اليوم: 30 أكتوبر، 2012

ما ضيعناه جادة لا طاسة

عندما يضيع الإنسان في الطريق فإنه يسلك أي اتجاه طلبا للوصول إلى نقطة يعرفها جيدا لكنه لا يعرف الطريق الذي يؤدي إليها فيبدأ في سلوك اتجاهات مختلفة تارة إلى الشمال وأخرى إلى الجنوب ثم شرقا وغربا وفي كل محاولة يتوقف ويغير اتجاهه لأنه لم ير معالم تدله على صحة وجهته وبذلك ينهك ويدب فيه اليأس وهنا نتحدث عن شخص فقد البوصلة وتائه.
هذا الشخص قبل سفره كان يلزمه خارطة طريق وبوصلة لا تخطئ أو أثرا أو جادة خلفها من سبقه في السير ووصل، وأنت لكي ترسم خارطة طريق يجب أن تعرف نقطة النهاية التي تستهدفها بمثل معرفتك لنقطة البداية، ثم تنطلق منها، وعدا ذلك فإنك مجبر على اتباع خطى الآخرين وجادتهم.
جل مشاكل الخدمات الأساسية لدينا كالتعليم والصحة والشؤون الاجتماعية تعود إلى كوننا لم نحدد نقطة النهاية ونريد أن (ندرعم) في الطريق دون رسم خارطة لعدم معرفتنا لنقطة النهاية (الرقم المستهدف والنوعية المستهدفة وشكل الخدمة) وليس لدينا بوصلة دقيقة نستدل بها على نقطة معروفة ولا نريد اتباع جادة من سبقنا!!.
بالله عليكم هل كنا سنوكل صيانة المدارس للمعلمات أو نعاني من شكوى البديلات المستثنيات، التي انتشرت عنا لدى العالم أجمع والمنظمات الحقوقية، لو سرنا على جادة واضحة ولم يحاول كل وزير اختراع عجلة جديدة؟!
هل كنا سنعاني من شكوى المواطنين الذين لا تقبل علاجهم مستشفيات حكومية ولا تستقبلهم غرف طوارئ ونعاني من (تسول العلاج) بخطابات وأصوات ترتفع تطالب بالعلاج لو سرنا على جادة دول تشبهنا وحققت نظام تأمين رعاية صحية ميسرة مثل ماليزيا واليابان وألمانيا التي صمم على أساسها نظام (بلسم) المغيب من أجل اختراع آخر باسم مخترع وجائزته؟!.
هل كان الأيتام والفقراء والمطلقات والمعلقات والمعنفون والمعنفات سيعانون ما يعانونه اليوم من هموم وشكوى لو سلكنا جادة معروفة نجح بسلوكها من سبقنا في التعاملات الإنسانية؟!.
الناس تقول الطاسة ضايعة وهي ليست طاسة بل جادة يريد كل متعلم أن يخترعها ولا يتبع جادة من نجح!!.