رغم شكوى الجميع بمن فيهم موظفو شركات الاتصالات من الغزو الطفيلي للرسائل الدعائية لهواتفنا النقالة إلا أن أحدا لم يهتم بهذه الشكوى ولا يلقي لها بالا على الإطلاق، وكأن حرية اختيار العميل للرسائل التي تصل إليه عبر الجوال الذي يدفع هو قيمة اشتراكه الباهظة غير محمية، بل إن اختياره غير مطروح مطلقا، «يا أخي أنا ما أبغى رسائل من المتجر الفلاني، أو المستشفى الخاص العلاني، أو وكالة السيارات التي لا أتعامل معها! غصب يعني».
المضحك المبكي أن الرسائل الإجبارية لم تعد تقتصر على الدعاية التجارية، أصبح الشعراء الشعبيون لهم أرقام رباعية تدعوك لسماع مقطع من قصيدة وعند حدوث أدنى غلطة بضغط زر استماع تتحول رغما عنك إلى مشترك في قناة شاعر لا يسرك سماع صوته ناهيك عن شعره!، «أي تجاهل هذا لحقوق المشترك سواء من مقدم الخدمة أو من هيئة الاتصالات!».
الحق الآخر المصادر تماما هو حق يضمنه النظام والقانون وهو منع الإعلانات التي تدعي فوائد طبية، ومع ذلك لا تخلو قناة فضائية محلية أو خارجية من دعاية لمعجون أسنان أو حبوب حرقان معدة تدعي ادعاءات باطلة وادعاء تميز كاذب عن بقية معاجين الأسنان وأدوية الحموضة، ورغم أن ذلك ممنوع نظاما، إلا أنه يحدث وبصوت وصورة طبيب يلبس البالطو الطبي، فإن كان ممثلا فتلك مصيبة وإن كان طبيبا فعلا فالمصيبة أكبر. ومنع هذه الممارسات أيا كانت القناة محلية أو خارجية لا يتم بمنع القناة ولكن بمعاقبة وكيل المنتج لكن هذا لا يحدث!
الحق الثالث المصادر هو منع إعلان الأطباء عن أنفسهم سواء عبر التلفاز أو الصحف وهو أمر ممنوع نظاما وبناء على أخلاقيات المهنة ومع ذلك يحدث هذا الإعلان والتدليس لجذب المريض للعلاج لدى طبيب بعينه أو المستشفى الخاص الذي استقدمه، دون أن نجد أدنى تحرك لتطبيق النظام وتفعيل الحقوق.
إذا كنا نطالب بحقوق مستهلك واضحة ونردد المطالبة بها دون أذن صاغية فإن ثمة حقوقا أخرى كالتي ذكرت أمثلتها طرفها شركات اتصالات أو لها جمعيات مهنية ووزارات معنية بتطبيق الأنظمة وتتجاهلها ببرود.
الشهر: جوان 2012
ليس بالطيران وحده خذلت السياحة!!
قد أكون آخر من يفكر ولو مجرد تفكير في الدفاع عن الخطوط الجوية السعودية، لأنني لا أشعر أنها تعينك حتى على الدفاع عنها، فمستواها في تراجع، لكن من إحقاق الحق، ووضع الأمور في نصابها أن لا نختزل خذلان السياحة الداخلية في الناقل الجوي فقط!!، هو أحد الأطراف بلا أدنى شك، لكنه ليس السبب الوحيد ولا الرئيس!!، ثمة أطراف أخرى هامة وأهم أحيانا من الناقل، بل إنها تتواجد كعامل إحباط للسياحة الداخلية حتى دون الحاجة إلى سفر بالطائرة!!.
أحد أهم الأطراف التاجر أو مالك الفندق والشقق المفروشة، وأماكن الترفيه ومدن الملاهي، فهؤلاء التجار يريدون شفط جيب السائح الداخلي (السعودي) رغم علمهم أنه زبون السياحة الداخلية الصيفية الوحيد، أو الغالب بأغلبية ساحقة ومع ذلك يسحقونه بأسعار ورسوم تفوق أسعار ورسوم منطقة اليورو رغم فارق الخدمات!!.
مللنا الأمثلة المكررة مثل أسعار الشقق والفنادق ورسوم الملاهي، دعوني أستشهد بمثال جديد أو هكذا أدعي فقد اصطحبت عائلتي لزيارة جسر المشاهدة (المطل) في برج المملكة في مدينة الرياض وفوجئت بأن رسم صعود المصعد للجسر هو 35 ريالا للفرد كبيرا أو صغيرا، نعم أعتبره رسم استخدام مصعد لأن التذكرة لا تشتمل على أي شيء آخر ولا حتى مشروب ضيافة!!، فأنت تصعد المصعد، وتسير في الجسر لتطل على الرياض بهذا المبلغ المبالغ فيه والذي بنصفه تجوب معرض عالم البحار في كوالالمبور أو (بانوراما إسطنبول) حيث تجسيد ضوئي ثلاثي الأبعاد لحروب الفتوحات.
طرف آخر يفوق ما ذكر أهمية وهو أزمة المياه في أبها وجازان والباحة حيث تشح المياه وتندر صهاريج الماء، ويعاني السائح انعدام النظافة الصحية، ويعود أدراجه ويقطع إجازته!!.
وطرف لا يقل أهمية هو سوء الطرق الطويلة، وعدم توفر خدمات المسافر عليها لا من دورات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي، ولا المطاعم ولا ورش الصيانة.
مقومات السياحة الداخلية لا تزال تعاني من قصور في مفهوم صناعة السياحة وفكر التاجر الذي يعتبرها مثل سوق الأسهم زمن الطفرة (اهبش وانحش).
قالوا وقلنا
* قالت «عكاظ»: ثعالب تحرس مشروع سوق الخضار والفاكهة المهجور بعد هروب المستثمر.
* قلنا: حتى الثعالب «وهقتها» وعود المشاريع تقول نسمع جعجعة ولا نرى عنبا!
**
** قال عنوان صحفي: الازدحام المروري يغتال أمزجة الموظفين ويضعف إنتاجيتهم.
* قلنا: ويفضح فركاتهم!
**
** قالت صفحة أحوال السوق بـ«عكاظ»: جمعية حماية المستهلك تتبنى دعوى رجل أعمال ضد تقليد سلعته!
* قلنا: «هذا إللي هم فالحين فيه.. حماية تاجر!).
**
** قالت شؤون الوطن بـ«عكاظ»: وزارة المياه تحصل على «إيزو» في أمن وسلامة المعلومات.
* قلنا: وتحصل على «زيرو» في أمن وسلامة المواسير!
**
** قالت محطة أخيرة بـ«عكاظ»: مراهقون يرشقون كاميرات ساهر بالدهان وألوان «البوية»!
* قلنا: يريدون صورة المخالفة ملونة!
**
** قالت «عكاظ»: طبيب مناوب يرفض الحضور لغرفة الطوارئ لعلاج شاب مصاب في حادث ويتجاهل اتصال المدير المناوب لمستشفى الأفلاج العام ويتسبب في وفاة الشاب!
* قلنا: أمن الطبيب العقوبة!
**
** قالوا: نتائج الاختبارات تلهب سوق الحلويات.
* قلنا: (ولا يهون سوق المناديل!).
**
** قالت «عكاظ»: امرأة تحتفل بطلاقها من زوجها البخيل في استراحة وتدعو جميع صديقاتها.
* قلنا: «ويباركون لها وتقولهم عقبالكم».
العاري الحقيقي
تجاهل مدير دار المسنين بعنيزة أساس القضية ورأس سنام المشكلة وهو ترك أحد نزلاء الدار يسير عاريا أمام بقية النزلاء دون أن يقوم العامل بتغطيته وستر عورته خصوصا أنه معتل نفسيا، وراح المدير يفسر أهدافا من صور النزيل العاري ويتهمه بأنه يستهدفه شخصيا بتصويره لهذا الخلل ونشره.
نحن ضد نشر صور النزيل عاريا، لأنه اعتداء على حقوق شخصية للنزيل وهذا أمر مفروغ منه، لكن هذا لا يجعلنا نتجاهل أساس القصور وهو ترك النزيل يسير عاريا أمام بقية النزلاء وعدم اكتراث العامل المعني برعايته بأمر ستره، فمنع حدوث الخطأ أهم من الاعتراض على الإبلاغ عنه أو محاولة تبرير البلاغ المدعم بالصور بأنه كيدي أو التشكيك في أهداف من سرب الصور بأنه يستهدف الإساءة للمدير!!، فيا سعادة المدير (أضبط أمورك) وقم بواجبك كما يجب ولا تدع فرصة لا لحسن نية ولا لسيئ نية أن يسيء إليك!!.
الأمر الذي لا يقل أهمية وأكده المدير هو أن النزيل معتل نفسيا بل قال ما هو أخطر من ذلك وهو (أن أغلب النزلاء بالدار هم مرضى نفسيون وعقليون!!)، وهنا لا بد من وقفة أخرى بعد وقفة وقفتها منذ أكثر من ثلاثين سنة عندما أجريت تحقيقا صحفيا في جريدة الجزيرة عن دار المسنين بالرياض واشتكى مديرها آنذاك عبدالرحمن التويجري من أنه يحال إليهم مرضى نفسيون يفترض أن لا يختلطوا بالمسنين وأن يكون مكانهم هو المستشفيات النفسية، لأن لهم تعاملا طبيا وتمريضيا خاصا وأدوية وعلاجات وجلسات نفسية لا تتوفر في الدار إلى جانب خطورتهم على النزلاء، وهو ما سبق أن فصلته في مقال سابق منذ أشهر.
إن القبول بدمج المرضى النفسيين والمعتلين عقليا مع المسنين الذين لا حول لهم ولا قوة أمر أخطر مما اعترض عليه المدير وهو إيصال تلك الفضيحة للإعلام فكان الأجدر بالمدير ووزارة الشؤون الاجتماعية الاعتراض على ذلك الدمج وعدم قبول المرضى النفسيين لأنها غير معنية ولا متخصصة برعايتهم صحيا، وإن كانت مسؤولة عن إيجاد الحلول لهم، وخلاف ذلك فإن علينا أن نبحث عن أسباب العري الفعلي في شأن رعاية المريض النفسي ودمجه مع المسن!!.
أسود الشرطة تصطاد الثعالب
من الصعب أن تقول إنك استمتعت بقراءة تفاصيل جريمة قتل بشعة، لكنك تسعد وتفخر بتفاصيل فك رموز تلك الجريمة المحبوكة الخفية بجهد رجال التحري من عسكريين ومدنيين، تسعد بأن روح الضحية البريء لم تذهب هدرا، ولم يسجل إزهاق نفسه ضد مجهول، وتفخر برجال يعملون ليل نهار بكل إخلاص وتضحية وتفان، ويؤدون واجباتهم في زمن شح فيه أداء الواجب، ووجب فيه تشجيع المخلص وتقديم الشكر والمكافأة له، حتى لو تم ذلك داخل أروقة عمله بسرية تكفل سلامته واستمراره في أداء واجباته، لكن التشجيع المادي والمعنوي لرجال ونساء المباحث الجنائية، ورجال الطب الشرعي، ورجال الشرطة أمر حتمي ضروري مستحق، ويجب أن نطالب به على كافة الأصعدة.
شعرت بفخر كبير وأنا أقرأ خبر (عكاظ) أول أمس الأحد بعنوان (قتلوا عاملا هنديا وسرقوا 37 ألف ريال .. البذخ يطيح بعصابة الثعالبة) ولست هنا لأعيد رواية الطريقة التي توصل بها رجال التحري، و البحث الجنائي بمساعدة المختصين في الطب الشرعي لجناة فر وا بفعلتهم، وذابوا داخل أحياء مكتظة وقدرة رجال الأمن بشرطة محافظة جدة على زرع مصادر سرية جمعت المعلومات حتى وصلت للجناة، فمن يريد التفاصيل يمكنه الرجوع لها في موقع (عكاظ)، ما يهمني هنا هو أن الموقف بكل عناصره يصب في مصلحة تأكيد الثقة في قدرة رجال الأمن على التعامل الجاد مع الجريمة، والوصول للجناة في وقت كثر فيه الحديث عن ضعف هذا الجانب.
أسباب الحديث عن ضعف هذا الجانب وجيهة هي الأخرى، ومن أهمها الشكوى من تراكم ملفات سرقة السيارات، والمنازل التي لم يتم التفاعل معها كحالات منفردة كما يجب وإنهاؤها بإعادة الحقوق، والقبض على الجناة. وإن كانت الإطاحة الجماعية بعدد من العصابات تتم بمعدلات مقبولة، لكن عناصر جريمة (الثعالبة) تلك تنفي أي ضعف فالضحية عامل اغتيل بأيدي عصابة من عدة جنسيات لا تمت له بصلة، وفي موقع غير مراقب بكاميرات، ودون إدلاء ببلاغ أو شهادة أو رسم مشتبه به، والجناة ذابوا في مناطق مأهولة بأمثالهم ومع ذلك قبض عليهم، والأهم أن يكون عقابهم رادعا بتنفيذه في الحي الذي ظنوه مخبأ.
تعصب للأطباء وتوريط للضعيفين
حدث خطأ في إصدار (تقرير طبي) لمريض فمنح بدلا منه (شهادة وفاة) وهو حي يرزق، والخطأ وارد في كل عمل وإن كان التدقيق في الأمور الإنسانية والمرتبطة بمشاعر الناس أمر هام وواجب، لكن التسبب في وفاة شخص كتابيا بكتابة شهادة وفاة بدلا من تقرير حياة، يسهل مقارنة بالتسبب في وفاته فعليا بإهمال طبي.
صحيفة (سبق) نشرت شكوى المريض الذي كان يأمل في منحه تقريرا طبيا عن حالته ليتمكن من الحصول على قبول في مستشفى متقدم، لكنه تفاجأ بمنحه شهادة وفاة وهو أمر محبط ومؤلم نفسيا ومخيف وحالة المريض النفسية لا تتقبله، لكنه حدث.
وزارة الصحة يحسب لها الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه المنشور في ذات الصحيفة، لكن حلو الصحة لا يكتمل أبدا فقد برر هذا الخطأ بأن أغلب موظفي السكرتارية الطبية هم من حملة الشهادة الثانوية الذين يعانون من ضعف في اللغة الإنجليزية، وعجبا كيف حمل هؤلاء الموظفون الصغار المسؤولية أمام الجميع مع أن شهادة الوفاة المنشورة صورتها تحمل أربعة تواقيع لأربعة أطباء اثنان منهم عرب لو دقق واحد منهم على ما وقع عليه لعلم أنه معنون بوضوح (شهادة وفاة)!! وهل كانوا سيوقعون دون تدقيق على شيك راتب أو مكافأة عمل إضافي من مستشفى خاص أو انتداب ؟!.
إذا كان إهمال الأطباء جاء بسبب الاستعجال الدائم وافتقاد التركيز بسبب الانشغال في أعمال إضافية، فإن التبرير كتب بترو وأناة (على أقل من مهل كاتبه) فلماذا تغاضى عن إهمال من وقعوه وتجاوزهم إلى السكرتارية؟!، إنه التعصب المهني الذي سبق أن أشرنا إليه والذي يشوه بيئة العمل الصحي المعتمد على روح الفريق الواحد المكون من عدة تخصصات طب وصيدلة وتمريض ومساعدين وفنيين وإداريين، لكنه يبرز الطبيب في النجاح ويخفيه في الفشل.
على أي حال رحم الله المريض فقد توفي فعلا قبل أن ينقل إلى مستشفى متقدم وهو ما كان يتمناه ويرجوه من ذلك التقرير الذي حول خطأ إلى شهادة وفاة، وأخشى ما أخشاه بعد وفاته أن تعتبر وزارة الصحة خطأها هذا بعد نظر!!
تجارنا إلى الخلف سر
في اليابان قرأت منذ سنوات أن المحلات التجارية أجبرت على وضع شفرة (باركود) على كل سلعة، (سيستعجل أحد موظفي وزارة التجارة عندنا ويقول حتى محلاتنا تضع باركود على السلع!!)، أقول له على رسلك لا تستعجل فتجارنا يضعونه لتسريع عملية قراءة السعر وشفط جيوب أكبر عدد من المستهلكين في غياب المراقبين، اصبر علي لأخبرك ما يحدث في اليابان!!، فهناك تجبر المحلات على وضع (باركود) يمكن لكل جهاز جوال ذكي قراءته ومعرفة السعر في هذا المتجر والأسعار لذات السلعة في المتاجر الأخرى وأقربها إليه!!، ليس هذا وحسب، بل إن السلع الغذائية يتمكن المستهلك وبمجرد مسح الشفرة (الباركود) بالجوال من معرفة مصدرها ومحتوياتها وهل تحتوي على مواد معدلة وراثيا أم لا!!.
هذه المعلومات ذكرتها في أحد البرامج على إحدى قنوات التلفزيون السعودي في حينها وأظنها موجودة على (اليوتيوب)، أما ما ذكرته أمس في صفحتي على (تويتر) فهو أنني دققت وتابعت فوجدت أن أغلب أسواقنا الشهيرة الكبيرة (الهايبرماركت) بدأت في إزالة أجهزة فحص الأسعار التي كانت تضعها في ممرات السوق ليتمكن المستهلك من معرفة سعر السلعة وتدقيق أسعار بعض السلع التي أعلن أنها مخفضة قبل التوجه للمحاسبة، وإزالة أجهزة فحص السعر أو تقليصها دلالة واضحة على أننا نتقهقر في شأن حقوق المستهلك، بينما وصلت اليابان إلى ما ذكرت وبدأت أمريكا ودول أوروبا تقليدها في هذه التقنية ووصلت إلى ما سبقتها اليابان إليه بينما تراجع تجارنا إلى ما توقفت عنده الدول تحت النامية.
أما الدليل الأكثر وضوحا على أن تجارنا يسيرون إلى الخلف فهو ما ذكره لي بائع لبناني يبيع الملابس في أشهر برج تجاري في الرياض عندما سألته لماذا ترفضون تبديل السلعة وقد كنتم ترفضون رد المبلغ وتقبلون التبديل خلال أسبوع قال «عشان الإقبال على المحل صاير كبير» قلت هكذا هم تجارنا مثل الظل إذا اقتربت منه ابتعد ووزارة التجارة لا ظل لها يتفيأ فيه المستهلك!!.
زمن وزن الرغيف
عندما نتحدث عن الإمكانات التي وفرها هذا الوطن المعطاء في هذا العصر فإنها إمكانات غير مسبوقة، من حيث الميزانية والاعتمادات المالية، والصرف على الخدمات والحث على العمل، وتشجيع العامل المنتج، لكن حينما نتحدث عن إنتاجية الوزارات والموظفين وحرصهم وأدوارهم الرقابية فإن ثمة تقصيرا واضحا مقارنة بزمن كانت فيه الإمكانات أقل بكثير، وهذا يدل على أن جل القصور نابع منا نحن سواء في الأداء الوظيفي أو الإخلاص في الرقابة.
أتحدث عن الثمانينيات والتسعينيات الهجرية، ذلك الزمن الذي كان فيه مراقب البلدية يمر كل صباح على الخباز ليزن رغيف الخبز، نعم هذا أمر لا يصدقه جيل هذا الزمن وأشهد الله أنني شاهدته وأنا في المرحلة الابتدائية، وكنا نصحو باكرا للحصول على دور أمام الخباز، وكنت أستغرب ذلك الرجل الذي يحمل ميزانا صغيرا يضع في كفته الرغيف وفي الأخرى الوزنة، كانت الرقابة في قمتها دون هيئة مكافحة فساد!!.
حتى الطرق التي عبدت في ذلك الزمن لا زالت صامدة؟! طريق الرياض سدير الزلفي القصيم واحد من الأمثلة لا يزال صامدا حتى الآن بينما طرق جديدة ما أن يسلمها المقاول حتى تستلمها الحفر والبثور والهبوط بسبب عدم أمانة المقاول وقصور الرقيب!!.
المبنى القديم لمستشفى الشميسي في الرياض مازال صامدا عمليا قابلا لمزيد من الأحمال بينما مستشفيات جديدة يخر سقفها إذا نزل المطر، ومدارس جديدة يسقط سقفها إذا جف القطر؟!.
على طاري القطر فإن القطار الوحيد الصامد الذي يعمل الآن هو قطار ذلك العصر بينما دشن الجديد صباحا، وتوقف قبل العصر!!.
كان التعليم أفضل ومخرجاته أنجح، وكانت المستشفيات أقدر وأخطاؤها أقل، وكانت مدة العمل (الدوام الحكومي) أقصر والإنجاز أكبر، كان التلفزيون أبيض وأسود لكن الضمير أبيض وأبيض، كانت فرص العمل أكثر ومع ذلك كانت الرقابة والمحاسبة أكثر هيبة وفاعلية وهذا هو السر.
قالوا وقلنا
?? قالت «عكاظ»: مسؤول في أمانة جدة يستخدم نفوذه في ترسية أغطية حاويات الماء المكشوفة على أحد معارفه بينما نفذ العمل سائق شقيقه!!.
?? قـلنا: والشغالة ما جابوا لها طاري؟!!.
**
?? قال عنوان صحفي: في كولورادو الأمريكية ذهب إلى المستشفى ذكرا وعاد أنثى.
?? قـلنا: يحمد ربه غيره ذهب ذكرا ولم يعد!!.
**
?? قال عنوان «الجزيرة»: أطباء الأسنان الأكثر عرضة لآلام الرقبة والظهر.
?? قـلنا:ومرضاهم الأكثر عرضة لفواتير تخلي الظهر والرقبة واحد!!.
**
?? قال عنوان صحفي: نسبة كبيرة من البريطانيات يفكرن بترك وظائفهن بسبب التحرش!!.
?? قـلنا: شهد شاهد من بريطانيا!!.
**
?? قالت شؤون الوطن بـ«عكاظ»: مسجد جديد بالمدينة يحول القديم إلى مرمى للنفايات ومأوى للحيوانات، والمواطنون يطالبون الشؤون الاسلامية بوقف هذا العبث.
?? قـلنا: إقناع الحيوانات بعدم الدخول أسهل!!.
**
?? قالت محطة أخيرة بـ«عكاظ»: إيقاف حصص الرياضة خارج أسوار المدرسة في الأراضي الفضاء وعلى الطرق بعد وفاة طالب دهسا تحت معدة ثقيلة!!.
?? قلنا: لا.. والطريف أنهم يتحدثون عن رياضة مدرسية للبنات!!
**
?? قالوا: ارتفاع مستويات ضخ المياه لمدينة الرياض مع تدفق 1.8 مليون متر مكعب يوميا.
?? قلنا: ربعها في المسابح والربع الآخر في الشوارع!!
**
?? قال عنوان أحداث اقتصادية بـ«عكاظ»: زيادة أسعار حليب الأطفال 400% وربط الإعانة بنقش التسعيرة على العبوة.
?? قلنا: الحل بـ(ربط) معصم المخالف و(نقش) اسمه على صدر صفحات الصحف!!
