اليوم: 14 أغسطس، 2011

الدهس على مضمار المشي

أعلم أن أحدا لن يعير اهتماما بالتحذير من وقوع الخطر حتى يقع، كعادتنا تماما، لكنني لابد أن أنبه أنه بات وشيكا جدا أن تمزق أشلاء طفل بريء أو تدهس امرأة وربما أكثر من طفل وامرأة ورجل على رصيف أعد للمشي الرياضي وعندها سيكون الحادث حديث الإعلام وسوف تتقاذف عشرات الأطراف المسؤولية، وكل يهرب منها ويقذفها على الآخر، المرور سيقول إن الرصيف ليس من اختصاصي فأنا بالكاد مسؤول عن الطريق المسفلت، وأمانة المدينة ستقول إنني أنشأت أرصفة لممارسة رياضة المشي ولست معنية بمراقبتها، والدفاع المدني سيقول إن سلامة الناس من مسؤولياتي ولكن ليس ما يتعلق بالدهس، والحقيقة المؤكدة أننا ننشئ المشاريع ولا نتمها بتحديد الرقيب على حسن التعامل معها!!، بل أن الجهة التي بادرت بالمشروع وأشرفت على إتمامه ليست لديها إجابة على سؤال (وماذا بعد؟! من سيراقب ويعاقب ويتحكم في تأمين الاستخدام الأمثل لهذا المرفق)، وحدها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجالها المخلصون من يتولون دورهم مباشرة ودون تردد في ردع من تسول له نفسه الإساءة لأعراض الناس أو خدش الآداب العامة أو التحرش بمرتادات المرفق. أمانة مدينة الرياض مثلا أنشأت مشكورة عدة مضامير للمشي في أحياء كثيرة، أشهرها وأولها مضمار المشي الرئيس في شارع الملك عبدالله، واشتهر بمضمار مشي الحوامل وسبق أن حذرت سمو أمين مدينة الرياض من أن إحدى الحوامل قد تجهض إثر تسديدة مباشرة لكرة طائشة أو من صدمة (سيكل) نظرا لممارسة بعض الشباب لعبة كرة القدم وقيادة الدراجات بين المشاة رغم أنهما من الممنوعات ولم يلتفت لتحذيري أحد!!، والآن حدث ماهو أشد وأخطر وأغرب فقد أصبح هواة الدراجات النارية الرباعية (الدبابات الضخمة) يستعرضون مهاراتهم على رصيف المشاة بأعداد تفوق العشرين، يصطفون في ثلاثة صفوف ويستحوذون على كامل عرض الرصيف وينطلقون في وضع استعراضي برفع العجلات الأمامية بما يحجب عنهم رؤية من أمامهم، وهذا معناه دهس مؤكد لأي طفل مرعوب أو امرأة غافلة أو شيخ مرتبك أو مجموعة مشاة لم يجدوا مفرا منهم، هذا خلاف إثارة الغبار وأبخرة العادم في جو يفترض أنه صحي!!. من المسؤول عن إيقاف هذه المهازل والمخاطر؟! أتحدى أن يجيب أحد فإذا وقع الخطر سيتحدد طرف مسؤول، أما أنا فأنهي تحذيري بنشر فيديو وصور على صفحتي في الفيس بوك غدا لتؤكد خطورة الممارسة قبل أن يقع الفأس في الرأس.