اليوم: 14 نوفمبر، 2012

شهادة تويتر

أثبت تويتر بما لايدع مجالا للشك أن المواطن السعودي، والشاب تحديدا، أكثر وعيا وطموحا وقدرات وواقعية مما كان البعض يظنه، أي أن الشاب السعودي تم التقليل من تقييمه بطريقة جد خاطئة، يجب سرعة تصحيحها، والتقييم السلبي الخاطئ لقدرات الأفراد أو الفئات السنية أحد الأخطاء الفادحة التي عانت منها دول سبقتنا تقدما، لكنها سارعت في تصحيح أخطائها في مجال التقييم للأفراد بأقل من الدرجة الفعلية، فإذا قللوا من قدر فرد خطأ صححوا ذلك بسرعة واعترفوا بالقول إننا أخطأنا فقدرناه أقل من قدره ويعبر عن ذلك بالانجليزية بتعبير بالغ قصير هو (under estimated).
هذا التقدير الخاطئ أقل من القدر الحقيقي أو (الأندر استيماشيون) لقدرات ووعي وواقعية وطموح المواطن السعودي يجب تصحيحه والبناء على التقييم الصحيح الواقعي، فالمواطن السعودي وعبر تويتر تحديدا، وبعد توفر مساحة تعبير مستقلة وحرة، قدم نفسه بصورة مشرفة تدعو للفخر والتفاعل بناء عليها.
تعبير بليغ هادئ ورزين عن احتياجاته ومعاناته مع قصور الخدمات، احترام للرأي الآخر، أفكار مبهرة ونيرة تدل على فكر مستنير ووعي فاق كثيرا وعي بعض من أنيطت بهم مسؤوليات لم يحسنوا التعامل معها، تناول لقضاياه ومشكلاته بواقعية ودون مبالغة أو تهويل، وولاء للقيادة والوطن لا يقبل المزايدة ولا يترك أي فرصة للتشكيك أو زرع الفتن.
كل مانحتاجه في هذا الوطن هو أن يكون المسؤول (وزيرا أو محافظا أو مديرا ) على درجة موازية تلامس مستوى تفكير هؤلاء الشباب وتقدرهم حق قدرهم وتتجاوب بإخلاص مع مطالباتهم المستحقة..
والمشكلة تكمن في بقاء المسؤول في برج عاجي يعتقد أنه عال بعيدا عن ملامسة احتياجات وأفكار هؤلاء المواطنين، وقد يقول قائل إن المسؤول هو مواطن أيضا فكيف يكون في منأى عن ذلك التحسن، وهنا يبرز عامل الانعزال والاعتداد بالنفس وهي من الآثار الجانبية السلبية للمنصب.