ريما أنصفتنا و «على الطاير»

ريما مكتبي صحفية مهنية، وعندما بدأت العمل مع محطة (سي ان ان) (CNN) الشهيرة وتحديداً في تقاريرها الصحفية تحت عنوان (من داخل الشرق الأوسط) فإن هذا يبعث على شيء من الاطمئنان أن بعض تقارير هذه القناة واسعة الانتشار ستقدم عبر صحفية عربية مهنية تفهم طبيعة مجتمعات الشرق الأوسط وحقيقتها ورؤية السواد الأعظم من أبنائها وبناتها فلا تنقل الشاذ من القول أو الرغبات على أنه مطلب الجميع مثلما يحدث مع التقارير التي تعدها صحفية أمريكية زارت منزلا أو قابلت سيدة فاعتبرتها الناطقة باسم المجتمع أجمع.
ما توقعته تجسد في تقرير مطول عرض على محطة (CNN) أول أمس السبت ضمن تقارير ريما مكتبي (من داخل الشرق الأوسط) وكان عن مجتمع المملكة العربية السعودية ولأول مرة أرى وأسمع تقريراً ينقل وجهات النظر المختلفة فمن امرأة أقصى حلمها قيادة السيارة وأخرى تعترض على المحرم إلى امرأة ترى أن الأولويات تكمن في حل مشاكل البطالة والسكن والرعاية بكافة أشكالها وأن الجلوس خلف مقود السيارة ليس مطلباً وأن المحرم هو رجل يخدم المرأة ويخفف من مسؤولياتها ثم يعرج التقرير على عدد كبير من الفتيات في الأسواق ويبين أن لبس العباءة والنقاب هو خيارهن ورغبتهن وأنهن يعتبرن المحرم شكلا من أشكال صيانة المرأة واحترامها، ولك أن تتخيل لو أن صحفية أو صحفياً غربياً، أمريكياً أو أوروبياً استفرد به أحدهم ممن يرى في نفسه المرأة أو المخول بنقل ما يظنه هو مطلبها كيف سيكون التقرير.
ثم عرج التقرير على الشباب من رواد مبادرات البرامج الكوميدية الناقدة مثل (على الطاير) وعرض حوارات معهم وعرض لقطات لبرامجهم وأثبت أن الشاب السعودي المتحمس للإصلاح والمدفوع بحب الوطن ولا شيء غيره فرض اسمه وبرنامجه على قناة شهيرة واسعة الانتشار بينما مسلسلات التهريج والأهداف القاصرة على محاربة فئة وكسب مادي خرجت من الاهتمام وفقدت مصداقيتها والمتابعة والاهتمام.

رأي واحد على “ريما أنصفتنا و «على الطاير»

أضف تعليق