اليوم: 21 أغسطس، 2011

من يحمي شركات التبغ بيننا؟

أثبت التردد في فرض صور مضار التدخين على علب السجائر وعبواتها الكبيرة وتأخرنا في هذا الإجراء الذي طبقته دول بدأت المكافحة الشعبية للتدخين بعدنا أننا نعاني كثيرا من نفوذ غريب قوي خفي لشركات التبغ أدى ويؤدي إلى تأخر كل ما يتعلق بمحاربة التدخين، بدأ بالتردد في رفع أسعاره الذي لا يزال خجولا قليلا في وقت ارتفعت السلع الأساسية النافعة أضعافا مضاعفة، وانتهاء بعدم مجاراة دول العالم المتقدم والمتخلف في وضع صور نتائج وأضرار وأمراض التدخين على العلب والكراتين.
ثمة مجموعة تناقضات غريبة تؤكد أن شركات التبغ تحظى بنفوذ قوي وكبير يتسبب في إعاقة محاربتنا للتدخين رغم أننا على المستوى الشعبي أكثر من حاربه، فنحن آخر شعوب الأرض قبولا للمدخن والتدخين فقد كان إلى وقت قريب لا يمارس في العلن كونه عيبا كبيرا، وفي زمن ليس ببعيد كان مدخن السيجارة ويسمونها (السبيل) يحفر لنفسه حفرة في بر القرية حتى لا يرى الناس شعلة السيجارة، وما زلنا إلى الآن نتردد في تزويج المدخن، إذن؛ اجتماعيا نحن آخر شعوب الأرض قبولا به، أما دينيا فنحن أول من أصدر فتوى تحريمه على أساس أنه من المهلكات، وصحيا نحن أكثر من تضرر منه وأكثر من دفع ثمن علاج آثاره وأضراره، حتى أن وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع تبنى شخصيا رفع القضية الشهيرة ضد شركات التبغ، وهي الخطوة التي رحبت بها الغالبية إعلاميا وشعبيا وتندرت بها أقلية ممن يغارون من المبادرات الموفقة، ثم أخفيت وأهملت كونها مبادرة سابق رحل.
إذن فموقفنا من التدخين اجتماعيا ودينيا وصحيا يفترض نظريا أن نكون أول من يهب لتطبيق أية مبادرة دولية أو فكرة للحد منه وأية خطوة (تنويها) منظمة الصحة العالمية للقضاء على أضراره، لا أن نرى صور أنواع السرطانات المخيفة على علب السجائر في دول اتخذت موقفها من التدخين بعدنا ونحن لا نزال خليجيا مترددين في تطبيق التحذير بالصور ونكتفي بعبارة صغيرة خجولة، فما سر شركات التبغ معنا، ولماذا تحظى بقوة وهيبة وكأنها كسرت عيوننا مع كسر عظام صحتنا؟

عام على رحيل القصيبي

مرت سنة على رحيل غازي القصيبي عن هذه الدنيا، لكن هذه المناسبة ( مرور سنة ) أعادت معها ما يعادل شريط مائة سنة من ذكريات العطاء لهذا الوطن في كل مناحي الحياة، التي لم تمهله كثيرا لكنه استغلها جميعا في إنتاج غزير وعطاء كبير، عكس حجم الفراغ الذي تركه بعد مرور عام واحد على رحيله، ليجبر الجميع على التوقف عند مناسبة مرور سنة على وفاته كل حسب أفكاره وتوجهاته ونياته، فمنهم من يطلب الدعاء له في هذا الشهر الفضيل الذي رحل خلاله، ومنهم من يطلب تكريمه، ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك مما لم نتعود عليه، ولا نريد أن نعتاد عليه من شكليات تخليد الذكرى بعمل سطحي شكلي هش، فنحن نؤمن أن ابن أدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أوعلم نافع أو ولد صالح يدعو له، وغازي القصيبي حظي بكل هذا برحمة ربه. فله من الصدقات الجارية خير كثير، و خلف ذرية صالحة تدعو له، مع دعاء الناس ممن امتنوا لحسن أدائه لأمانته و واجباته في كل منصب اعتلاه، وورث الوطن عنه علما نافعا كثيرا عسى أن نستفيد منه وهذا مربط الفرس.
من يريد أن يخلد ذكر من أخلص فليخلص مثل إخلاصه، وليستفد من العلم النافع الذي ورثه عنه، وغازي القصيبي رحمه الله رحمة واسعة، لم يقتصر إرثه من العلم النافع على كتب ومؤلفات ودوواين وقصص وروايات وقصائد تقطر حكمة وعبرة وشجاعة، بل أرث ما يعادل هذا كله من العلم النافع في التعامل مع المناصب التي تقلدها كأكثر وزير و دبلوماسي تنوعت وظائفه ومناصبه و أكثرهم إخلاصا و أمانة وعملا من أجل الناس لا من أجل نفسه.
في ظني أن غازي القصيبي ترك لنا أهم قاعدة وطنية في شأن المنصب تتناسب مع ظروف مجتمعنا ووطننا. وهي أن الوزير المخلص لابد أن يخوض معركة شرسة مع خصوم الإخلاص و تجار المصالح، وتكثر عداواته و تزداد في السر محاربته ويمدحه عامة الناس ويثنون عليه، ولا يثني على نفسه أو يستجديه من إعلام وعلاقات عامة، ومن أراد أن يصبح غازيا مثل غازي فليفعل مثله، وإن لم يكن في مثل أخلاقه وإخلاصه وأمانته وشجاعته في الحق ضاع ما يسند إليه من عمل.

قالوا وقلنا

** قالوا: مدير يحرم موظفات في بنك الدم من الإجازات الرسمية!!.
* قلنا: (يمكن ما عنده دم !!).
**
** قالوا: النعيمي يقفز إلى 67 ريالا للكيلو.
* قلنا: النعيمي يقفز والدجاج يطير وكل خالف طبيعته إلا وزارة التجارة لا زالت تزحف.
**
** قالوا: الاتحاد السعودي لكرة القدم يودع تقنية الفاكس ويلزم الأندية بتخصيص عنوان بريد إلكتروني على الشبكة العنكبوتية.
* قلنا: (وشبكة مرمى المنتخب كل يعرف عنوانها!!) .
**
** قالوا: مريض سعودي مهدد بالطرد من مستشفى أمريكي لعدم سداد فواتير علاجه وحالته في خطر.
* قلنا: إحدى فواتير تأجيل نظام التأمين الصحي ندفعها من صحة مواطن وسمعة وطن.
**
** قالت «عكاظ»: أمين سابق مصادقا أمام القضاء .. وكيلي ضللني.
* قلنا: (هذا أمين ولا صالون عائلي مظلل!!).
**
** قالت «عكاظ»: إن الشرطة والأمانة والزراعة تتقاذف مسؤولية القرد المتوحش في حديقة حيوانات تبوك والذي نهش طفلا، فالشرطة أحالت الشكوى للأمانة لعدم الاختصاص والأمانة تقول إنها من اختصاص الثروة الحيوانية والزراعة تحملها للأمانة كونها من يؤجر الحديقة.
* قلنا (سهلة جدا، أطلقوا القرد المتوحش على ممثلين من الجهات الثلاث وخلوه يتعرف على كفيله).

الشؤون البلدية أولى بالمهندسين من الصحة!!

ي 18 أبريل 2011م كتبت في هذه الزاوية مقالا بعنوان «أيها المهندسون العبوها رخيصة كالأطباء» وكان بمناسبة مطالبة المهندسين لوزير الخدمة المدنية بكادر خاص بالمهندسين وهي المطالبة التي تجمعوا فيها أمام وزير لا علاقة له باستحداث كادر إنما يقتصر دوره على تنفيذه إذا صدر وكان وزير الخدمة المدنية قد وجههم بعبارته الشهيرة التي لا داعي لتكرارها.
أذكر أنني قلت في ذلك المقال: نام المهندسون دهرا لم يطالبوا بكادر خاص مع أن لهم هيئة مهنية قديمة ونصحتهم بأن يلعبوا لعبة الأطباء عندما أرادوا كادرا باستغلال مراجعة بعض المسؤولين لعياداتهم واستغلال علاقاتهم مع أنني اعتبرته ولا زلت أعتبره أسلوبا غير لائق لأنهم حولوا العيادات إلى غرف وشوشة وتوسل وتقديم معاريض.
يبدو أن المهندسين يخطئون الفهم، مع أن المهندس يفترض أن يكون من أذكى المهنيين، فقد قام أعضاء هيئة المهندسين بمقابلة وزير الصحة والتحدث معه حول كادر المهندسين، ونشر خبر مطول عن الزيارة يتحدث جله عن مباحثات حول الكادر والوضع الوظيفي للمهندسين ومعالي وزير الصحة كعادته بادلهم الحوار والوعود، ونحن نعلم أن المهندسين يعملون في بناء وصيانة المستشفيات لكن هذا مرتبط بكونهم مهندسين لا صحيين بل إن أهم تخصص هندسي في المستشفيات هو صيانة الأجهزة الطبية وهذا أصبح علما قائما بذاته له مخرجات غير كليات الهندسة التقليدية.
الأقرب للمهندسين من الوزارات بحكم العمل بعد التخرج هي وزارة الشؤون البلدية والقروية، هذا إذا كان لا بد من وزارة لدعم الكادر وإلا فإن كادر المهندسين حق مشروع تنظر فيه الهيئات المختصة واللجان المتخصصة وتناقشه وتدرسه وتعيد دراسته مع الهيئة وأصحاب الشأن وترفعه لمجلس الوزراء ويحال لهيئة الخبراء ومن ثم لمجلس الشورى، وهذا حال كل نظام وكادر، فلماذا نشغل وزيرا غير مختص في أمر لا يخصه ولديه من أمور الاختصاص ما ينتظره المرضى بفارغ الصبر؟!