اليوم: 21 نوفمبر، 2017

رياء مالي وهياط (شوري) يستغل المرضى

منذ أكثر من عشرين سنة (وأكرر أكثر من عشرين سنة).. أبتلي المجتمع السعودي بظاهرة إعلامية غريبة: صحف صفراء ووردية تعلن عن مريض بمرض عضال يحتاج إلى علاج عاجل في الخارج ثم في اليوم التالي يخرج (بطل همام) من رجال الأعمال أو الأثرياء ممن لا منصب لهم ولا مسئولية فيعلن عبر الصحيفة نفسها تكفله بعلاج المريض على حسابه الخاص في الخارج.

كنت أشعر بألم شديد أن يتم استغلال المرض، وليس المريض! لأنه لم يكن ثمة مريض حقيقي، فقد كانت مجرد دعاية وبطولات لأشخاص ورياء وسمعة لأثرياء، كانت تخدع حتى بعض كتّاب الصحف البيضاء!.

كنت أصيح بأعلى الصوت (بصوت القلم) ورقياً وصوت صاحبه تلفزيونياً أن ثمة لجنة طبية للعلاج في الخارج تابعة للدولة وقوائم الإنتظار فيها مليئة بالأسماء المحتاجة فعلاً من المرضى السعوديين، فعلى من هو صادق فعلاً في التكفل بعلاج مريض في الخارج أن يتبنى تكلفة علاج مريض أو عشرة من تلك القائمة ويرسلهم على حسابه الخاص خصوصاً أنهم مرضى حقيقيين بتقارير طبية مفصلة.

آنذاك كانت وزارة الصحة مقصرة، هذه حقيقة، لكن كانت تلك الدعايات كاذبة بدليل أن أحداً لم يتقدم لتبني علاج مريض حقيقي لا للجان الطبية الرسمية ولا لغيرها.

اليوم انشأ أطباء مخلصون صالحون الجمعية الخيرية الصحية لرعاية المرضى (عناية) وتتبنى علاج الحالات للسعوديين وغير السعوديين ورعايتهم طبياً ودوائياً، لكن فرسان (الهياط) اختفوا ولم يدعموا، وبقي الدعم ممن لا تعلم شماله ما انفقت يمينه.

وبالمناسبة وقّـع معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة اتفاقية شراكة مجتمعية بين وزارة الصحة والجمعية الصحية لرعاية المرضى (عناية) في ظل سعي وزارة الصحة لتعزيز المبادرات الصحية والشراكات الإستراتيجية مع القطاع الخيري والتي تسهم في تحقيق برنامج التحول 2020 وتحقيق رؤية 2030.

إذاً فإننا في صدد رؤية جديدة تستحق الدعم لا مجال فيها للهياط والتصنع والرياء والسمعة على حساب المرضى، وغني عن القول أن الهياط الشوري هو الآخر ليس مكانه اليوم، فمن لديه رأي في الرعاية الصحية من أعضاء وعضوات الشورى فعليه طرحه جدياً في مشروع قرار أو مقترح وليس تصاريح إعلامية (وفلاشات) تداعب مشاعر المرضى ففيهم ما يكفيهم، واعتقد جازماً أن (الفلاش الأعظم هو إدعاء عضوة شورى أنها إنفجرت بالبكاء بعد سماع احد القرارات، وهي لم تنفجر ولم تبك وليس ثمة ما يدعو للبكاء إلا الظهور الإعلامي.

الحمدلله واقعنا اليوم يسر ولا يبكي إلا الأعداء وعلينا أن نطالب ونقترح ونجتهد لكن عبر القنوات الصحيحة! الإعلام للإعلامي وأروقه وكواليس الجلسات لأعضاء الشورى وكفى مزايدات.