اليوم: 26 نوفمبر، 2015

«أجواء لندنية» .. حرام

كثر بالأمس وأمس الأول القول بأن الأجواء في الرياض وما حولها وفي مناطق المملكة الممطرة أجواء لندنية وهذا في ظني لا يحق لنا قوله، وفتواي في عدم تشبيه الأجواء بلندن ليست كفتوى بعض من لا يحق لهم الإفتاء، ويفتون بالتحليل والتحريم على هواهم و(أجوائهم) وما يرغبون من مخالفة أهل العلم الشرعي المؤهلين للفتوى.
فتواي بعدم القول بأن «أجواءنا لندنية» منبعها واقع الحال والفروقات بين حالنا وحالهم، فعند هطول الأمطار في لندن وما حولها لا يخرج الناس لقطع الأودية والشعاب بسياراتهم ويعرضون أنفسهم وأطفالهم ونساءهم للغرق ثم يصرخون الفزعة يا رجال ويعرضون حياة أهل النخوة والشهامة للخطر ويتسببون في موت المنقذين بسبب جهلهم المتكرر وتجاهلهم للتعليمات والتحذيرات والحوادث السابقة التي يشاهدونها في (اليوتيوب)، وفي لندن تكفى لا تهز الرجال ولو فعلها أهوج وقطع التايمز أو حتى مجرى سيل بسيارته وعرض عائلته للخطر فإن هيئة حقوق الإنسان تحضر قبل الدفاع المدني ولا يكتفي مندوبها في الظهور في برنامج تلفزيوني ليتفلسف على المشاهدين وهو للتو عاد قاطعا ذات الوادي!.
في لندن لا تغرق الأنفاق بسبب المطر كما هي الحال في الرياض ولا تغرق الأحياء اللندنية والسيارات والممتلكات كما يتكرر في جدة ولا يخر مطار ولا يغرق مستشفى كما في تبوك وبريدة ولو حدث ذلك فإن البرلمان لن يتركه ويناقش بيض الحباري!.
في لندن إذا نزلت الأمطار الغزيرة مهما بلغت من مليمترات مكعبة في الدقيقة، لا يغرد وزير التعليم بتعليق الدراسة بل يعلق كل طالب شمسيته ويصل لموقف حافلة المدرسة الأنيقة السليمة الواسعة ويستقلها بأمان لتسير غير مبحرة في طريق مغمور بالمياه بل في شوارع ناشفة إلا من قطرات ماء بالكاد تلون الأسفلت غير المتحفر ولا المتشقق والذي لا يحتوي على غرفة صرف صحي مفتوحة تهدد الأبرياء!.
وبعد أليس من الحرام علينا أن نقول أجواء لندنية؟!.