حليمة حمامات المطار عادت

الحلول التي لا تقوم على أساس جذري لا تدوم، كنا كتبنا كثيراً عن دورات المياه في مطار الملك خالد الدولي بالرياض وحالتها السيئة التي تنسجم مع حالة دورات المياه في جميع المواقع لدينا سواء الحكومية أو التجارية وهي حال لا تسر ولا تدل على أدنى اهتمام بهذه الحاجة الإنسانية.

بعد كثير من الشكاوى والملاحظات على الوضع السيئ لدورات المياه في مطار الملك خالد الدولي سواءً في صالات المغادرة أو القدوم المحلية أو الدولية طرأ تحسن طفيف على وضع دورات المياه، إذ يبدو أن تجاوباً أو تفاعلاً من مسؤول أو مدير المطار تم نحو تلك الشكاوى، ولكن كالعادة اجتهاد شخصي وتحرك شخصي غير قائم على أساس يحل هذه المشكلة جذرياً أو يعالجها بطريقة مهنية، مثل سائر العالم، إذ يبدو أن حلولنا وتفاعلاتنا لا تعدو تفاعلات اجتهادية لا تقوم على خطط ودراسات مثل قول مدرب كرة قدم (شدوا حيلكم يا عيال) لأنه لا يملك خطة مدروسة مثل سائر المدربين المؤهلين، فلم يمض بضعة أشهر على تحسن حالة دورات المياه في مطار الملك خالد الدولي حتى عادت إلى وضعها السيئ الذي لا يليق بالاستخدام الآدمي ولا يليق بهذا الصرح ولا يليق بالمدينة ولا بالوطن.

أعتقد أن إحدى مشاكل عدم الاهتمام بدورات المياه العامة عندنا هو أن المسؤول لديه دورة مياه خاصة على أعلى طراز ومزودة بأحدث ما توصلت إليه التقنية في هذه الحاجة الانسانية فلا يحتاج إلى استخدام دورات المياه العامة، كما أنهم أي المسؤولين لديهم دورات مياه في منازلهم تستخدم التكنولوجيا اليابانية الآلية ومرصعة بالعاج الممزوج بالذهب لتكون أقرب للصالون أو المزار، ولذلك فإنهم لا يحتاجون لدورات المياه العامة في الدوائر الحكومية والأماكن العامة والأسواق والمطارات والمساجد، ولذلك فإن هذه الدورات تبقى مشكلة دائمة مستعصية تتحسن أسبوعاً وتسوء طيلة العام.

اترك رد