زوير وعوير والمنكسر إللي ما فيه خير!!

لا أقصد هنا مسؤولين أو مديرين أو موظفين فهؤلاء فيهم الصالح وفيهم الطالح ونسأل الله أن يثبت الصالح ويصلح الطالح أو يعوضنا بخير منه.

ما أقصده ما نستورده من سلع اليوم، سواء منها الماركات المسجلة باسم شركات مشهورة ندفع الآلاف لمجرد وجود ختم أو وريقة أو قطعة قماش تحمل اسم الماركة، أو السلع العادية الأخرى، فلا فرق كبير اليوم في جودة المستورد سواء كان ماركة مشهورة أو سلعة مقلدة، فنحن نقع ضحية خلل في الرقابة على المواصفات والمقاييس يتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والنقود!!.

صدق أو لا تصدق، رجعت لأوراق ومقتنيات قديمة جدا فوجدت ملزمة (شنطة مؤتمرات) تسلمتها من مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني منذ حوالي 25 سنة بمناسبة محاضرة قدمتها في مؤتمر عالمي نظمه المستشفى، فوجدت أن الآلة الحاسبة المصممة لتعمل على الطاقة الشمسية والملصقة في الشنطة لاتزال تعمل بمجرد تسليط الضوء عليها وبكل دقة وكفاءة!!.

في المقابل فإن سلع هذا الزمن المغشوش تتعطل خلال ساعات!!، عبارة طريفة لاتزال ترن في أذني وتطربني قالها عامل كهرباء سعودي، عن الشريط اللاصق المستخدم في أسلاك الكهرباء وهو هام جدا وخطير يقول: (الشطرطون الموجود الآن في الأسواق تضعه على السلك وتنزل من السلم فتجده قد نزل قبلك!!)، وصف رائع جدا يصور وضعا خطيرا وهاما لحال مواصفات السلع التي نستوردها وتعج بها أسواقنا!!.

ليس نحن فقط، فكل دول الخليج تعاني، لذا فنحن في أمس الحاجة إلى تطبيق جاد وتفعيل لمواصفات ومقاييس خليجية موحدة تجبر المصانع على احترام طلباتنا وكسب رضانا بمنتج غير مغشوش.

سيدة حريصة جدا على متابعة الموضة ومولعة بالماركات اشترت شنطة يدوية (ماركة) من أحد أشهر مولات دبي بأكثر من خمسة آلاف درهم!! لم يمض أسبوع حتى تغير لون السلسلة المطلية بالذهب!!، لم يسعفها حرصها ودقتها، ولم تحزني خسارتها!!، (من قال لها تتسلف لتشتري شنطة ماركة وبخمسة آلاف؟!)، ما يحزنني كثيرا اكتشاف أن بعض وكالات السيارات تبيع (فحمات فرامل) مقلدة على أنها أصلية!! وهذا معناه أن سلعنا من فئة «زوير وعوير والمنكسر إللي ما فيه خير» والتجار مثلها

اترك رد