اليوم: 14 مارس، 2012

«بلسم» وأصابع الندم

عفوا، أرجو أن لا أفهم خطأ ويعتقد البعض أنني بهذه المقدمة أروج لنفسي، إنما أقصد لفت النظر و الاستدلال بما هو أهم مني ومما قلت، فأقول وبالله التوفيق إنه لم يحض حوار تلفزيوني أجري معي قط بمثل ما حضي به الحوار الذي أجراه معي الدكتور فهد السنيدي في برنامجه الشهير (ساعة حوار) على قناة المجد من تفاعل وتداول وانتشار، ربما لأنني تناولت فيه مشروع التأمين الصحي (بلسم) بشيء من التفصيل والناس في أمس الحاجة لتأمين صحي طال غيابه، وبعد مالمسته من انتشار الحلقة وتعلق نسبة كبيرة من الناس بما أوردته فيها من إيجابيات نظام (بلسم) للتأمين الذي أوشك على التطبيق في عهد وزير الصحة السابق الدكتور حمد المانع ولم ير النور بعد، جزمت جزم المجرب أن نسبة أخرى غير قليلة قد يساورهم الشك ويتساءلون هل يعقل أن لا يطبق مثل هذا النظام لولا أن فيه ما فيه من العيوب؟!، وهذا تساؤل مشروع ومنطقي حتى وإن كان الناس في أمس الحاجة لنظام تأمين صحي يريحهم من التوسط والبحث عن سرير صار أشبه بالحلم.
الزميل اللماح علي العلياني قرر أن يخصص حلقة يوم أول أمس الأثنين من برنامجه الشهير أيضا (ياهلا) لمناقشة مبررات ما أسماه تبخر مشروع (بلسم) وإلغائه، ودعيت للمشاركة في الحلقة، واعتذرت لسببين الأول أنني لازلت أرضخ صوتا وسعالا تحت سيطرة فيروس شتاء طال، والثاني أن الدعوة جاءت في نفس يوم الحلقة وذلك تنبيه قصير، وقد حمدت الله أنني اعتذرت بعد أن استمعت للحلقة فقد تحدث الدكتور رضا خليل مستشار وزير الصحة عن إيجابيات نظام (بلسم) بأضعاف أضعاف ما سبق أن قلت حتى أنني كنت أعض إصبع ندم على (بلسم) وجعلني أعض التسعة الباقية ندما عليه، ثم تحدث أستاذنا حمد القاضي عضو مجلس الشورى فعزز موقف أهمية ذلك التأمين والإسراع بتطبيقه ولمح بلطفه المعتاد لضعف الحجة في تعطيله خصوصا بمقارنته بفشل نظام التأمين الأمريكي الذي أوضح الدكتور رضا أن (بلسم) ماليزي ياباني ألماني الهوى ولا يمت للنظام الأمريكي بصلة، وسعادتي لعدم المشاركة رغم إعجابي بالبرنامج ومقدمه هو خروج الحلقة بآراء وشهادات جديدة خلت من تكرار رأيي، وخرجت بما يؤكده ويثني عليه (أنصح بالرجوع للحلقة في اليوتيوب وكفى).