اليوم: 5 يوليو، 2015

الأنسولين الأسبوعي كذبة فرخ طب

أستغرب كثيرا ممن تسمح لهم ضمائرهم (إن وجدت) باستغلال حاجة وشغف المريض في الشفاء أو تقليل المعاناة بالكذب عليه من أجل كسب مادي، فإذا كان من أجل كسب شهرة أو (تميلح) فالمصيبة أكبر واللوم أكثر لأن المقابل تافه في الحالتين لكنه في الثانية أبخس.

خلال عمري الصحفي الطويل مر علي كثير ممن استغلوا تمسك المرضى بقشة بحثا عن شفاء تام أو تخفيف معاناة، خاصة مرضى السكر فهذا يدعي اكتشاف دواء جديد ويكتسب شهرة يستغلها في أمور أخرى ليس من بينها إطلاقا الحديث عن اكتشافه المذهل المزعوم، وآخر يدعي اكتشاف نبتة وثالث يزعم تركيب خليط، والمحزن أن أيا منهم لا يتذكر أنه اليوم يستغل حاجة مرضى قد يكون أحدهم غدا!!.

مقطع الفيديو الذي يتحدث عن نوع جديد من الأنسولين يؤخذ أسبوعيا وموجود في أحد المستشفيات في الرياض، سبب بلبلة كبيرة لدى مرضى السكري وتوافدوا للمستشفى المذكور بحثا عن جرعة أسبوعية مزعومة تغنيهم عن معاناة وخز أكثر من إبرة يوميا وهم لا يلامون.

زملاء، من الاستشاريين في العناية بمرضى السكري، لذلك الذي مثل دور البطولة في المقطع بادروا مشكورين بإصدار مقطع تصحيحي يكذب ادعاء صاحب المقطع ويوضح الحقيقة وذكروا أن صاحب الفيديو ماهو إلا طبيب امتياز، وطبيب الامتياز لمن لا يعرفه من العامة هو طالب طب حديث التخرج لا يزال في فترة التعرف العملي على أقسام الطب وتخصصاته!!، فإذا كان هذا سلوكه المتعجل وهو لا زال (فرخ طب) فكيف إذا نبت ريشه؟!.

السؤال المهم في نظري هو هل يحق لكل من عمل في منشأة أو مارس تخصصا أن يستغل مواقع التواصل الاجتماعي للتحدث عن المنشأة التي يعمل فيها بتصريحات كاذبة تمنحه الشهرة وتسبب لمقر عمله البلبلة؟ وما هي العقوبة؟!.

هذه الممارسات الخاطئة لم تقتصر على الفراخ بل بدأت بالديكة والدجاج المريش والنعام والطواويس، وعيبنا أننا أهملناها وتجاوزنا فيها وعندما قلد فرخ أساتذته دفعنا الثمن وفكرنا في اللوم والعقوبة!!، وهذا ليس إنصافا!!، (يا حبنا لتنتيف الفرخ الذي لم يريش وترك من يكسوه الريش).


شباب توزيع الإفطار .. هذه تربيتنا

شعور فخر واعتزاز واطمئنان وفرح حد الشعور بالبكاء يساورني كلما عدت من عملي البعيد متأخرا على موعد الإفطار ورأيت مجموعات من الشباب يتولون تطوعيا وبهمة وسعادة توزيع التمر والماء عند إشارات المرور لتفطير من تأخر عن العودة لمنزله.
منذ عدة أعوام وهذا المنظر يجذبني كثيرا جدا فأتولى تصويرهم ونشر صورهم بفخر واعتزاز في مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذه المبادرة وتلك الهمة لا تعكس فقط عملا خيريا خيرا وتبشر بشباب صالح يعشق التطوع وحسب، بل ترد على كل من يتهم شبابنا بالكسل والسلبية وعدم الرغبة في العمل وتدحر كل اتهام.
بحكم بعد مقر عملي عن منزلي وكثرة الإشارات في الطريق أشاهد مجموعات متعددة منهم عند كل إشارة وفي كل حي في الرياض، وأركز كثيرا في تفحصهم بعين عاشقة مستبشرة، فأجد أنه لا صفة واحدة محددة تجمعهم ولا عمرا معينا ولا سمة واحدة! ، أقصد وبمنتهى الصراحة والشفافية أنهم ليسوا جميعا ملتحين، فمنهم شباب (قصات) وملابس على الموضة (قميص وشورت) ومنهم الكبار ومنهم الصغار، منهم السعودي ومنهم الشقيق المقيم.
لذلك التنوع دلالات ومنها أن العمل الخيري التطوعي المتسم بالمبادرة والتضحية ليس حكرا على فئة معينة أو جماعة محددة بل هو نتاج تربية مجتمعية عامة غير خاصة وشاملة غير محددة وبالتالي فهو يعكس نبل بلد أمين مسلم مسالم بكل من يعيش فيه على اختلاف مشاربهم.
هؤلاء الشباب فخر لنا وشهادة لسلامة تربيتنا على وجه العموم وأن غير السليم منها هو القليل الشاذ وليس العكس، وشهادة لشبابنا أنهم عكس ما يدعيه بعض رجال الأعمال والشركات من تهم باطلة بالكسل وعدم الرغبة في العمل.

بدون قيم .. الإنسان حيوان غبي

تصنيف الإنسان على أنه حيوان ناطق أو حيوان يعقل ليس جديدا، ومنطلقه أن الإنسان يصنف من الثديات، صحيح أن مواجهة الإنسان بأنه حيوان، أو مقارنته بالحيوان أمر مستفز، لكن عندما نستشهد بأمثلة مقارنة فإن الإنسان يقبل بمقارنة من لا تعجبه طباعهم بالحيوانات وهم من بني جنسه.

نقول إن هذا الدكتاتور الدموي القاتل أخطر من الحيوانات المفترسة!، بل أكثر منها فتكا ويفوقها في انعدام المشاعر والتمييز، بدليل أن الحيوان المفترس لا يقتل إلا ليأكل، فيقتل بحدود ولا يفترس أكثر من حاجته!، بينما الإنسان يقتل لأتفه سبب وبأعداد غير محدودة إذا افتقد لما يميزه عن الحيوان وهي القيم الدينية التي أنعم الله بها عليه وأعظمها نعمة الإسلام.

الإعجاز العظيم يكمن في الفرق الشاسع بين الحيوان والإنسان، لصالح الحيوان طبعا، عندما يتخلى الإنسان عن نعمة القيم، أو قل بطريقة أخرى عندما يتجرد من ميزة التكليف المتمثلة في العقل فلا يصبح حيوانا متوحشا وحسب بل أكثر أنواع الحيوانات جهلا وغباء وأسهلهم صيدا.

استشهد من الأمثلة بما تشاء، أعقدها وأبسطها، أبعدها وأقربها للفهم والإقناع وستجد أن الحيوان يتفوق على الإنسان المجرد من القيم خاصة الدينية.

الحيوان لا يمارس الشذوذ الجنسي ولا يقبله، بل لا يمارس الجنس إلا مع أنثى منتجة وفي حالة خصوبة (مجازا طهر منتج) بينما يسعى بشر (لا يطهرون) إلى تشريع الشذوذ الجنسي وزواج المثليين!!، أكثر حيوان متهم بالغباء هو الحمار، وأتحدى أن يقدر أي عالم أبحاث حيوان (zoology) على إقناع جماعة من الحمير على التزاوج المثلي ناهيك عن أن تطلبه!!، هذا المثال الأعقد.

أما الأبسط فخذه من هذه التجربة الطريفة التي جربتها شخصيا، فقد كنت أثناء أبحاثي في حاجة لاصطياد ثعلب (حصني)، فأخذت صندوق مصيدة ووضعت فيه دجاجة مذبوحة و(منتوفة) ورائحة لحمها الزكي تفوح ووضعتها على تلة في جلاجل مليئة بالثعالب الجائعة ليلة كاملة وأراقبها بالمقرب (الدربيل) فكان الثعلب يحوم عليها ولم يدخل!!، في الليلة الثانية وضعت دجاجة حية لها صوت ورائحة وحركة، وحام ولم يدخل أيضا ففشلت.

يوميا تقبض الهيئة على مبتز أو أكثر بوضع المرأة التي ابتزها (غير منتوفة) في كمين فيأتي طائعا غبيا تجره شهوته بعد أن تخلى عن قيمه، بل تنشر أخبار القبض على مثله اليوم ويدخل الكمين غدا!!.

إنها نعمة العقل والتمييز والتكليف والخلافة في الأرض، إذا تنازل عنها الإنسان أصبح حيوانا غبيا.