الشهر: ماي 2014

قالوا وقلنا

** قالت (الرياض): المملكة الأخيرة خليجياً في رخص تكلفة مكالمات الجوال فهي الأغلى!!.

* قلنا: صورة مع العتاب لهيئة الاتصالات!!.

**

**  قالت أمانة العاصمة المقدسة: مياه الأمطار المتساقطة على مكة تمثل ٥٠% من المعدل السنوي!!.

* قلنا: (كل هذا الغرق وهي ٥٠% أجل لو ١٠٠% كيف الحال؟!)

**

**  قالت (عكاظ): التحقيق مع ٣ مسؤولين في فساد مالي قبل ١٢ عاماً!!.

* قلنا: (هل هي حجة لتأجيل التحقيق في فساد هذا العام لـ١٢ سنة قادمة؟!!).

**

**  قال وزير الثقافة والإعلام: إجراءات رادعة سيتخذها اجتماع وزراء الإعلام العرب ضد القنوات العربية غير المنضبطة قد تصل للغلق النهائي.

*  قلنا: المشكلة أن غير المنضبطة مضبطة أمورها بشكل من الأشكال!!.

**

**  قالت (الرياض): مدارس أهلية وعالمية تتحايل على وزارة التربية وتضيف رسوم التسجيل على رسوم الدراسة!!.

*  قلنا: يمكن هناك من يقول (تحايلوا كني ما أدري)!!.

**

**  قالت هيئة الأمر بالمعروف: لم نرفض إجازة الموظف المتوفى مشرف المشرف فاتقوا الله فيما تقولون (وتنقلون).

* قلنا: ولم تعلقوا على ظلمه بنقله فاتقوا الله في من (تنقلون)!!.

**

**  قالت (عكاظ): نزاهة تطالب بإصلاح الوضع في المنافذ الحدودية.

*  قلنا: وهل أصلحت هي وضعها في المنافذ الرئيسية ؟!.

**

**  قال وكيل وزارة الزراعة لـ(عكاظ): تركيب شرائح إلكترونية للإبل!!

*  قلنا: (شرائح إلكترونية؟! ما صارت إبل هذي أجهزة أبل!!).

**

**  قالت (عكاظ): اختصاصيون يحذرون من الاحتضان و(حب الخشوم).

* قلنا: (بس المصالح ما تمشي إلا باحتضان أو حب خشوم!!).

**

** قالت (سبق): القبض على مرتكبي مجزرة صيد الضبان.

* قلنا: (يمدحون الجلد بالعكرة!!).

الطامة الإعلامية الكبرى !!

منذ عرفنا الأفلام الأمريكية ــ رغم صغرنا ــ أدركنا أنها تسعى لرسم صورة نمطية عن المواطن الأمريكي بجعله في هيئة الإنسان القوي الشهم المهاب الذي ينتصر للضعيف ويفوز دائما، فهو القوي الذي لا يهزم، ثم تطورت أفلام هوليود بشكل كبير، فسخرت تقنية وصناعة السينما أثناء الحرب الباردة للرفع من شأن الولايات المتحدة الأمريكية والحط من شأن الاتحاد السوفييتي، وتصوير أمريكا على أنها دولة الحرية والإنسانية والعدالة، ليصدم العالم أجمع بعكس ذلك، ولكن بعد خراب بصرة وبغداد وجوانتانامو وأبو غريب.

في جانب أقل أهمية، لكنه مهم للاستدلال على تأثير الدراما وصناعة السينما في تكوين صورة نمطية عن الشعوب، فإن الأفلام اليابانية ركزت على وفاء الياباني واحترامه للكبير مع تركيز على براعته في الدفاع عن النفس، وتحديدا في إجادة فنون الكاراتيه والتايكواندو وغيرها مما كان يمثله بروسلي، والذي من شدة تأثيره في جيلنا تكون لدينا صورة نمطية راسخة عن كل ذي ملامح شرق آسيوية، أو كل ضيق عينين، بأنه يجيد الكاراتيه وقد يجندل خمسة أشخاص فابتعد عن طريقه ولا (تقاشره)، مع أنهم ليسوا جميعا كذلك!!.

نحن ــ ويا للأسف ــ تحاول تجارة المسلسلات والتمثيليات والإخراج السينمائي المحدود عندنا تضخيم سلبيات قلة من السعوديين، بل وادعاء سلبيات غير موجودة ولا رائجة و(التبلي) على المواطن السعودي بها، وتكوين صورة نمطية سلبية وقبيحة عنا بسبب خلاف فكري وسيطرة لفكر معاد للوسطية والالتزام على المشهد التمثيلي، ومحاولة قلة امتهنت الفن أو سيطرة على الإعلام السخرية من قوم، أو تلذذ مجموعة بالتركيز على سلوكيات سلبية لا يخلو منها أي مجتمع وتضخيمها وتقديمها بطريقة تحاول إضحاك الناس علينا أو حتى إضحاكنا على أنفسنا!!.

ليت الأمر توقف عند محاولة نفر من الممثلين (التميلح) على حساب المواطن!!، فقد تطور الأمر إلي طامة إعلامية كبرى!!، ها هو أحدهم لبس ثوباً أو زياً غير سعودي فنسي أنه أحد المواطنين السعوديين ليقول في قناة عربية واسعة الانتشار (المواطن السعودي يسهل استحماره!!)، بالله عليكم هل يستحق المواطن السعودي، الذي عرف عبر تاريخ المنطقة، بل العالم، بريادته وقيادته وفرضه على العالم أجمع مواقف مشهورة في الاعتدال والحسم والحث على السلام واللجوء للحوار، هل يستحق هذا الادعاء الغبي؟! بل هل يستحق من قاله وعممه شرف المواطنة أو حتى الإنسانية؟!.

صدمة سياحية

في الوقت الذي كنا نطالب فيه بتحسين الخدمات في المحطات العادية الصغيرة على الطرق البعيدة والفرعية، وكنا نأمل أن يتم إجبار المحطات والاستراحات على توفير دورات مياه تناسب استخدام البشر، كوننا نتوجه نحو تشجيع السياحة الداخلية، وفي الوقت الذي كنا نتوقع فيه أن نرى هذا الصيف توفير خدمات شاملة على الطرق مثل: خدمات الإصلاح، والصيانة، والمساعدة الميكانيكية الفورية المتنقلة، مثل غيرنا، وفرض تواجد خدمة إصلاح الإطارات في كل محطة وقود، كانت المفاجأة أننا نعود إلى الوراء، في هذا الصدد، عشرات السنين.

كنت على طريق الرياض ــ سدير ــ القصيم (السريع) الحيوي جداً الذي يرتاده الآلاف يومياً، وفي كل الأوقات، وقررت تأجيل التزود بالوقود حتى أصل محطة (ساسكو) في الجزيرة الوسطية بعد مخرج حريملاء (القريبة جداً من العاصمة الرياض) والتي يفترض أنها منطقة خدمات متكاملة تشتمل على غرف استراحة، وسوبرماركت، وطبعاً محطة وقود، وورش صيانة، وإصلاح إطارات.

بشغف وحاجة إلى الوقود تتبعت اللوحات التي تشير إلى الاستراحة، وتبشر كل خمسة كيلومترات إلى العد التنازلي لقرب الوصول إليها، حتى وصلت بالفعل للمخرج وإذا به أقرب إلى المتاهة مقسوم بالخرسانات، ودون لوحات إرشادية ولو كان الوقت ليلاً فإن من المستحيل الوصول إلى المحطة أو العودة للطريق السريع.

ولأن الوقت نهار وصلت إلى المحطة وليتني لم أصل!!، كانت مكاناً مخيفاً مهجوراً كما يبدو منذ سنوات. فالغبار يغطي كل شيء وثمة بقايا لوحات قديمة متناقضة بعضها يقول ( مغلق من قبل بلدية محافظة حريملاء) وهي دلالة مخالفات. أما الأخرى فتقول ( مغلق لإجراء تحسينات)، والغريب هو تواجد رجل وامرأة بالقرب من غرف التأجير وهو ما يشكل خطراً عليهما في ذلك المكان المهجور!!، وربما خطر منهما لا ندري!!.

الخطر الأكبر يقع على السياحة الداخلية فإذا كانت هذه حال طريق الرياض ــ  سدير ــ القصيم، (استراحة مهجورة دون تنبيه قبل عناء التحول إليها!!)، فكيف هي حال الطرق الريفية والنائية؟!، على الأقل أزيلوا لوحات الاستراحة، أو اكتبوا أنها أغلقت!!، احترموا وقتنا، واحترموا حقنا في التخطيط للتزود بالوقود!!.

تجاهل فصل توأم الرأس خطير!!

يعتقد بعض الأطباء السعوديون أنني ضدهم، ذلك لأنني هاجمت وأهاجم كثيراً الأطباء الحكوميين الذين يتركون مرضاهم وعملهم في المستشفيات الحكومية ويذهبون نهاراً جهاراً لعمل غير مشروع في المستشفيات الأهلية والخاصة طمعاً في المال، وقد واجهت بعض الأطباء تلفزيونياً وقلت إنني ضد الطبيب الفاسد وأشيد دائماً بالطبيب المخلص النزيه المتميز وقد كنت كذلك منذ بدأت الكتابة.

عند إجراء أول عملية فصل توأم سيامي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بواسطة فريق أطباء سعوديين بقيادة الدكتور عبدالله الربيعة نقلت محطة (سي إن إن) الخبر عن طريق مراسلها المرحوم محمد السقا، ولم ينقل التلفزيون السعودي الخبر فكتبت مقالاً في صحيفة (الرياض) انتقدت بشدة تجاهل تلفزيوننا لهذا الإنجاز وعلى الفور وجه الملك فهد رحمه الله وزير الإعلام آنذاك علي الشاعر باستدراك الخطأ وإعداد تقرير مفصل عن العملية وعلمت ذلك بعد مقابلة الدكتور الربيعة في مستشفى الملك فهد حيث أعمل وكان آنذاك يعمل جزئياً كطبيب زائر، ولا أنسى حين قال لي (لم أكن أتوقع أن الملك فهد يقرأ مقالاتكم).

منذ ذلك الحين أبديت اهتماماً بهذا الإنجاز الطبي الفريد وكذلك بإنجاز زراعة الكبد بواسطة الجراح السعودي الفذ محمد السبيل، لكن زراعة الكبد توقف الاهتمام الإعلامي بها تماماً بل وحتى الاهتمام الإداري فكتبت في هذه الصحيفة منبهاً أن الوطن يتسع لأكثر من إنجاز!!، فلماذا أهملت وكدنا أن نخسر زراعة الكبد وهي أهم عملية إنقاذ حياة في هذا العصر لولا أن د. السبيل صبر وأعاد إحياءها في التخصصي، ويحقق الآن نجاحات غير مسبوقة بعيداً عن أضواء الإعلام.

الآن أرى من الواجب أن ننبه عقلاء الوطن أن عملية فصل التوأم السعودي الملتصق بالرأس (رنا ورنيم) من أعقد وأخطر عمليات الفصل في العالم ونجاحها يعني نجاحاً للوطن يضاف لفصل التوأم العماني الذي أجراه نفس الجراح أحمد الفريان وزملاؤه جراحو المخ والأعصاب، محمد الوهيبي وعلي بن سلمه، ولم تنل التركيز الإعلامي المعتاد لأسباب إدارية أصبحت من الماضي، ويجب أن نتدارك الوضع ونفخر إعلامياً بنجاح فصل التوأم الملتصق بالرأس ونكرم أبطاله، خصوصاً أنها أعقد عمليات الفصل لتشابك الأعصاب والأوعية الدموية للمخ وليس أمعاء أو قولون أو كبد يسهل فصلها، كما أن ما يميزها هو التحدي العالمي بعد فشل عملية فصل التوأم الإيراني الملتصق عن طريق فريق أمريكي حيث توفي التوأم مباشرة في فشل ذريع رغم سهولة الالتصاق مقارنة برنا ورنيم (ما شاء الله لا قوة إلا بالله).

على الوطن أن يفخر بإنجازه وتكريم أبنائه بصرف النظر عن مناصبهم وسعيهم للتكريم، فمثل الفريان والوهيبي وابن سلمه لم ولن يسعى للامتنان والتكريم والإعلام، فقد مازحت د. أحمد الفريان فقلت (ما بال العملية لم تسلط عليها الأضواء كما يجب وكالمعتاد؟!، لم يجذبك خالك ملك الفلاشات!!)، فقال (هو عمي يا عيار).

لماذا مخش عضو الهيئة رأسها ؟!

كل من كتبوا عن عضو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المعاقب بالنقل من مقر إقامته في مكة إلى الجوف بسبب تسببه في جرح بسيط في رأس فتاة آسيوية، طاروا في العجة وانتقدوه بأقسى النقد، وطالبوا بمعاقبته وهو معاقب، واستهدفوا الجهاز الذي يعمل به (وهو الهدف الحقيقي)، وقالوا إن الفتاة (المخالفة) مواطنة وهي أجنبية!! كل هذا دون أن يكلف أحدهم نفسه بطرح سؤال هام لاستكمال أطراف القضية صحفياً، وهو: ماذا فعلت الفتاة ليقوم بمناولتها حقيبتها بطريقة جرحت رأسها جرحاً بسيطاً لم يستلزم غير غرزة واحدة نقلته أكثر من ألف كيلومتر في مقياس (غرز) النقل والمواصلات!!.

حتى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم تكلف نفسها بتوضيح ما فعلته الفتاة، مع أن هذا من حق العضو المنقول، ومن مصلحة سمعة الهيئة، فثمة فرق بين مسببات الفعل وردة الفعل.

عموماً، الجانب المتعلق بالجرح السطحي ومبالغة من ضخموه وجعلوا من الأجنبية مواطنة وضحته لكم في مقال يوم الأحد الماضي ٤ مايو ٢٠١٤م، وأتيتكم اليوم بالخبر اليقين ومن مصدر محايد موثوق عن تفاصيل ما حدث، فلا صحة لأن الفتاة كانت تتنزه مع عائلتها في الحديقة وطلب منها العضو المغادرة أو أن والدها اشتكى!!، فما حدث أن مجموعة فتيات آسيويات (تحديداً أفغانيات) كن (يتمرجحن) وحولهن مجموعة من الشباب يتفرجون على تطاير ملابسهن ويغازلونهن، وعند وصول دورية الهيئة هرب الشباب وتسترت الفتيات وغادرن (المراجيح)، وبقيت شنطة إحداهن على مقعد (المرجيحة)، فأخذها عضو الهيئة ونبه الفتيات للشنطة، فعادت تلك الفتاة لأن الشنطة المنسية تخصها، فرمى بالشنطة اليدوية الصغيرة للفتاة، فأمسكت بطرف السلسلة وارتطم جسم الشنطة برأسها فجرحه!!.

ولم ترغب الفتاة ولا أحد أقربائها بالشكوى للشرطة أو تصعيد الأمر، بل إن أحد المراسلين صعد الأمر ونشر الخبر في صحف إلكترونية على أنه شج رأس فتاة تتنزه في حديقة عامة، فحققت الهيئة في الأمر، وحضر والد الفتاة وأبدى تنازله التام عن العضو، وأن ما حصل لا يستحق رفع دعوى (بدليل عدم وجود دعوى الآن)، لكن هيئة الأمر بالمعروف، وحسب نظامها الداخلي، ولأن العضو لم يبلغها مسبقاً عن الواقعة، قررت معاقبته بالنقل من مكة إلى الجوف، وهذا من صلاحيات الرئيس الذي نرجوه أن يعيد النظر في مقارنة العقوبة بالمخالفة، فلو نقل كل فرد في دورية مرور أو شرطة أو بلدية؛ لأنه نسي رصد تقرير حادثة عابرة منتهية، فإن الأفراد سيكونون كل يوم في ديرة، وفي حل وترحال دائم ومربك، وفق الله الرئيس لما يحبه ويرضاه!.

قالوا وقلنا

** قالت (الجزيرة): إحباط تهريب زجاجات خمر مخبأة تحت روث وفضلات شحنة أبقار لإشغال المفتش بالرائحة النتنه.

*  قلنا: تخزين يليق بمن كان سيشربها!!.

**

**  قال رئيس هيئة الأمر بالمعروف لـ(عكاظ): تعامل رجال الهيئة بغلظة بات من الماضي.

*  قلنا: الهيئة كلها جعلها البعض من الماضي الجميل!!.

**

** قالوا: فتاة تدافع عن والدها المسن وتجلد الشاب المعتدي بعقال والدها في شارع التخصصي بالرياض.

* قلنا: الجبان الذي يضرب مسنا من الطبيعي أن تذله فتاة.

**

**  قالت (د ب أ): عريس أمريكي مصاب بأزمة قلبية يتزوج في غرفة الطوارئ.

* قلنا: (ناوي يقضي شهر العسل في العناية المركزة).

**

**  قالت الرقابة والتحقيق: الزراعة لا تقوم بدورها الإشرافي على الأدوية البيطرية والمبيدات.

* قلنا: (يمكن الزراعة تعتبر الحيوان الذي يتناول الأدوية البيطرية جاهل وقد يشتري الفوسفين).

**

**  قالت (ي ب أ): البريطانيات غير راضيات عن مظهرهن.

*  قلنا: ولا جوهرهن!!.

**

**  قالوا: عدم توفير الكمامات للممرضات سبب إعفاء مدير مستشفى الملك فهد بجدة.

*  قلنا: لكن توفيرها مهمة التموين والتأكد من توفرها مهمة الطب الوقائي!!.

**

**  قالت (الرياض): رائحة الطفل حديث الولادة تبدد قلق الأمهات حول كيفية العناية به.

*  قلنا: وتزيد قلق الشغالات حول كيفية إذائه.

**

**  قالت الوكالات: بلاتر يهنئ نادي النصر السعودي ببطولاته وتميز جمهوره.

*  قلنا: (لا يهنئ الكبار إلا الكبار ولا يمتنع عن التهنئة إلا الصغار عندما تغار!!).

**

**  قالت (عكاظ): هيئة الأمر بالمعروف تخصص عشرة خطوط هاتفيه للتبليغ عن الابتزاز!!.

*  قلنا: (خصصوا خطا لبلاغات ابتزاز اللاعبين.. فيه نادي (لزقة جونسون) مسجلين مكالمات لاعب ما يبيهم دون علمه!!).

كورونا المرور ووزارة النقل

لدي شعور بأن مدير عام المرور لم يعد يطيق ما نكتب، فهو لم يعد يتجاوب مثل تجاوبه عندما كان مديراً لمرور الرياض، ربما لأننا نحن النقاد (ما ننعطى وجه) أو لأن وجه المدير العام أثمن من مدير المنطقة، لا أدري، لكنني سوف أستمر في تقديم ملاحظاتي وعلى قول المثل الشعبي (إن لقحت ولا ما ضرها الجمل).

من محاسن الصدف أن الأمر يتعلق بالجمل، فقد كنت على طريق الرياض – سدير – القصيم السريع جداً متجهاً من الرياض شمالا إلى مدينة جلاجل وتحديداً عصر الجمعة قبل الماضي وبعد مخرج الحسي ببضعة كيلومترات فوجئت وغيري بقطيع من الإبل الضخمة بيضاء اللون تجول وسط الطريق وعددها يفوق الدرزن وتشكل خطراً حقيقياً على المركبات سواءً اصطدمت بها أو انحرفت عنها.

كان الأمر مخيفاً جداً ومقلقاً، قطيع (بعارين) وسط طريق سريع مشبوك آمن؟! في زمن أصبح فيه الموت من البعير حاصل لا محالة سواء من حادث التصادم أو دخول (خشة) بعير تحمل الكورونا عبر الزجاج الأمامي للسيارة لتطبع قبلة الموت أو عطسة يرحمكم الله.

ارتبكت واتصلت من جوالي غير المشحون بالمرور بدلاً من أمن الطرق فرد علي موظف الرقم ٩٩٣ وأبلغته بالخطر المحدق برواد الطريق بعد أن عبرت بسلام فما كان منه وبكل برود إلا أن طلب مني إبلاغ أمن الطرق!!، قلت له بلغهم أنت، فلم أعد أتذكر الرقم وبطاريتي غير مشحونة وقد أحتاج للتوقف لتحذير الآخرين، فرد اتصل على ٩٩٦ هذه ليست مهمتنا!!، وعبثاً حاولت إقناعه بأنك مواطن مثلي ولديك وسائل الاتصال فبلغهم، لكنه رفض ببرود، وقبل أن تنفذ البطارية قلت له (إذا كانت المكالمة مسجلة فإن رئيسك لابد أن يعاقبك) ولم يعقب.

بقي أن نتساءل كيف دخل قطيع إبل من خلال شبك الطريق السريع؟! والجواب يكمن في فيروس (كورونا) آخر أصاب وزارة النقل فخفض حرارة الصيانة واحتياطات السلامة فأصبح السياج الذي يقطعه حادث أو عابث لا يحظى بالصيانة لأشهر طويلة تكفي لتتعرف عليه قطعان البعارين قبل فرق الصيانة والمتابعة!!.

هكر لا يحب زوجته!!

أعتقد أن الهكر الذي اخترق موقع هيئة تنظيم الكهرباء لتهنئة زوجته بتخرجها (حسب خبر عكاظ أول أمس) زوج لا يحب زوجته أو لم يسعد بتخرجها!!، فهل من المعقول أن يكلف زوج نفسه عناء اختراق موقع خامل غير مطروق مثل موقع هيئة تنظيم الكهرباء لا يرجو أحد دخوله خاصة أن الهيئة مثلها مثل هيئة الاتصالات لا يرجو منها المشترك موقفا مساندا له في قضاياه مع مقدم الخدمة!!.

كيف تهنئ زوجتك في موقع هيئة تقول في موقعها إن انقطاعات الكهرباء انخفضت بنسبة ٨٠% هذا العام وهي لم تعترف بالانقطاعات العام المنصرم، وكأنها ترى انخفاضا لا نراه ولم تعترف بارتفاع أقرت أنه انخفض ٨٠% ؟!.

أي حب هذا وأنت عزيزي الهكر تهنئ زوجتك في موقع يشترط أن لا تشتكي فيه مقدم الخدمة إلا بعد تقديم الشكوى على مقدم الخدمة ليكون الخصم حكما؟!!، هذه ليست تهنئة بل إهانة وعلى زوجتك أن تهكر موقع عقود الأنكحة وتقدم عريضة طلب خلع من هكر لم يقدر نجاح زوجته.

أحبتي الأزواج (المهكرون) ثمة مواقع أنصحكم بعدم تضييع وقتكم لتهكيرها لا لتهنئة ولا حتى عزاء!!، عندك مثلا موقع مجلس الشورى، لن تجد فيه سوى سير ذاتية طويلة للأعضاء لم يرافقها لا إنجازات ولا نجاحات، وستجد تصويتا ضد كل مشروع نظام يقدر المتقاعد أو يساعد المستفيد من الضمان أو يدعم العاطل عن العمل أو الباحث عن علاج!!.

مثل هذا الموقع لا يمكن لعاقل يحب زوجته أن يهنئها عبره إلا إذا كان يريد أن يجعلها عبرة لمن اعتبر، أو أن يشغلها عن زواج ثانٍ وثالث ورابع وهو من قهر الرجال عندما يشتد عليهم كيد النساء.

باختصار عزيزي الزوج المحب لزوجته والراغب في تهنئة تليق بمحبوبتك كزوج ذكر و(هكر) إذا كنت (مهكرا) فهكر موقعا يليق بالتهنئة بالنجاح!!، وغيره لا تفكر أن تهكر!!.

شعب يمتن وملك لا يمن

سبق أن قلت في حوارات متلفزة وكتبت أن المواطن السعودي مواطن قنوع سقف مطالبه معقول جدا، وأثبتت مواقف كثيرة أن المواطن السعودي يكتفي بالقليل، ويقدر الظروف والأزمات، ولا يريد إلا وزيرا ووكيلا يقوم بما يستطيع، ويتفاعل مع الدعم الكبير الذي يقدمه الوطن ماليا ومعنويا في شكل إنجاز.

وسبق أن قلت وكتبت أن كل وزير ومسؤول لو اقتدى بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في مشاعره وحبه وإحساسه بهم المواطن لما تدنت خدمة، ولا تأخر مشروع، ولا قصر وزير ومسؤول، واستشهدت بمواقف الملك عبدالله منذ كان وليا للعهد عندما جاء من نيس إلى جازان للوقوف على أحوال ضحايا حمى الوادي المتصدع، وعندما زار الفقراء ووقف بنفسه على أحوالهم، وعندما كان أكثر الناس تعاطفا مع ضحايا سوق الأسهم وتأثرا بأحوالهم.

جاء افتتاح مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة (الجوهرة المشعة) مثالا حديثا واضحا على امتنان المواطن السعودي لكل إنجاز. فالامتنان لم يكن من الرياضيين فقط، ولا من أهل المنطقة الغربية فقط، ولم يقتصر على الشباب وحسب، بل كان امتنانا واسعا واحتفالية شعبية بهدية ثمينة جدا فاخر بها المسن قبل الشاب، والمرأة مثل الرجل، وساكن رفحا بنفس فرحة سكان جدة فكانت حديث كل الشعب وامتنانهم لحبيب الشعب.

حبيب الشعب نفسه بادر على الفور وفي كلمة موجزة ومعبرة بمخاطبة الشعب كأقرب ما تكون العلاقة الأسرية، وهم الأشقاء قاصدا كبارهم والأبناء مخاطبا صغارهم ودون منة بالقول (إنكم تستحقون أكثر وأكثر لأن أجدادكم هم من عمر هذا البلد لما وصل إليه).

هذا الإنجاز الرياضي جاء امتدادا لعدة إنجازات أكاديمية ممثلة في كوكبة جامعات، واجتماعية ممثلة في زيادات وبدلات، وإسكان، وصناعية، وترفيهية جميعها حظيت بامتنان المواطن لترد على من يدعي أن المواطن السعودي لا يمتن ولا يعجبه العجب، فهذا غير صحيح، وحجة من لا يعمل ولا يريد أن يعمل. وما فرحة الوطن أجمع بالجوهرة المشعة إلا دلالة إشعاع حب دائم بين المواطن والقيادة والوطن.

وأنتم تشجون رأس الهيئة فقط!!

ليكن واضحا أنني ضد أن يعتدي رجل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أحد كائن من كان، مثلما أنني ضد أن يعتدي رجل المرور أو رجل الشرطة أو رجل الكشافة أو المعلم أو رجل الحراسات الأمنية على أحد كائن من كان، أرجو أن يكون ذلك واضحا.

والأمر الذي أتمنى أن يكون أوضح هو أنني أستغرب بل أستنكر بل (أستسخف) أن يركز الكتاب في الصحف السيارة أو الإلكترونية أو مواقع التواصل الإجتماعي على تجاوزات رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دون غيرهم، لأن ذلك يشير إلى استهداف للهيئة لا للمخطئ من منسوبيها، ويؤكد أن الهدف ليس نبيلا لحماية حق إنسان أو كرامة إنسان بقدر ما هو نبل (سهم) موجه لعمل الهيئة من قوس يستهدف تشويه هذه المؤسسة الحكومية التي لا تقل أهمية عن الشرطة والمرور والكشافة والتعليم والحراسات الأمنية.

كل دائرة تتعامل مع الجمهور لابد أن يقع أحد أفرادها في خطأ يوما ما ويتسبب في شج رأس أحد أو كسر يده أو رجله وهو عمل غير صالح يجب إنكاره، فما بال قوم يركزون على سحب رجل الهيئة لشنطة فتاة آسيوية لتلتوي الشنطة فتضرب رأسها فينجرح جرحا لم يستلزم غير غرزة واحدة ويضخم الخبر وتتوالى المقالات عن هذه الحادثة التي تكفل بها رئيس الهيئات واتخذ بحقها العقوبة، بينما تجاهل الكتاب الأفاضل ما نشرته (سبق) منذ عام أو يزيد عن طبيب استشاري يعمل بمستشفيات جامعة الملك سعود ويحرر صفحة طبية، ضرب خمسينيا ضربا مبرحا أمام طفل الضحية وكسر أسنانه وأرداه مغشيا عليه مضرجا بدمه أمام الطفل وهرب ولم يقبض عليه إلا بعد أسبوعين ومكث الضحية في العناية المركزة بسبب جلطات قلبية أكثر من شهر، ونشر الخبر في ذات الصحف الإلكترونية لكنه لم يغضب كاتبا واحدا ولم تنقله الجامعة ولم تشطبه جمعية الأطباء لفعلته وهربه!!.

ضرب مشجع كرة لحمله (شال) الفريق ضربا مبرحا من حراسات الملعب وانتشر مقطع (الفيديو) ومر مرور الكرام على ذات العاطفيين المتحمسين لحقوق المضروبين!!.

أنا لا أدافع عن عضو الهيئة المعتدي المعاقب، ولا أقلل من جرح الفتاة، مع أن التقرير الطبي المنشور قلل منه فهو لا يقارن بحالة ضحية الطبيب، لكنني أستغرب الكيل بمكيالين من كتاب نحسبهم عدولا والله حسيبهم، يكادون من الإكثار من الاستنكار أن يطالبوا بشج رأس عضو الهيئة في ميدان القصاص ومن استعجالهم وعدم تثبتهم رددوا أن الضحية مواطنة والأخبار تقول إنها آسيوية!!، ولا فرق، لكن لا تستعجلوا.

حسنا.. شجوا رأسه بمقدار غرزة واحدة كما فعل، أو اضربوه بشنطة (تفلقه) وتسيل دمه ولكن لا تشجوا رأس هيئة الأمر بالمعروف وحافظوا عليها تماما مثل المستشفى الجامعي والشرطة والمرور والتعليم!!.