اليوم: ديسمبر 3, 2012

المجتمع معصب

حتى في دعاية تلفزيونية عبارة عن مشهد فيديو قيل إنه من قصة واقعية يبدو الأب وقد استشاط غضبا وقام بضرب أصابع ابنته بكماشة حديدية (زرادية) حتى كسر أصابع يدها الرقيقة لمجرد أنها كانت تكتب على السيارة ليجد لاحقا أنها كانت تكتب (أنا أحب بابا) فيندم ندما شديدا!!.
معلم يجلد طالبا بسلك كهرباء، وطلاب يكسرون جمجمة معلم، والمعلمة الأنثى الرقيقة تنتف شعر (رأس) زميلتها بدلا من تبادل أفكار مفيدة سابقا لإزالة الشعر غير المرغوب فيه، وطالبات (بويات) يعتدين على زميلتهن بعنف، ومريض يضرب ممرضة، وطبيب يضرب المرضى وموظف خطوط (يدبغ) ركابا، واللاعبون يضربون الحكم، وحكم يقول للاعب يا كلب، ولاعبون لا يتصافحون، وآخرون يتصافعون!!.
ما الذي يحدث في مجتمعنا؟! ولماذا المجتمع معصب في كل صورة و«مش طايق بعضه»؟!.
أعتقد والله أعلم أن لصعوبة الحياة والإكثار من التشكيك في النوايا وعدم تسهيل أمور حياة الناس دور كبير، لكن الدور الأكبر يقع على عاتق غياب الدعم الاجتماعي والنفسي من قبل الشؤون الاجتماعية، فالمواطن السعودي اليوم يواجه الحوادث والمصائب والمشاكل الأسرية والاجتماعية دون إرشاد اجتماعي ومعالج نفسي مخلص، وهذا خطير.

كرَّهتوا المواطن في الحاسب

لم أر تخصصا تقنيا حديثا أصبح مكروها لدى غالبية المواطنين السعوديين مثل تخصص الحاسب الآلي وتقنية المعلومات!!، ذلك أن هذه التقنية ما دخلت جهة حكومية إلا حرمت الناس من بقية خدماتها القليلة الباقية بينما يمكن أن تكون تقنية المعلومات والحاسب الآلي نعمة كبيرة تعطي من لم يعط وتأخذ ممن بالغ في الأخذ!!.
لا أدري لماذا يشعرنا مديرو أقسام الحاسب وتقنية المعلومات في الجهات الحكومية أنهم سيف مسلط لحرمان المواطن من حقوقه لا إعطاءه مزيدا من الحقوق ولتخفيض مستحقاته بدلا من زيادتها وللبحث عن من أخذ زيادة وحرمانه منها بدلا من البحث أولا عن من لم يأخذ وإعطاءه.
بالأمس تفاخر مدير الحاسب الآلي وتقنية المعلومات في وزارة الشؤون الاجتماعية بحرمان 111.865 مستفيدا من الضمان الاجتماعي من مستحقات الضمان أو خفضه عن عدد كبير منهم باستخدام تقنية المعلومات!!، وفي ظني أن الأجدر والأولى أن يسخر هذه التقنية للبحث عن أضعاف هذا العدد من الفقراء والمساكين الذين لا يسألون الناس إلحافا وإضافتهم للمستفيدين، قد يقول إننا بحرمان أكثر من مائة ألف مستفيد نوفر المستحقات لغيرهم والرد عليه أن هذا غير صحيح فرقمكم من المستفيدين لا يزيد ولا تبحثون ميدانيا عن الأسر المحتاجة وبدراسات اجتماعية وباحثات بل تدخلون الأسماء في الحاسب ليحصد منها ويفلترها.
حاسب الشؤون البلدية يتفنن في حرمان المواطن البسيط الذي سبق أن حصل على شبر أرض منحة في قريته من الحصول على أرض صالحة للسكن في مدينة، لكن نفس الحاسوب لم يخرج يوما ليقول هذا مواطن لم يمنح أرضا قط فأعطوه، بل لم يقل هذا مشبك لفدان فشبكوه!!.
تقنية معلومات التعليم رغم دقتها لم تمنح المعلمات البديلات المستثنيات حقهن في الدور في الترسيم مثلما حرمت مئات الآلاف من حق النقل أو التوظيف!!.
حاسوب الصحة متخصص في إخراج المرضى المزمنين إلى منازلهم فهل قال يوما إن في جازان طفلا يصارع الموت يبحث عن سرير فهاهو قد شغر؟! لا حاشاه أن يفعل وإلا لكسروه.
لا تكرهوا المواطن في التقنية بل لا تكرهوه فيكم فهو يحبكم فأحبوه وحببوه.