 ديسمبر 2020م