قاطع طريق مكة

منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وهذه الدولة -أيدها الله- تولي خدمة الحرمين الشريفين أهمية بالغة بل تضع خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين في أولوية اهتمامها وعلى رأس خططها ومشروعاتها وأكثر مخصصات ميزانياتها نصيباً على مر السنين، وتحت كل الظروف الاقتصادية، وأخذ كل ملك تولى المسؤولية على عاتقه أن تكون له بصمة توسعة للحرمين الشريفين، بل مشروع تطوير وخدمة وتسخير للتقنية الحديثة لتخدم حجاج بيت الله.

في جانب الخدمات الأساسية، نعِم الحجاج برعاية صحية متقدمة مجانية، ورعاية وقائية، وخدمات طرق وإنفاق ونقل وإرشاد وعون ومساعدة لإتمام المناسك بيسر وسهولة وأمان وسلامة. وفي مجال التسهيلات وسبل الراحة تم تبريد بلاط الحرمين تحت أقدامهم وتظليل الممرات فوق رؤوسهم ورش رذاذ الماء البارد في المشاعر ليحميهم حرارة الجو. وباختصار، لأن التفصيل يطول، أنجزت مشروعات ضخمة جبارة مكلفة في مشاعر مترامية الأطراف، واسعة المساحات، قاسية الظروف، قربت البعيد وبردت الساخن، وسهلت الوصول وسخرت أحدث التقنيات (حتى الريبوتات) لخدمة الحرمين الشريفين.

وبعد وصول الخدمات الأساسية داخل المشاعر ذروة سنامها، جاءت رؤية السعودية 2030 ببرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والذي يشتمل على خدمات وتسهيلات عدة منها مبادرة “طريق مكة” التي بدأت منذ عام 2017م، والتي ما كان ناوي للحج في المعمورة يحلم بها.

وفي مبادرة “طريق مكة” تقوم فرق تنفيذ المبادرة، التي أطلقتها وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030، بجهود كبيرة في إنهاء إجراءات ضيوف الرحمن المستفيدين من بلدانهم، بدءًا من إصدار التأشيرة إلكترونيًا وأخذ الخصائص الحيوية، ومرورًا بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة.

وفعلاً تم في حج هذا العام اكتمال وصول ضيوف الرحمن المستفيدين من مبادرة “طريق مكة” القادمين من صالات المبادرة في مطارات جمهورية إندونيسيا وجمهورية باكستان ومملكة ماليزيا والمملكة المغربية وجمهورية بنغلاديش، وتم استقبالهم على أعلى المستويات في إدارة الجوازات، وعدد من منسوبي الجهات الشريكة، وحظوا عند وصولهم إلى مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، برعاية واهتمام، حيث خصصت لهم مسارات ينتقلون منها مباشرة إلى حافلات لإيصالهم إلى مقار إقامتهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة، في حين تتولى الجهات الخدمية إيصال أمتعتهم إلى مساكنهم.

وأسهم في تنفيذ المبادرة كل من: وزارة الخارجية، ووزارة الحج والعمرة، ووزارة الصحة، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والمديرية العامة للجوازات، وشركة علم.

ووسط أجواء السعادة والشكر والامتنان البالغ التي أبداها حجاج بيت الله وأقاربهم وذويهم في بلدانهم وفي وسائل إعلامهم المنصفة المحايدة وعلى اختلاف انتمائهم وجنسياتهم ومواقف دولهم ومن بينهم رئيس البعثة الطبية الإيرانية الذي أجريت له عمليتان معقدتان في القلب والشرايين يستحيل أن تتم إلا في بلد متقدم طبياً وفي مستشفى متقدم وبكوادر فريق صحي عالي الكفاءة، أقول وسط أجواء الامتنان المتعددة تلك يجب علينا أن لا نلتفت إطلاقاً لخطب وعبارات وتغريدات الحاقدين الجاحدين، وهواتف العملة مدفوعة الأجر مثل ذلك  الخطيب المأجور الكاذب الجاحد الحاقد الذي يجب أن نترفع عن ذكر اسمه وما يقول، فلا أسميه إلا (قاطع طريق مكة) و أكرر نصيحتي بأن نتوقف جميعا عن إعادة نشر ما يقول امثاله حتى بهدف الرد عليهم.

    نشر في جريدة الرياض يوم الأربعاء 14 ذو الحجة 1443هـ 13 يوليو 2022م بعنوان(خدمة ضيوف الرحمن رأس الأولويات) وسقط سهوا ثلاثة أسطر.

اترك رد