اليوم: 22 أغسطس، 2011

سنة القصيبي

في الأسبوع الماضي كتبت مقالا ذكرت فيه أن الأهم في ذكرى مرور سنة على رحيل الدكتور غازي القصيبي أن نتذكر ما قدمه للوطن في المناصب التي تقلدها ونستفيد من تجربته الناجحة بكل المقاييس من حيث الإخلاص للمنصب والأمانة والقوة، ولعل الاجتهاد في تغيير العنوان إلى (عام على رحيل القصيبي) ذهب بجاذبية العنوان فقط اعتقادا أن الموضوع مجرد تأبين واحتفاء بمناسبة مرور سنة على وفاته وهو ما لا أجيده، لكن وللأمانة فإن نص المقال لم يتغير ولعله أوصل الرسالة بضرورة الاستفادة من نهج غازي القصيبي وتعامله بإخلاص وقوة مع المناصب التي تولاها مما خلق له الكثير من العداوات مع من لا تهمهم إلا مصالحهم الخاصة.
يكفينا من غازي القصيبي أنه ترك لنا تجربة فريدة في إيكال أمر الصحة إلى متخصص إداري وهي المطالبة المستمرة التي طالبنا ولا زلنا نطالب بها على أساس أن الإدارة تخصص قائم بذاته وأنها بالتأكيد لا تدرس مع دراسة الطب وأنه من الصعب على طبيب أن يبدع في الإدارة كونها ليست مجاله ولا تخصصه، ففي السنة اليتيمة التي تولى فيها القائد الإداري غازي القصيبي وزارة الصحة اختفى التحيز للطبيب على حساب المريض والمهنة وتعددت العقوبات الرادعة لكل طبيب يهمل المريض ومهنته الإنسانية، فتم التعامل مع الشأن الإداري في وزارة الصحة بأسلوب القائد الإداري المحايد الحازم الخبير فرأينا في سنة واحدة ما لم نره في عشرات السنين من إدارة الأطباء، ومن يريد رجوعا تاريخيا موثقا صريحا ونزيها فما عليه إلا الاطلاع على الفصل الخاص بوزارة الصحة في كتابه رحمه الله (حياة في الإدارة).
ما يحدث الآن من تزايد الأخطاء الطبية والتحول إلى الدفاع عنها بدلا من معالجتها وما تطور عن الأخطاء من إهمال وصل حد فقدان أعضاء بالكامل ثم ما يحدث من ممارسات خاطئة لا تقبل التبرير مثل وفاة مريضة نتيجة سقوطها من سرير أو وفاة طفلة نتيجة تركها في مستشفى غير متخصص وعدم المبادرة لنقلها للمستشفى المتخصص وما يحدث من حمل الذبائح في سيارات الإسعاف وتنويم تيس على سرير مستشفى وما انتشر من تقارير فساد بعض المستشفيات التي أشار إليها الزملاء صالح الطريقي وخالد السليمان كلها دلائل على أننا لم نستفد من (سنة القصيبي في الصحة).