استنزاف المال والجهود!!

رويدا.. رويدا، بدأت تتضح بعض أسباب سير بعض المشاريع سير السلحفاة وتأخرها، وأحيانا كثيرة استحالة إنجازها وعدم تحقق الوعود السابقة، فبعد أن أصبح توفر المال والتمويل للمشاريع ليس عذرا ولا يشكل عائقا؛ بفضل ميزانية خير تلو الأخرى، ورصد مبالغ هائلة للمشاريع التنموية، ودعم مالي غير مسبوق، بدأت الأسباب الحقيقية وراء تأخر الإنجازات الوطنية تتضح تباعا.
أحد هذه الأسباب الذي لا يمكن تجاهله ولا بد من الاعتراف به ووضع العوائق أمامه وسن التشريعات التي تقطع دابره هو الأهواء التنافسية السلبية، ومحاولة إثبات الذات على حساب المال العام وجهود العاملين ونفسياتهم، فقد كثر الحديث عن مسؤول جديد يلغي أو يجمد كل المشاريع والخطوات التي بدأها سلفه، ويريد أن يبدأ من جديد ليثبت خطأ من سبقه أو يسجل حضورا له هو، حتى وإن كان المشروع هو ذات المشروع، والطبخة هي ذات الطبخة، والطبق هو نفس الطبق، لكنه يعيد إعداده من جديد لكي يوهم الجميع أنه أحد منجزاته الجديدة، وهذا استنزاف للمال العام وإرهاق للعاملين، وهم بالمناسبة أكثر من يشتكي من هذا السلوك وينتقده ويتألم له.
في مقال الأمس، استشهدت بمشروع تنظيم البسطات في أمانة مدينة الرياض، وقبل ذلك استشهد عدد من الزملاء وأنا بمشاريع أخرى كثيرة أعلن عنها واحتفل بها ولم تتحقق للسبب ذاته.
ليس أدل على غرابة هذه المشكلة (التي أراها نفسية صرفة) من أن بعض من كان ينتقدها قبل توليه المسؤولية مارسها حرفيا، وأشهد الله أنني عايشت النقد والممارسة.
لا بد من موقف حازم وحاسم يحول دون إلغاء أي مسؤول جديد لمشاريع من سبقه، وإلزامه بالبدء من حيث انتهى تماما كسباق التتابع، وحبذا لو أضيف إلى القسم (وأن لا ألغي المشاريع البناءة لمن سبقني)، وإنه لقسم لو تعلمون عظيم.

اترك رد