رسالة النشمي للنشامى

كان يحمل سلاح الـ (آر بي جي) ويوجهه نحو أعداء الله ورسوله مدافعاً عن الوطن من اعتداء آثم يستخدمون فيه كل أنواع الخسة والمحرمات من سحر وشعوذة ورصاص مسموم، فخرج كوع ذراعه الأيسر من طرف الساتر وصادف وابلاً من الرصاص فأصابته رصاصة مزقت مفصل الكوع ففصلت ذراعه فحمل ذراعه بيده اليمنى، وتم إخلاؤه ونقله إلى المستشفى حيث اتضح أن الرصاصة مسمومة وأن جسمه قد يتلوث ما لم يبتر ساعده الأيسر من مفصل الكتف، فقدم كامل ساعده الشديد فداء للوطن، وكان يتمنى أن يقدم روحه ويستشهد دفاعاً عن الدين ثم المليك والوطن.

هذا ما قاله النشمي العنزي أحد أبطال الحد الجنوبي لبرنامج (يا هلا) على قناة روتانا خليجية، وهو يروي موقفاً من مواقف رجال هذا الوطن الأبطال ممن يذودون عن حمى الدين والوطن في كل حد وتحديداً في الحد الجنوبي، هؤلاء الأبطال الذين يسطرون مواقف الشجعان ويمثلون المواطن السعودي حق التمثيل المشرف، الذين قلت تكراراً ومراراً إنهم الرجال الذين يستحقون أن يراهن عليهم الوطن وترهب شجاعتهم الأعداء.

وجه النشمي العنزي في ختام حواره المتلفز رسالة بالغة الأهمية لرفاقه في عرين الأسود قال فيها: إن من استشهد منا فقد فاز فوزاً عظيماً، وهو برحمة ربه في جنات عليين مع الشهداء والصالحين، ومن قدم عضواً من جسده فداء للدين ثم المليك والوطن فعليه أن يحمد الله على هذا الشرف العظيم.

وكشف النشمي لبقية النشامى في رسالته عما وجده من اهتمام وتكريم من القيادة على المستويات كافة، قائلاً: منذ وصولي بالإخلاء الطبي قابلني أكثر من مسؤول رفيع وعرض علي أن أختار أي مستشفى في العالم لتلقي العلاج في أسرع وقت، ووجدت عناية ورعاية كريمة واهتماماً شعبياً وفخراً بي وبزملائي، حتى والدتي التي ظننتها ستنهار لخبر إصابتي وبتر ساعدي وجدتها تتهلل سمواً وفخراً بما قدمت لوطني.

مثل هذا البطل ووالدته ومن رباه وأسرته، ومن سبقه في ميدان الفداء، ومن هو قادم بموقف بطولي جديد، نماذج للمواطن السعودي الذي سطر المواقف البطولية منذ مرحلة التأسيس الخالدة وحتى تقوم الساعة.

أرض طيبة غرسها قائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وسقي بتطبيق شرع الله على الجميع فأنبتت رجالاً لا يخافون في الله لومة لائم وعليه يتوكلون وللقائه يعملون.

  • نشر في جريدة الرياض يوم الأحد 12 جمادى الأولى 1442هـ 27 ديسمبر 2020م

اترك رد