اليوم: مارس 5, 2012

استقالة نواف

ثقافة الاستقالة تعبيرا عن الأسف جميلة ونادرة بل فريدة في مجتمعنا، وحتى عندما حدثت لدينا مرة واحدة لم تحدث في المناسبة الصحيحة.
مناسبات استقالة الاعتذار والإقرار بالخطأ تحدث كثيرا في مجتمعات العالم الأول تتمحور حول استقالة وزير أو مسؤول لأن وزارته أو مسؤوليته تسببت في إحداث ضرر في جماعة أو فرد لم يكن له أن يحدث لو قام الوزير أو المسؤول بدوره الرقابي في اكتشاف الخلل الذي أدى للضرر، أو استقالة وزير أو مسؤول نتيجة اكتشاف فساد في إدارته كان المفترض فيه أن يكتشفه، أو اكتشاف فساد هو طرف فيه حتى ولو قبل ترشحه للمنصب أو على مدى تاريخه العملي أو العلمي.
استقالة اتحاد الكرة السعودي ورئيسه الأمير نواف بن فيصل لا تدخل ضمن أي من الأسباب المذكورة آنفا، ومع كامل الاحترام لمن استبشر بها كبادرة ثقافة الاستقالة اعتذارا أو إقرارا بالخطأ فهي ليست المثال المناسب إطلاقا، فالاتحاد السعودي لكرة القدم ورئيسه استقالوا في مناسبة إخفاق أسبابها مركبة ومعقدة قد يكون دور اتحاد القدم هو أقلها تأثيرا وأبعدها في سلم الأسباب، فلو أن الاتحاد استقال نتيجة خطأ إداري في الالتزام بشرط أو الإخفاق في متطلب أدى إلى استبعاد المشاركة لكانت الاستقالة تدخل ضمن ثقافة الاعتذار، لكن الواقع أن الإخفاق سببه يتعلق بجانب عنصر الأداء وهو المواطن اللاعب (ليس المواطن المسؤول) وهذا اللاعب تأثر بجملة مؤثرات أهمها إعلام غير محايد وشديد التعصب باعتراف أطرافه كل على حده بالتراشق بتهم التعصب!!، ومسؤولو أندية يريدون نجاحا لشخوصهم على حساب نجاح الوطن!!، وجماهير ارتكبت زلات عنصرية ضد لاعبي وطن، ولاعب صدم بثراء فاحش يغنيه عن كل عمل مدى الحياة بما في ذلك الإخلاص للعمل الذي أوصله للثراء العاجل.
لك أن تتابع النقاش السطحي الذي فتحه أحدهم عبر برنامج رياضي في قناة فضائية يشاهدها الشباب في تحميل الخسارة للاعب بناء على ناديه وهو لم يشارك وما تبعه عبر (تويتر) من تبادل التهم في التقصير حسب النادي لتعرف أن استقالة الاتحاد ليست حلا بل مشكلة جديدة أكبر في مشهد رياضي متعصب.