اليوم: 20 مارس، 2012

إن نقدنا ندمنا وإن مدحنا فساد!!

لا أجد أحدا يخدم الوطن، أي وطن ، في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة مثل كاتب رأي مخلص، والشاذ لا حكم له، وإذا أخلص حامل القلم لدينه أولا واحترم مبادئه وأخلص لوطنه وقيادته، ووضع نصب عينيه أن هذه المساحة من الصحيفة المتاحة له إما أن يستغلها فيما يخدم الوطن والمواطن، أو يتركها لإعلان مفيد، فإن الكاتب وفق تلك المبادئ سيرضي ضميره، ويرضى عنه ربه، ويسعد به وطنه وتنتفع منه قيادته كونه عين ثالثة، لكنه بكل تأكيد سيغضب كثرا وسيفقد الكثير من العلاقات ويكسب الكثير من العداوات، ويخسر بعض المنافع وقد يتعرض لبعض المساومات التي لا يتعرض لها غيره، ومن إحقاق الحق أن نقول إنها مساومات متباينة، بعضها له، وأكثرها عليه، ومما هو له تسهيل بعض إجراءاته وحصوله على ما ليس له بحق مجاملة، حتى لو لم يرغب لتمسكه بمبدأ، ومما هو عليه تعقيد بعض إجراءاته وحرمانه من ماهو حقه في محاولة لترويضه، وإذا اتفقنا أنه مخلص فإنه لن يروض، وكل تلك المعاناة للكاتب المخلص يتعرض لها كل مهني مخلص، كل في حدود مجاله فهي تواجه المسؤول المخلص والقاضي المخلص والمهندس المخلص والطبيب المخلص وكل موظف لا يقبل الترويض، فلا مشكلة لدى الكاتب دون غيره في هذا الصدد، إلا في اتساع مساحة المواجهة فالكاتب يواجه أطرافا في كل مكان وبقعة.
ولم أجد زمنا محيرا لكاتب الرأي مثل زمننا هذا ولأنني جد متفائل وقنوع فإنني أعتبرها ضريبة التوجه للإصلاح، فلا بأس منها عندي، لكن الحيرة حاضرة، فإن نقدنا قصورا واضحا كالشمس لا يحتاج إلى دليل‘ ولا يحجب بمنخل فإن المقصود بالنقد يشتكي نتيجة سوء فهم لنظام المطبوعات الجديد، و نحن لن نمتدح أحدا لأنها ليست مهمتنا، ولو فعلنا فإن هيئة مكافحة الفساد ترى أن المبالغة في المديح فساد لأنها تشعر المسؤول المخطئ أنه على صواب، ومعها كل الحق وليتها تخبرنا هل من الصواب أن ننشغل بالرد على شكاوى من يشعرون أنهم دائما على صواب؟!.