الشهر: جوان 2013

يريدون عسيلة المسؤولية بلا بصيلتها!!

سألني أحدهم سؤالا وجيها يقول: هل من العدل أن نحمل الوزير (أو أي مسؤول) مسؤولية خلل أو إخفاق حدث في فرع بعيد عن مقر الوزارة ونلومه ونطالبه المطالبة تلو الأخرى؟!.

قلت له: إن السؤال يبدو منطقيا وعادلا للوهلة الأولى، لكنه ليس كذلك إذا علمت تفاصيل وأساس أسباب حدوث الإخفاق فلا بد أن يكون له علاقة بمنظومة العمل الكاملة التي يديرها أو بقرارات اتخذها أو برقابة قصر فيها أو حالة إحباط له دور فيها أو حالة شعور عام بالتقاعس وانخفاض حاد في مستوى روح العمل والعطاء بإخلاص عمت المؤسسة ككل وله جل الدور ويتحمل كل المسؤولية في عدم القدرة على انتشالها من تلك الحالة أو حتى محاولة انتشالها مما هي فيه ولو مجرد محاولة باجتهاد.

ثقافة لوم الوزير أو المسؤول الأول في المؤسسة على حادثة إخفاق حصلت في أحد أطرافها أو فروعها البعيدة ليست، بالمناسبة، اختراعا إعلاميا أو بدأت كمطالبة شعبية!!، هي بدأت في العالم المتقدم من الوزير أو المسؤول نفسه الذي يقدم استقالته عقابا لذاته وتكفيرا عن سيئة ارتكبت تحت مسؤوليته وإدارته، لأنه، وبحكم تأهيله الصحيح للمسؤولية، يدرك جيدا أن العمل المؤسسي يضعه في مقدمة أسباب الإخفاق ومؤخرة طابور النجاح، وبعد أن توالت حالات الاستقالة في أوروبا تحديدا نتيجة حادثة إخفاق، أصبحت تلك ثقافة مجتمع ومطالبة لمجتمعات في العالم الثالث أو الأقل تقدما.

قلت ثم يا صاحبي أريد أن ألحق سؤالك بسؤال مضاد (أرض جو) لماذا يقبل الوزير أو المسؤول أن يذوق عسيلة التكريم على إنجاز حققته المؤسسة بل يستحوذ على كل كعكة التكريم ولا يقبل أن يذوق بصيلة اللوم على إخفاق المؤسسة؟!.

قالوا وقلنا

** قالت «عكاظ»: سيدة واحدة تحضر اللقاء التعريفي لدعم الأطفال المعوقين.

* قلنا: وفي الأخير تطلع مراسلة صحفية!!.

** وقالت أيضا: مولد كهربائي يلاصق مدخل منزل مواطن 25 عاما.

* قلنا: والمشكلة (كهربه) ينقطع 25 مرة في اليوم!!.

** قالت «عكاظ»: مستشفى يسلم جثة مواطن متوفى لغير أسرته.

* قلنا: بشعار نخطئ في تسليمه وليدا وبعد الممات.

** قالت (الشرق): وعود المجلس البلدي سراب!!.

* قلنا: المهم أن الظمآن يحسبه ماء.

** قالت جمعية حقوق الإنسان لـ«عكاظ»: خلو مركز البصمة من المظلات والتكييف.

* قلنا: وخلو تصريحاتكم من البصمة!!

** قال تقرير (سبق): إجابات الطلاب الساخرة في الامتحانات هروب من الواقع أم احتجاج على تعليم سيئ؟!.

* قلنا: بل تقليد لإجابات بعض مسؤولي التعليم في امتحانات صحفية!!.

** قالوا: الدفاع المدني ينقذ أصبع طفل علق بـ(قدر ضغط)!!.

* قلنا: نريد فريق دفاع ينقذ طلابنا في أمريكا من مهزلة تهم شراء (قدر ضغط)!!.

** قالوا: إدارة الفتح تحقق الدوري وطلاب الثانوي في الاتحاد يحققون الكأس!!.

* قلنا: متى يقتنع المنتخب؟!.


لعابث بالدين بأسلوب المفحطين

لو رزق مجتمعنا متخصصا نفسيا مخلصا يهمه العلم أكثر من دخل العيادة، أو وهبه الله طالب علم يبحث في المجال النفسي لبعض سلوكيات المجتمع، فإنني أجزم أنه سيجد الكثير من النتائج الملفتة للنظر و(على طاري الملفتة للنظر) أجزم أنه سيجد أن جل مشاكلنا السلوكية الغريبة سببها محاولة (لفت النظر)!!.

هل يشك عاقل أن ما عانيناه ونعانيه لسنوات طوال من سلوك (التفحيط) بكل ضحاياه من الأبرياء والمفحطين ما هو إلا بسبب محاولة للفت النظر؟!، لا أعتقد أن عاقلا يمكن أن يشك في ذلك الاستنتاج، ليس لأنني اعتقد ذلك وأجزم به أو بحثت فوجدته كنتيجة دراسة، لا، لكن كبار المفحطين بعد أن كبروا وعقلوا اعترفوا بذلك، اعترفوا أنهم إنما كانوا يعانون من مشاكل نفسية أو حرمان أسري أو اجتماعي أو إهمال أب أو أم أدى بهم إلى محاولة لفت النظر بممارسة مخاطرة (التفحيط)، فليس لديهم ما يخسرونه!!.

ولأنه لا يمكن لعاقل أن يشك بعد تلك الاعترافات أن (المفحط) إنما يعاني من مرض (محاولة لفت النظر)، فإنه لا يمكن لعاقلين أن يختلفا على أن من همه (التحرش) بثوابت الدين، سواء ما ورد في الكتاب أو السنة وما روي من الأحاديث الصحيحة ما هو إلا (مفحط) آخر يحاول لفت النظر، ولكن في ميدان أخطر!!.

لا تلاحق المفحط وتطارده فيدخل في جموع المتجمهرين فيقتل منهم المزيد من الأبرياء، فقط حاول جاهدا الرفع من مستوى وعي الجمهور ليبتعدوا عنه ويجد نفسه يفحط منفردا لا يلفت نظر أحد فيترجل عن السيارة المسروقة ويرحل.

نفس الشيء يمكن تطبيقه مع المفحط العابث المتحرش بالدين، سيضحك منه الناس كثيرا ثم يملون أسلوبه ويكتشفون مرضه، ويبتعدون عنه ويجد نفسه وحيدا في مساحته المسروقة يفحط أمام مرآة حتى يمل ويرحل.