بل هم في أيد خائنة

لا أدري كيف أبدأ وأنا أكتب عن شاب معوق لا يستطيع التعبير عن آلام الاغتصاب إلا (بتعضيض) جسده بصورة غريبة تنم عن عظيم القهر، وهل أعظم قهرا من أن يستباح عرض من يحس ويرى ويتألم لكنه معوق فكريا جسده عمره 18 عاما وفكره في السابعة وبالتالي فإن أطرافه يستطيع أن يعضها قهرا ولا يستطيع أن يعض بها حنجرة من اعتدى عليه، حقيقة فإن الخبر المؤلم الذي نقلته لنا سماح ياسين عبر «عكاظ» أمس الأول الأحد عن تعرض معوق فكريا من طلاب معهد التربية الفكرية للبنين في المدينة المنورة يبلغ سنه الزمني 18 عاما والعقلي سبعة أعوام للاغتصاب المتكرر في دورة المياه من قبل خنزير بشري من عمال المعهد درج على اغتصابه لعدة أشهر ولم ينتبه له أحد! إلا بعد أن عزف عن الذهاب للمعهد وبدأ في عض جسده قهرا، خبر يقشعر له جسد الميت ويعتصر له القلب المتحجر، فإلى متى بالله عليكم نقف مكتوفي الأيدي، صم الآذان، مغمضي الأعين، قساة القلوب، محدودي الذاكرة، سريعي النسيان أمام ما يتعرض له المعوقون من اعتداءات سافرة سببها الأول والأخير إهمال القائمين على شأنهم، ثم وقفة طويلة أمام تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي وتكثيف أعدادهم ومنحهم الصلاحيات والاستقلالية عن المدير.
إنني أعترف أنني أكتب والدمع يسابق الحبر منفعلا، لكن هذا لا تأثير له على موضوعية المقال فقد تشبعنا ألما من أمر ضرب المعوقين واغتصابهم وإهمالهم، في زمن تتسابق فيه الأمم على حفظ حقوق الحيوان (كرم الله الإنسان)، ونحن أحفاد عمر بن الخطاب القائل (لو عثرت بغلة بشط الفرات لرأيتني مسؤولا عنها يوم القيامة لما لم أسو لها الطريق)، نحن أحفاد من تعدت مسؤوليته الرفق بالإنسان للرفق بالحيوان ومع ذلك يقول القائمون على ذلك المعهد ردا على قلق أخ ذلك المعوق من أن يكون شقيقه قد أهين، يقولون بكل (وقاحة) وعدم مسؤولية إنه في أيد أمينة!!، بل هي أيد خائنة للأمانة مهملة للمسؤولية متناسية عظم الذنب في ترك هؤلاء المعوقين الذين لا حول لهم ولا قوة فريسة لأمثال هذا المجرم، وكلهم في الجرم سواء.
إن أقل ما يجب حيال هذا القهر أن يتم غربلة ذلك المعهد وكل إدارة يتبع لها من قريب أو بعيد فالوطن مليء بالكفاءات والطاقات القادرة على إعطاء العمل والرقابة والمتابعة حقها من البذل والجهد وليس مجرد الحضور!، وإلى متى نستمر في تقييم الوزراء والمديرين والموظفين على أساس حضورهم الجسدي وليس القيام بواجباتهم وتحمل مسؤولياتهم؟!، كما أن علينا أن نتقي الله في أمر المواقع التي تحتاج إلى الأخصائي الاجتماعي والنفسي القادر على رصد المتغيرات السلوكية والنفسية والتنبؤ بأسبابها وتقصي كل حالة على حده، وهذا لا يتحقق دون تكثيف أعداد الأخصائيين والأخصائيات والقناعة بأهمية دورهم وقبل ذلك شعور صاحب القرار بمسؤولياته.

رأيان على “بل هم في أيد خائنة

  1. ياالله ماأشنعها من جريمة جريمة تهز وتبكي الصخر ,, أتمنى من المحامين الشرفاء تولي قضية هذا المعوق ومحاكمة جميع موظفي المركز الذي أغتصب فيه هذا المعاق وأولهم مدير المركز الحقير الذي جعل مسؤلية تحميم وغسيل المعاقين لبنجلاديشي متوحش هل لوكان أبنة بالمركز سياتمن هذا الوحش عليه حسبن الله ونعم الوكيل
    أرجوا من الجميع نشر الموضوع والمطالبه بمحاكمة موظفي المركز والتشهير بهم , فهذه قضية كشفت والخافي أعظم اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك وسلط عليهم ظالما يسوموهم سوء العذاب كما فعلوا في هؤلاء الأبرياء الاطفال اين وزير الشؤن الأجتماعية عما يحدث

    إعجاب

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اخي الفاضل
    حق لنا أن نبكي دماً مرتين ، إن لم يكن أكثر !
    الأولى : حين نسينا ونحن في خضم معركتنا مع التنمية أن نلقي بالاً للإنسان ..
    واقول الإنسان وأسكت !
    فالتنمية اعتُبرت بمفهوم الكثيرين (بنية تحتية ) نفتخر بها نحو : أكبر نفق أكبر جسر أكبر مصنع اعلى بناية اكبر مستشفى أكبر مدينة جامعية !!
    نسينا الأنسان ..
    نسينا بناء المدارس وفق حاتنا المستقبلية ،
    والمستشفيات حسب ما يناسبنا ،
    بل حتى الكوادر الوظيفية فصلوها وفق منظور ( الأول لاعب والتالي تاعب ) !!
    نسوا المهندسين ونسوا غيرهم
    الى ان حاولنا اصلاح الكسر العايب بكسره مرة اخرى واعادة تجبيره !
    .
    ولذا لم يكن غريبا ان يبقى (مثلا) مستشفى الصحة النفسية رمزا لكل نقيصة كأن يقال ( شهار! ) استخفافا بفكر احد ! وشهار ما هي الا منطقة في الطائف كان قدرها أن يكون ضمن نطاقها ذلك المستشفى !!
    شهار ، ومثله مراكز التأهيل الشامل ، في مملكة الإنسانية ( كما يسميها البعض ) !
    اوكلت الى من قصُر تفكيره عن الاهتمام بتلك الشريحة !
    وسكت المجتمع عن الحق ! فتحمل الوزر !
    مراكز التأهيل للمساكين ممن اصيبوا بعاهات نسأل الله ان يعوضهم خيرا في الآخرة !
    تلك المراكز رزئت بكوادر اخالهم من خريجي السجون في بلدانهم ( واتحمل تبعات كلامي )!
    في مركز تأهيل شامل في منطقتنا ( منطقة سدير الغالية ) دخلت فتاة من ذوات الإحتياجات الخاصة ، دخلت نزيلة ( دخلت بالواسطة التي استمرت سنة كاملة تلهث عائلتها وراء تلك الواسطة)
    دخلت وهي في حالة لا بأس بها ( فقد كانت قبل دخولها تساعد اهلها في بعض شؤون المنزل عندما تخف حالتها ) !!
    وما هي الا عام ونصف وتفقد بصرها وتصاب بأمراض مزمنة وتسوء حالتها !
    فقد كانت المشرفات من بلد عربي ( من ماركة ريا و سكينه ) !
    ما يحضره الأهل من ملابس وطعام اثناء الزيارات …. يختفي !!
    والاهتمام بصحة النزيلات يكاد يراه غير المبصر !
    وروائح غرف النزيلات تزكم الأنوف !
    فأين الاهتمام ؟!!
    اين من تولوا الأمانة ؟ ألم تشتكي المكاتب من جلوسهم ؟!
    ألم يفكر احد منهم بعظم الأمانة ؟
    الم والم والم يعتصرنا !! دون مجيب لصوت !

    ثاني بكاؤنا :
    حين نسينا ان نضع سمننا في دقيقنا !
    نسينا الإحتساب !
    في مراكز التأهيل مجال واسع خصب لتوظيف الأرامل والمطلقات والعوانس حتى !
    فقط يتم الحاقهن بدورات احتساب ويخضعن لإختبارات قاسية و يعطين جرعات من وعظ
    ليقمن بحق اخواتهن في المجتمع ويحتسبن الأجر من الله !
    نعم لسنا ملائكة ، ولكن ان نسمح لغير السعوديات بأن يكون مجتمعنا مرتعا خصبا لهن فلا والف لا !!!

    لا ضير ان يكون لدينا اخطاء حين تقوم نساء مجتمعنا بخدمة شريحة من شرائح المجتمع !
    فهذه سنة الحياة
    وكذلك في القسم الرجالي لا يمنع ان يعمل بها من يستطيع ليكسب وليحتسب من الله اجرا !

    واظن ، وارجو الا يساء فهمي
    اظن ان مثل هذا الأمر لو اوكل الى هيئة مكونة من بعض علماءنا ومشايخنا والمحتسبين !
    اضافة الى جهود المتطوعين ( العمل التطوعي ) فسنرى تحسنا ملحوظا !

    بارك الله فيك و وفقك
    فقد أثرت موضوعا سكت عنه !
    وليس كل ما يسكت عنه صحيحا !
    فما اكثر امراضنا الكامنة !
    وقانا الله وإياكم والمسلمين من كل شر

    إعجاب

اترك رداً على سليمان الذويخ إلغاء الرد