حرب الشائعات

أعان الله المخلص في أداء واجبه، فهو عندما يتعلق الأمر بمشهور أو مدير أو مدعي نفوذ، فإنه يعاني الأمرين في تطبيق الأنظمة أو محاربة فساد، أو نقد قصور، ليس لأن النظام يستثني أحدا أو أن أحدا محصن من النقد؛ ولكن لأن المشهور أو المدير يستنفر جمهوره وأصدقاءه وأقاربه لممارسة شفاعة باطلة لا تحسب أدنى حساب لخطورة وحجم المخالفة التي ارتكبها وأثارها على القيم والمبادئ أو على الآخرين، وضغوط عالية (الفولت) لا يهمها إلا أن فلانا عزيز عليها.
الشفاعة والمحاولات والضغوط عندما تواجه بالمبادئ والقيم الرفيعة والنزاهة والإخلاص ويتم رفضها من قبل الموظف ثم يجد الدعم من رئيسه المخلص هو الآخر فإن الشفاعة الهادئة تتحول إلى حرب ضروس وقصف يستهدف المخلص في التشكيك بصدق إخلاصه و نزاهته وشخصه ومحاولة تشويه سمعته والنيل منه وتحطيمه بقوة نشر الشائعات و القطر في الأذن والشكوى والمحاربة الخفية والمعلنة، تارة باتهام نواياه وتارة باتهامه بتصفية الحسابات و الشخصنة وقد يصل الأمر لفبركة ما يسيء لسمعته وعائلته وأبنائه.
بهذا فإن من يؤدي واجبه على الوجه الذي يرضي ربه هو في حكم المجاهد مما يلاقيه من العناء والمعاناة ورفض المغريات، وهؤلاء كثر في مجتمعنا ولله الحمد في مواقع كثيرة ووظائف عدة، منهم من يعمل في البلديات و أمانات المدن ومكافحة الفساد ومكافحة المخدرات والمرور والشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصحافة وهيئة الغذاء والدواء والرقابة الصحية ومختبرات وزارة التجارة وحتى الإعلام الرياضي ومراقبة تسرب المياه، فالإخلاص لا يستثنى منه عامل ومحاربة المخلص لا تقف عند حد، والإعلام الجديد هو أحد أسلحتها؛ لكنه أيضا إحدى وسائل فضح ممارسيها.

رأي واحد على “حرب الشائعات

اترك رداً على ياسر سندي إلغاء الرد