اليوم: 18 ديسمبر، 2012

الإعلام المحلي مذموم مأكول

الأصل في العبارة أن يكون مأكول مذموم، لكن في حالة إعلامنا المحلي فهو يذم أولا ثم يؤكل هنيئا مريئا، ومن أبلغ وأجمل ما قرأت في هذا الصدد تغريدة للزميل خالد المطرفي المدير الإقليمي لقناة العربية في السعودية نشرها في حسابه بتويتر أول أمس الأحد قال فيها (البعض يحتقر الإعلام المحلي ويتعامل معه بفوقية وعندما يقع في مطب عبر الصحافة الخارجية يعود لصحافته المستحقرة ويتمسكن من أجل إنقاذه وتلميعه!).
هذا واقع الحال فعلا والمواقف التي تؤكد ذلك، والتي دعت كاتبا هادئا كخالد المطرفي أن يكتب عنها، كثيرة ومتعددة، بل إن البعض يعتبر التظاهر بعدم متابعة الإعلام المحلي وتحديدا التظاهر بعدم قراءة الصحافة المحلية مصدر فخر ورقي مع أنه في الواقع يغوص فيها صفحة صفحة، وزاوية زاوية، وتزنقه أحيانا زنقة زنقة، لكن التظاهر بتجاهل الإعلام المحلي ومتابعة الإعلام الأجنبي أصبح بالنسبة لهم مطلب تعويض نقص أو ادعاء نخبوية اطلاع وثقافة، فإذا عثر ووقع في أمواج الإعلام الأجنبي المتلاطمة أو مساكن جنه الموحشة (ومحدش سمى عليه)، ومن يقع في مساكن جن الإعلام الغربي لا يجد من يسمي عليه، عندها وكما قال خالد يعود لصحافته المستحقرة ويتمسكن من أجل إنقاذه وتلميعه.
الجانب الآخر الذي لا يقل سخرية وطرافة هو أن كثيرا جدا ممن يقولون عما يكتب في الصحف المحلية من نقد إنه (كلام جرايد) في زمن تسلمهم لمسؤوليات أو وزارات تنتقدها الصحافة ويقللون من شأن النقد الصحفي المحلي بل ويشككون في دقته ومصداقيته ونواياه، ما يلبثون بعد فقدان المنصب إلا وقد تحولوا إلى كتاب ونقاد يكررون حرفيا كتابة ما كانوا يعتبرونه نقدا مشكوكا في دقته ومصداقيته ونوايا كاتبه.
إنهم يجحدون الإعلام المحلي وإذا وقعوا يجدونه ويذمون الصحافة أولا ثم يأكلونها!!.