التجارة التي تحتاج عشرين وزيرا

على مر الزمن شهدنا مواسم وطفرات تجارية يسترزق منها أناس على حساب آخرين، تارة باستغلال حاجاتهم بحق وتارة باستغلال حاجاتهم بباطل!!.

 

الأمثلة كثيرة فقد كانت طفرة الأراضي موسما حدث منذ أكثر من أربعين سنة واسترزق منه كثير من الناس وأصبحوا بعد الجوع يرمون المفاطيح وحمولة (قلابي) من الأرز، وبعد الفقر مليارديرات.

 

ثم جاءت طفرة المساهمات العقارية مغرية لمن رأوا أقرانهم يتحولون من حالة الفقر إلى الثراء فدخل فيها من دخل، وربح منها من ربح، وخدع فيها من خدع.

 

ثم جاء سوق الأسهم الشهير وهذا لا يحتاج إلى شرح أو تصوير!! فصور نتائجه بارزة للعيان ومبروزة على جدران المجتمع، إما صورة مليونير الغفلة أو صورة مريض نفسي فقد كل شيء على حين غفلة.

 

تجارة المقاولات وتجارة التأشيرات والسيارات وقطع الغيار ومواد البناء والإسمنت جميعها مواسم جاءت بين هذا وذاك استجابة لاحتياجات أناس واستغلالا لحاجات آخرين بحق تارة وبغش أخرى.

 

إذا كانت كل أشكال التجارة والمتاجرة بالحاجة فيما ذكر يعنى به وزير واحد هو وزير الصناعة والتجارة، كفيل بتنظيمه ورد الحقوق وحماية الناس، كما يحدث الآن من الوزير الحالي توفيق الربيعة، أو إهماله وترك الحبل على الغارب كما كان سابقا، فإن المتاجرة الحالية لقضاء حاجات الناس مختلفة جدا وتحتاج إلى عشرين وزيرا!!.

 

التجارة الحالية الرابحة في هذا الموسم هي تجارة القنوات الفضائية في عرض مشاكل الناس ومآسيهم فقد أصبح البرنامج يولد تلو الآخر ويبث في الساعة الواحدة أكثر من برنامج هام ومنتشر ومشهور جميعها تتحدث عن مشاكل الناس مع قصور الخدمات والمآسي والبكاء والصراخ والاستجداء.

 

الصورة الأخيرة من صور موسم التجارة تحتاج، للقضاء عليها، إلى عشرين وزيرا ومسؤولا يقومون بما طلب منهم ولي الأمر على الوجه الأكمل عندما قال لهم لا عذر لكم!!.

اترك رد