الطموح العالي والحماس الوطني والرغبة في عمل جهد وطني في المؤسسات الحكومية يصطدم بالمنصب الإداري مرتين، المرة الأولى قبل تولي المنصب حيث يكون المتحمس الحريص الطموح موظفا عاديا لديه الحماس والرغبة والفكر والتأهيل، لكن القرار ليس بيده، وإحداث التغيير والإصلاح ليس من صلاحياته، وكل أمر يخص تلك المؤسسة أو الوزارة بيد المدير أو المحافظ أو الوزير، المهم أن الموظف الطموح المتحمس المفكر المؤهل لا يملك تفعيل أفكاره وتطبيق خطوات الإصلاح إلا بموافقة من المنصب وحامل لواء المسؤولية وهذا الأخير إما أن يتبنى بعض الأفكار وينسبها لنفسه (يسرق أفكار موظفيه) وفي ذلك غصة على الموظف واستغراب وإحباط واحتقار لمن يفترض أن يكون قدوة، لكن بعض الأفكار طبقت و استفاد الوطن منها. وفي ذلك عزاء لصاحب الجهد، إلا أن جل ما يتمناه المخلص لا يتحقق لأن تحقيقه ليس بيده.
وعندما يتقلد ذات الموظف الطموح المتحمس المفكر زمام المسؤولية وتصبح الصلاحيات كلها بيده، ويصبح بإمكانه تطبيق ما كان يحلم بتطبيقه من أفكار وإحداث ما كان يتمنى حدوثه من إصلاحات فإن كل الحماس يتحول إلى تهدئة وركود وكأن طاقة الحماس المتقدة قبل المنصب تحولت إلى طاقة محافظة على ذلك (المكتسب)، بل كأن الحفاظ على المنصب يكون بالركود وفي هذا تجن على الوطن وصدمة هي الكبرى للطموح!!.
ماهي تلك الخاصية في الكرسي التي تجعله يحول الحماس إلى برود، ويمتص شحنة الإخلاص المتقدة ويحولها إلى غلاف حماية من أجل البقاء، بل من قال إن لدى كرسي المنصب هذه الخاصية المشؤومة ؟!، إننا نظلم ذلك الكرسي الجماد، فالكرسي بمن يجلس عليه مثلما أن السيف بمن يحمله، بدليل أن جميع الكراسي التي جلس عليها غازي القصيبي غيرها ولم تغيره، رحم الله «غازي» وكل مخلص.
الشهر: مارس 2012
قالوا وقلنا
•• قالت وزارة العمل: تأخير صرف أجور العاملين في القطاع الخاص مخالف للنظام، ونحن نرصد الوضع وسنعد قائمة بالمخالفين ونطبق عليهم عقوبات نظام حماية الأجور.
• قـلنا: لتكن البداية بخدم المساجد، فوضعهم مع الشركة التي أخرت حقوقهم مرصود وجاهز وجائر!!.
**
• قال عدد من معبري الرؤى: رؤى الناس تؤكد أن بشار الأسد سيقتل ولن يتم التعرف على جثته إلا بتحليل الحمض النووي!!.
• قـلنا: «بشار ما عنده حمض نووي، هذا حمضه دموي بس لا تخافوا بنعرفه برقبته!!».
**
•• قالت صفحة مسرح الحوادث بـ «عكاظ»: 160 جلدة و 7 أشهر سجنا لخياط هندي أمسك بيد وافدة عربية في مشغل!!.
• قـلنا: «عقوبة تخليه لو يشوف كفيف بيقطع الشارع ما مسك يده!!».
**
•• قالت صفحة اقتصاد وطاقة بـ «عكاظ»: شركة مشروبات غازية شهيرة ترفع أسعارها 60 % وتتحجج بدخول الصيف وتجس نبض المستهلك وردة فعل الوزارة.
• قـلنا: ووجدت نبض المستهلك سلبيا، وردة فعل الوزارة مثل فورة المشروب الغازي.
**
•• قالت وكالة «د ب أ»: نيبالية تضع مولودا أثناء اختبار الثانوية وتكمل الاختبار بعد ساعة ومسئولو الاختبار يمددون لها الوقت!!.
• قـلنا: «لو أنها عندنا سحبوا الورقة قبل الجنين وطلبوا فحص المولود من البراشيم وتقرير طبي إنها ولدت ثم منع أداء الامتحان للحوامل!!».
**
•• قالوا: أعضاء مجلس الشورى يصوتون «ضد» وضع حد أدنى لرواتب السعوديين في القطاع الخاص.
• قـلنا: أي أنهم يصوتون «مع» القطاع الخاص!!.
**
•• قالت «عكاظ»: التحقيق في «اختفاء» مليون وستمائة ألف ريال بهيئة المهندسين!!.
• قـلنا: «اختفاء إيه يا هندسة هو المليون بيلعب استغمايه؟!!، المليون ما يختفيش إلا إذا أحد أخفاه!!».
**
•• قالوا: شاب ثلاثيني بمركز التأهيل الشامل بالطائف معوق ذهنيا أصم وأبكم وضعيف نظر يتعرض للتعنيف وكسر عضده من عامل «شحن وتفريغ» بالمركز!!.
• قلنا: برود الشؤون الاجتماعية «عامل شحن بلا تفريغ»!!.
**
•• قالوا: وزارة الكهرباء تتعهد بصيف خال من الانقطاعات!!.
• قلنا: خال من انقطاع الأعذار والتصريحات.
**
•• قالوا: التربويون يحذرون من خطورة الألعاب الإلكترونية والمسلسلات المكسيكية على ألفاظ الأطفال!!.
• قلنا: وأخطـر منـها الشتـائم في حــوارات البرامـج الرياضيـة!!.
مسؤول يتجاهل التأريخ
أهم عنصر يراه المسؤول ولا يقبل التوقيع على خطاب بدونه هو التأريخ، وذات العنصر (التأريخ) هو أكثر العناصر تجاهلا في التصريحات والأحاديث، لو حرر موظف للمسؤول خطابا نسي تأريخه لربما تعرض للعقاب التاريخي، ولو قدم مراجع من أقاصي البلاد بخطاب يخص معاملة أو إجراء روتيني واكتشف المسؤول عدم وجود تأريخ للخطاب، لرد المراجع إلى أقاصي البلاد ليتم كتابة التأريخ، كل هذا من حق المسؤول وزيرا ومحافظاً ووكيل وزارة، ولكن طالما أن التأريخ هام جدا، وطالما أنهم يشعرون بأهميته إلى هذه الدرجة فيما يخصهم، لماذا يتجاهلونه في تصريحاتهم وأحاديثهم عن ما يخصنا؟!.
يتحدث بعض المسؤولين عن مشاريع أشبه بالأحلام لكنهم لا يذكرون لنا تاريخ انتهائها، فنستمر نحلم ونحلم حتى يمل منا الحلم فنستيقظ وقد أصبح التصريح في حكم التاريخ ولم يتحقق الحلم!!، أحيانا يحلم المسؤول ولا يحدد لنا متى حلم (والتأريخ مهم جدا لدى مفسر الأحلام)، ناهيك عن أن يحدد لنا متى تتحقق رؤاه وأحلامه!!.
أنا لا أعترض على أهمية التأريخ في المخاطبات، ومقتنع بأهميته في تحديد المسؤوليات والمرجعيات، لكنني أطالب بإعطاء ذات الأهمية للتأريخ في التصريح عن مشاريع بدأت وأخرى تحت التنفيذ وثالثة ستنتهي قريبا، لماذا لا نتعامل بتحديد تأريخ البداية وتأريخ مراحل التنفيذ وتحديد ذلك التأريخ الذي ستنتهي فيه قريبا، ليكون لنا ذات الحق في تحديد المسؤوليات والمرجعيات والفضل في البدايات والنهايات، أو الفضل في البدايات والوزر على عدم النهايات؟!.
تجاهل التأريخ يخدم كثيرا في التضليل والتسويف والإيهام والظهور بمظهر من يعمل وهو لا يعمل ومن ينجز إنشاء لا إنشاءات، لكن ثمة أمرا أهم وأخطر وهو أن عدم ذكر التأريخ يتيح للبعض أن يجتر إنجازات سابقة على أنها حالية ويكرر أرقاما حققت في عصور مضت على أنها جديدة فإذا غاب التأريخ العب يا فصيح.
سمحنا للعزاب فهل ألغينا الأسباب؟!
أن تمنع فإنه الحل الأسهل لكنه بالتأكيد ليس الأفضل، بل هو ليس حلا، هو مشكلة، ونحن بكل أسف نعمد للمنع لأنه أسهل الحلول ولا نسعى لإيجاد الحلول الأمثل، ليتنا نمنع مؤقتا ريثما نوجد أرضية مناسبة للحلول الناجعة الصحيحة مع أنها الصعبة المكلفة، لكننا للأسف نمنع على الدوام كحل سهل، مع أننا أصحاب مقولة شطر بيت الشعر «يا مدور الهين ترى الكايد أحلى»، إلا أننا لا زلنا نتبنى الأسهل ونراه حلا، مع أنه مشكلة أخرى.
منعنا دخول الشباب العزاب للأسواق وأماكن الترفيه التي أسميناها عائلية ردحا من الزمن، وكان حلا سهلا لمشاكل إيذاء الفتيات بالمعاكسات والتحرش والتعدي على الحرية الشخصية المتمثلة في السير في السوق ومكان الترفيه دون إيذاء يجرح الكرامة ويخيف الفتاة العاقلة ويحرم الأسر المحافظة من الذهاب للأسواق وأماكن الترفيه.
المنع كان الحل الأسهل لكن الحل الأمثل كان بإعداد قانون صارم يفصل كل أنواع وأشكال وطرق الإيذاء والتحرش والاعتداء على الخصوصية، سواء من شاب عازب أو حتى فتاة أو «أشيمط» متزوج، ويعرفها تعريفا لا يقبل الاختلاف ثم يحدد لكل منها عقوبة لا تقبل التنازل ولا العفو، ولا تنفذ في السوق فتخلق الفوضى، إنما يكون مسرحها المحاكم المتخصصة ومواقع تنفيذها السجون والإصلاحيات، والصعوبة في هذا الحل «الكايد» الأحلى أنه يحتاج إلى جهاز رقابي سري، يراقب السلوكيات في الأماكن العامة ويتفاعل معها دون شكوى، ولا يقبل فيها عفو ولا واسطة ولا شفاعة، كونها حقا عاما يتعلق بسلوك عام.
نحن الآن ألغينا الحل السهل والمنع الخاطئ، فهل معنى ذلك أننا أوجدنا الحل الصعب، هل أنهينا تجهيز أرضية مناسبة للتعاطي مع مشاكل الأسواق المعروفة في كل العالم؟!، مشاكل الأماكن العامة ليست حكرا علينا، بل هي مشكلة عالمية، لكننا نحن فقط من لم يحلها جذريا كما يجب وكما يتم في المجتمعات الأخرى، فهل السماح جاء بعد إيجاد الحل أم أننا سنواجه ذات الفوضى بعد أن يشعر الشاب الفوضوي بالأمان ثم نعود فنحرم الجميع الصالح بسبب الطالح.
خدعوك فقالوا «في أمريكا»
أكثر ما أراه مراوغة هو دفاع البعض عن قصوره وأخطائه بالقول إنها تحدث حتى في الولايات المتحدة الأمريكية كناية عن شمول الأنظمة والعناية بأدق الأمور في أمريكا وهذا صحيح، لكن مقارنة شأن عندنا بمثيله في أي دولة متقدمة سواء أمريكا أو دول أوربا أو ماليزيا واليابان نوع من الاستغفال لأن المقارنة يجب أن تكون شاملة ومتكاملة ومستوفية لتشابه جميع الظروف المتاحة في البلد المتقدم الذي نحتج به.
الشؤون الاجتماعية مثلا تقول إن الهائمين (الهوملس) موجودون حتى في أمريكا لكنها لا تذكر أن الهائم في أمريكا تدرس أحواله من قبل عشرات الأخصائيين الاجتماعيين و عشرات الأخصائيين النفسيين وعدد من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية وتتاح أمامه فرص الإيواء في دور اجتماعية أو مصحات وأن من يهيمون في الشوارع والأنفاق رفضوا كل تلك الفرص واختاروا الشارع لأن معظمهم من مدمني الكحول (الكحوليزم) ومع ذلك تصرف لهم إعانات للإعاشة.
المثال الآخر الأشد مراوغة عندما يكون الحديث عن الأخطاء الطبية لدينا وارتفاع معدلاتها غير المقبول ثم يأتي أحدهم فيقول إن الأخطاء الطبية في أمريكا تصل إلى نفس الرقم الموجود لدينا (حوالي 300 ألف خطأ طبي سنويا) ويتناسى قاصدا أن أمريكا لا تقارن بنا مطلقاً في هذا الصدد فأمريكا تسجل فيها أبسط الحالات الناجمة عن خطأ طبي فهم يسجلون حتى حالة حدوث الرعاف في الأنف إذا حدث بسبب خطأ بينما نحن لا نسجل إلا ما صاحبه شكوى أي أننا لا نسجل إلا مانجم عنه وفاة أو شلل أو فقد منفعة فأين وجه المقارنة؟!، ثم إن ثمة فارقا شاسعا في عدد السكان وبالتالي عدد التدخلات الطبية المنسوب لها ذلك الرقم، وفي أمريكا لا يثنى المتضرر عن الشكوى بل يشجع فيخرج المريض وخلفه ستة محامين نصفهم يتطوع برفع القضية عنه بينما يخرج من عندنا وخلفه ستة أطباء أحدهم يتوسل بعدم الشكوى والثاني يتوسط بقريب والثالث يهدد والبقية يحبطونه بعدم جدوى الشكوى، وفي أمريكا ثمة تعويضات مليونية رادعة للإهمال بينما عندنا يترك الطبيب مرضاه ويذهب لممارسة غير مشروعة في مستشفى تجاري وما يتقاضاه منه يغطي كل إهمال.
الحمد لله أخفق المنتخب
نحن مجتمع نؤمن بأن رب ضارة نافعة، وعندما خرج منتخب بلادنا من التصفيات المؤهلة لكأس العالم حزنا لذلك الخروج لأننا نريد لهذا الوطن أن يبرز في كل محفل عالمي، لكننا وبعد ما نتج عن الخروج المر من خروج مجتمعنا الرياضي على حقيقته الأكثر مرارة وما تلا خروجنا من تصفيات كأس العالم من فوضى في الإعلام الرياضي كشفت ما كان كل مخلص يشير إليه ويحاول المنتفعون إخفاءه وأظهرت واقع مجتمعنا الرياضي على حقيقته التي تستدعي المعالجة السريعة، عدنا للحقيقة الراسخة التي نؤمن بها وهي أن رب ضارة نافعة، فالاعتراف بصحة ما حذر منه المخلصون من نفس الإعلام الذي كان ينفيه، أهم من تأهل لكأس العالم نحقق فيه أرقاما غير مسبوقة في لعب الكرة من نقطة الدائرة (السنترة) لأننا باعتراف الوسط الرياضي غير المسبوق هذا سنضع الكرة في نقطة دائرة الضوء ونبحث عن الأسباب الحقيقية لإخفاقنا ونناقشها مع المخلصين والمخلصين فقط الذين كانوا يتحدثون بوجل.
لقد كشفت مرحلة ما بعد الخروج وعن طريق شاهد هام يجمع بين المسؤولية كعضو فاعل وبين الإعلام ككاتب أن الإعلاميين كتابا وصحافيين ومقدمي برامج يتعرضون لإغراءات مادية لكتابة وقول ما ليس بحق وأن (بعضهم) يستجيب للإغراءات، وهذا لا يعري الإعلاميين فقط، كما ذهب البعض، بل يكشف من يحاول إغراء الجميع وينجح مع البعض وهو بالتأكيد ليس جمهور المدرجات الذي كنا نتعامل معه كحنجرة وظاهرة صوتية فقط!!، ودعك ممن يدافع عن صاحب التصريح ومن يهاجمه فكل منهم يريد نفي التهمة عن نفسه!!، والأخطر من هذا كشفه عمن يتمنى هزيمة المنتخب ليعود لا عبوه من مشاركة منتخب الوطن.
وكشفت مرحلة ما بعد الخروج أن بعض من يستضافون في برامج رياضية محلية ويتعامل معهم الجمهور كموجهين وقدوة ما هم إلا أوعية لألفاظ بذيئة وشتائم وتبادل تهم يندى لها الجبين، وليس أخطر منهم إلا أولئك الذين يستجدون مجلس قناة غير سعودية بشتم بعضهم البعض وامتداح أهل القناة في صورة مذلة لا تليق بنا.
وكشف الخروج صحة ما قيل عن لجان الاتحاد وتعرضها للاختطاف والكيل بمكيالين وأن الميول للأندية وحده يدير بوصلة الرياضة ولهذا أخفقنا ويجب أن نستفيد من تجربة الإخفاق.
غياب الهيبة في زيارة الهيئة
مع كل خبر صحافي عن زيارة هيئة مكافحة الفساد لوزارة أو مؤسسة أزداد حيرة في فهم طريقة أداء الهيئة لمهمتها الجليلة، والطريقة التي تتحرك بناء عليها، تلك الزيارات الحبية والتي توزع خلالها الهيئة نسخا من إصداراتها و كتيباتها التعريفية والتعريف بأهداف الهيئة واختصاصاتها تجعلك لا تفرق بين زيارة الهيئة وزيارة أي مقدم خدمة أو شركة ترغب التعريف بخدماتها، وهذا النهج غير معهود لا من قبل جهات رقابية قديمة مثل ديوان المراقبة العامة و لا جهات رقابية حديثة مثل هيئة الغذاء والدواء.
فالهيئة في حد ذاتها بشرى وطنية عظيمة استبشرنا بها لكن المشكلة قد تكمن في الطريقة والمنهجية التي بدأت بها الهيئة لاسيما وأنها تركز على استقطاب متقاعدين و كبار سن ربما لم يستوعبوا بعد توجه المرحلة الحالية التي لا ترى حصانة ولا هيبة يمكن أن تقف في وجه مكافحة الفساد.
قديما ورغم أن ديوان المراقبة العامة لم يقم بجل مسؤولياته الرقابية إلا أن الجهة الحكومية عندما يفاجئها مندوب الديوان بزيارة فإنها تستنفر وترتعد مفاصل الفساد فيها ويستنجد القائم عليها بمساعده المالي والإداري ويستدعي المتغيب ولو بإذن، ويستحث همة المتأخر و تتكرر عبارة (طب علينا الديوان ) مع أنه كان يدخل من الباب ولكن دون بروتوكولات زيارة ولا خطابة ولا توزيع إصدارات!!.
حديثا هيئة الغذاء والدواء تحظى بهيبة عظيمة ومكانة رفيعة نتيجة اعتمادها على معايير ومقاييس عالمية في الغذاء والدواء من لا يلتزم بها يجد تشهيرا تلقائيا ومنعا للمنتج تحترمه جميع الجهات المخولة بتنفيذه دون أن تطلعها الهيئة على (استراتيجيتها) أو نهج أدائها للمهمة التي أنيطت لها.
أيضا إشغال هيئة مكافحة الفساد وقتها واستنزاف زياراتها بالمطالبة بإدراج مفردات الأمانة والنزاهة ضمن مناهج الجامعات إبان زيارتها لجامعة الملك سعود مع أننا نعلم أن ديننا الحنيف الذي يدرس في جميع مراحل التعليم يحث على النزاهة والأمانة؛ فالمشكلة ليست في مفردات ولكن أفراد!!. كنت أتمنى بدلا منه لو سألت الهيئة الجامعة عن سر غياب أطباء مستشفى الجامعة عن عياداتهم.
قـالوا وقلنـا
** قال أصدقاء عنان على الفيسبوك: بشار لا يفهم إلا بالعصا!!
* قلنا: (كذا زعلتوا عنان!!).
**
** قالت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: لا صحة لتصريحات جمعية حماية المستهلك بوجود اتفاقية مع الهيئة لمكافحة الغش.
* قـلنا: (يعني الجمعية تغش علينا!!).
**
** قال معبر رؤى: نهاية بشار قريبة جدا ولن أحدد الوقت!!
* قـلنا: (تكفى حدد ونحن نراعي فارق التوقيت!!).
**
** قالت صفحة أحوال السوق بـ «عكاظ»: جنون الطماطم يرفع أسعارها إلى 100 %.
* قـلنا: (سهم الطماطم الوحيد إللي يرتفع وهو أحمر!!).
**
** قالت وكالة (ي ب ا): بحث علمي يثبت أن ذكر الذباب يلجأ إلى شرب الكحول إذا رفضته الأنثى!!.
* قـلنا: (يا شينها تكون تبغى تنام ويجيك ذباب سكران وعارف البلدية ماترش وحزين وبايعها!!).
**
** قالت صفحة أحوال السوق بـ «عكاظ»: مدارس أهلية تتذرع بالتضخم لزيادة الرسوم الدراسية!!.
* قـلنا: (لأنهم يعرفون أن الرقابة لا تتضخم!!)
**
** قالوا: مكافحة الفساد تطلب من المؤسسات التعليمية إدراج مفردات النزاهة والأمانة ضمن مناهجها!!.
* قلنا: (وأنتم ادرجوا مفردة المكافحة ضمن منهجكم بدلا من الزيارات!!).
**
** قالوا: التأمينات ترفع بدل غلاء المعيشة للمتقاعدين التابعين لها بنسبة 15 %!!.
* قلنا: (والمتقاعد التابع للمؤسسة العامة للتقاعد قاعد يتفرج على تقاعده إللي مو قاعد يزيد!!).
**
** قالوا: مطربة خليجية تتحدث بمفردات إنجليزية ولا تعرف المقابل لها بالعربية.
* قلنا: عادي، حتى نحن لا نعرف ما يقابل مفردة (طقاقة) بالإنجليزي.
إن نقدنا ندمنا وإن مدحنا فساد!!
لا أجد أحدا يخدم الوطن، أي وطن ، في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة مثل كاتب رأي مخلص، والشاذ لا حكم له، وإذا أخلص حامل القلم لدينه أولا واحترم مبادئه وأخلص لوطنه وقيادته، ووضع نصب عينيه أن هذه المساحة من الصحيفة المتاحة له إما أن يستغلها فيما يخدم الوطن والمواطن، أو يتركها لإعلان مفيد، فإن الكاتب وفق تلك المبادئ سيرضي ضميره، ويرضى عنه ربه، ويسعد به وطنه وتنتفع منه قيادته كونه عين ثالثة، لكنه بكل تأكيد سيغضب كثرا وسيفقد الكثير من العلاقات ويكسب الكثير من العداوات، ويخسر بعض المنافع وقد يتعرض لبعض المساومات التي لا يتعرض لها غيره، ومن إحقاق الحق أن نقول إنها مساومات متباينة، بعضها له، وأكثرها عليه، ومما هو له تسهيل بعض إجراءاته وحصوله على ما ليس له بحق مجاملة، حتى لو لم يرغب لتمسكه بمبدأ، ومما هو عليه تعقيد بعض إجراءاته وحرمانه من ماهو حقه في محاولة لترويضه، وإذا اتفقنا أنه مخلص فإنه لن يروض، وكل تلك المعاناة للكاتب المخلص يتعرض لها كل مهني مخلص، كل في حدود مجاله فهي تواجه المسؤول المخلص والقاضي المخلص والمهندس المخلص والطبيب المخلص وكل موظف لا يقبل الترويض، فلا مشكلة لدى الكاتب دون غيره في هذا الصدد، إلا في اتساع مساحة المواجهة فالكاتب يواجه أطرافا في كل مكان وبقعة.
ولم أجد زمنا محيرا لكاتب الرأي مثل زمننا هذا ولأنني جد متفائل وقنوع فإنني أعتبرها ضريبة التوجه للإصلاح، فلا بأس منها عندي، لكن الحيرة حاضرة، فإن نقدنا قصورا واضحا كالشمس لا يحتاج إلى دليل‘ ولا يحجب بمنخل فإن المقصود بالنقد يشتكي نتيجة سوء فهم لنظام المطبوعات الجديد، و نحن لن نمتدح أحدا لأنها ليست مهمتنا، ولو فعلنا فإن هيئة مكافحة الفساد ترى أن المبالغة في المديح فساد لأنها تشعر المسؤول المخطئ أنه على صواب، ومعها كل الحق وليتها تخبرنا هل من الصواب أن ننشغل بالرد على شكاوى من يشعرون أنهم دائما على صواب؟!.
ريما أنصفتنا و «على الطاير»
ريما مكتبي صحفية مهنية، وعندما بدأت العمل مع محطة (سي ان ان) (CNN) الشهيرة وتحديداً في تقاريرها الصحفية تحت عنوان (من داخل الشرق الأوسط) فإن هذا يبعث على شيء من الاطمئنان أن بعض تقارير هذه القناة واسعة الانتشار ستقدم عبر صحفية عربية مهنية تفهم طبيعة مجتمعات الشرق الأوسط وحقيقتها ورؤية السواد الأعظم من أبنائها وبناتها فلا تنقل الشاذ من القول أو الرغبات على أنه مطلب الجميع مثلما يحدث مع التقارير التي تعدها صحفية أمريكية زارت منزلا أو قابلت سيدة فاعتبرتها الناطقة باسم المجتمع أجمع.
ما توقعته تجسد في تقرير مطول عرض على محطة (CNN) أول أمس السبت ضمن تقارير ريما مكتبي (من داخل الشرق الأوسط) وكان عن مجتمع المملكة العربية السعودية ولأول مرة أرى وأسمع تقريراً ينقل وجهات النظر المختلفة فمن امرأة أقصى حلمها قيادة السيارة وأخرى تعترض على المحرم إلى امرأة ترى أن الأولويات تكمن في حل مشاكل البطالة والسكن والرعاية بكافة أشكالها وأن الجلوس خلف مقود السيارة ليس مطلباً وأن المحرم هو رجل يخدم المرأة ويخفف من مسؤولياتها ثم يعرج التقرير على عدد كبير من الفتيات في الأسواق ويبين أن لبس العباءة والنقاب هو خيارهن ورغبتهن وأنهن يعتبرن المحرم شكلا من أشكال صيانة المرأة واحترامها، ولك أن تتخيل لو أن صحفية أو صحفياً غربياً، أمريكياً أو أوروبياً استفرد به أحدهم ممن يرى في نفسه المرأة أو المخول بنقل ما يظنه هو مطلبها كيف سيكون التقرير.
ثم عرج التقرير على الشباب من رواد مبادرات البرامج الكوميدية الناقدة مثل (على الطاير) وعرض حوارات معهم وعرض لقطات لبرامجهم وأثبت أن الشاب السعودي المتحمس للإصلاح والمدفوع بحب الوطن ولا شيء غيره فرض اسمه وبرنامجه على قناة شهيرة واسعة الانتشار بينما مسلسلات التهريج والأهداف القاصرة على محاربة فئة وكسب مادي خرجت من الاهتمام وفقدت مصداقيتها والمتابعة والاهتمام.
