مع كل خبر صحافي عن زيارة هيئة مكافحة الفساد لوزارة أو مؤسسة أزداد حيرة في فهم طريقة أداء الهيئة لمهمتها الجليلة، والطريقة التي تتحرك بناء عليها، تلك الزيارات الحبية والتي توزع خلالها الهيئة نسخا من إصداراتها و كتيباتها التعريفية والتعريف بأهداف الهيئة واختصاصاتها تجعلك لا تفرق بين زيارة الهيئة وزيارة أي مقدم خدمة أو شركة ترغب التعريف بخدماتها، وهذا النهج غير معهود لا من قبل جهات رقابية قديمة مثل ديوان المراقبة العامة و لا جهات رقابية حديثة مثل هيئة الغذاء والدواء.
فالهيئة في حد ذاتها بشرى وطنية عظيمة استبشرنا بها لكن المشكلة قد تكمن في الطريقة والمنهجية التي بدأت بها الهيئة لاسيما وأنها تركز على استقطاب متقاعدين و كبار سن ربما لم يستوعبوا بعد توجه المرحلة الحالية التي لا ترى حصانة ولا هيبة يمكن أن تقف في وجه مكافحة الفساد.
قديما ورغم أن ديوان المراقبة العامة لم يقم بجل مسؤولياته الرقابية إلا أن الجهة الحكومية عندما يفاجئها مندوب الديوان بزيارة فإنها تستنفر وترتعد مفاصل الفساد فيها ويستنجد القائم عليها بمساعده المالي والإداري ويستدعي المتغيب ولو بإذن، ويستحث همة المتأخر و تتكرر عبارة (طب علينا الديوان ) مع أنه كان يدخل من الباب ولكن دون بروتوكولات زيارة ولا خطابة ولا توزيع إصدارات!!.
حديثا هيئة الغذاء والدواء تحظى بهيبة عظيمة ومكانة رفيعة نتيجة اعتمادها على معايير ومقاييس عالمية في الغذاء والدواء من لا يلتزم بها يجد تشهيرا تلقائيا ومنعا للمنتج تحترمه جميع الجهات المخولة بتنفيذه دون أن تطلعها الهيئة على (استراتيجيتها) أو نهج أدائها للمهمة التي أنيطت لها.
أيضا إشغال هيئة مكافحة الفساد وقتها واستنزاف زياراتها بالمطالبة بإدراج مفردات الأمانة والنزاهة ضمن مناهج الجامعات إبان زيارتها لجامعة الملك سعود مع أننا نعلم أن ديننا الحنيف الذي يدرس في جميع مراحل التعليم يحث على النزاهة والأمانة؛ فالمشكلة ليست في مفردات ولكن أفراد!!. كنت أتمنى بدلا منه لو سألت الهيئة الجامعة عن سر غياب أطباء مستشفى الجامعة عن عياداتهم.
اليوم: مارس 24, 2012
