لم أحبذ في حياتي الصحفية ولا أؤيد مطلقا أن تستغل الزاوية الصحفية في التراشق بين كاتبين أو أكثر، فهي مساحة للقارئ نطرح فيها همومه علها تجد حلا، لذا فإنني لن أرد على زميلين عزيزين لهما كل الود إلا بإيضاح للقارئ العزيز موضحا السبب في ضرورة مناصرة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحاشا لله أن لا أرد عليهما تجاهلا أو استعلاء، لكن لأن أحدهما افترض مسبقا أن لي مآرب أخرى في ما أسماه دفاعي عن الهيئة، ومن الصعب أن تقنع من يصدر حكمه عليك مسبقا، لكن يمكن له مراجعة أرشيف ما كتبت طيلة عمري الصحفي ولن يجد فيه خمسة أحرف تتعلق بأطروحتي في الماجستير، مثلا، ناهيك عن سلسلة من خمسين مقالا متواصلة تتعلق بقضية رسالة دكتوراة مع الجامعة لا تهم القارئ في شيء!.
أما الزميل الآخر فلديه شعور نفسي بأنني أتتبع مقالاته عن الهيئة وأرد عليها، مع أنني (ما جبت خبره) وتجاهلته ولم أرد عليه عندما تهكم علي شخصيا وبالاسم في دفاع له عن وزارة الصحة، فكيف أتتبع ما يكتب عن الهيئة وأرد عليه، وإن كنت أتشرف بالانتصار لكل من يتعرض للظلم والاستهداف لأهداف أيديولوجية إقصائية والهيئة خير مثال.
الزميلان أجمعا على أنني كتبت في مقالي بعنوان (خصوم هيئة رجل الهيئة) أن (زملاء صحفيين) يؤيدون عنف رجال الشرطة في أمريكا مع أنه لم يرد في مقالي ذكر لصحفيين إنما قلت (ربعنا) وحددت قريب المبتعث أو المبتعث نفسه!.
الأهم عندي من الرد على كل من له موقف مسبق ودائم من وجود الهيئة أصلا، هو إيضاح لماذا أتشرف بالانتصار لهذا الجهاز الحكومي المستهدف بسبب وبدون سبب؟!، والجواب لأن الهيئة هي الجهاز الحكومي الوحيد الذي لا تتاح الفرصة لأفراده للدفاع عن أنفسهم إعلاميا لا في الصحف ولا في البرامج المتلفزة!، فكل الجهات تتاح لها فرصة الدفاع بل تطلب منها ويتوسل لها المشاركة إلا الهيئة!، والشواهد كثيرة وغالبيتها انتهت ببراءة منسوب الهيئة، وهذا الإقصاء الإعلامي وعدم الحياد مقصود ويهدف لتشويه هذا الجهاز بدليل استضافة الخصم وكيل التهم دون استضافة عضو الهيئة المتهم!. والهيئة هي الجهاز الوحيد الذي في فترة إدارية (ماضية) عوقب موظفوها بالنقل التعسفي فور اتهام الإعلام لهم ومات بعضهم من التنقل بعد عقوبة النقل دون النظر في دفاعه، وفي تلك الحقبة كان الخصم والحكم تتاح له فرصة التبجح إعلاميا وظلم أفراد الهيئة دون إتاحة فرصة للتظلم (أليس دورنا ككتاب الانتصار للمظلوم؟!).
والهيئة هي الجهاز الحكومي الوحيد الذي ما أن يتهم أحد أفراده بتجاوز حتى تهب الأقلام إياها مطالبة بإلغاء الجهاز (لم يطالب أحد بإلغاء أمانة جدة بعد سيول جدة وموت المئات).