«هارد لك» معرض الكتاب

منذ صغرنا ربتنا تعاليم ديننا وآباؤنا ووطننا على أن نبتسم عند الهزيمة ونتواضع عند الفوز، وعلى هذا النهج ربينا أبناءنا وقلنا لهم: في مجال التنافس والتبارز والمواجهات عليك أن تبتسم عند الهزيمة وتتمنى الانتصار في قادم المنافسات وتتواضع عند الفوز، وأرى أننا أفلحنا في هذه التربية على الأقل في مجالات التنافس الرياضي فكم تسعدني روح صغار الرياضيين وشبابهم عندما لا يقللون من شأن منافسهم ويتواضعون له إذا فازوا ويبتسمون إذا انتصر عليهم وكأن شيئا لم يكن!!.
معرض الكتاب وبكل أسف أصبح ميدان تنافس للأفكار والأيديولوجيات بين أقليات قليلة متشددة من الطرفين، أقلية تريد ترك الحبل على الغارب وتتناسى أننا مجتمع يدين بالإسلام وله قيم وتقاليد راسخة تمتد جذورها إلى أكثر من 1400عام، وغالبية المجتمع وسواده الأعظم لا تقبل المساس بتعاليم الدين ولا القيم المبنية عليه ولا التقاليد الحميدة الراسخة المرتبطة به، وأقلية أخرى متشددة متوجسة شديدة الحذر، يصدق حدسها أحيانا فتقلق ويخطئ أحيانا فلا تدقق.
ليس أدل على أننا نعاني من طرفين متشددين من تصريح معالي وزير الثقافة والإعلام عندما قال إن نصف ما تلقاه من اتصالات يطالب بمنع كل الكتب والنصف الآخر يطالب بفسح كل الكتب.
واضح أن الأمر برمته تنافس بين قلتين حتى وإن انقسمت الاتصالات بينهما لآن التشدد لدينا هو في القلة القليلة الأكثر حماسا وتعصبا نحو أفكارها وأهوائها من الطرفين!!.
الأمر الذي لم أكن أتمناه هو ما يحدث من انتشاء طرف بالانتصار أو ما يراه انتصارا، ومحاولة بعض وسائل الإعلام غير الرزينة ومواقع الإنترنت غير المسؤولة التركيز على صور ما يعتبرونه انتصارا وتضخيمها دون اعتبار لمشاعر الغالبية الوسطية، مثل التركيز على صور تواجد المرأة غير المحجبة دون غيرها من الملتزمات أو صور مزاحمة المرأة للرجل، أو التركيز على تواجد كتب يراها الطرف الآخر مستفزة، والمتابع الحصيف يلحظ بسهولة هذه الاحتفالية التي لا تنم عن روح التواضع بعد ما يعتقدون أنه فوز، كنت أتمنى أن يقتدوا بالصغار من الرياضيين الذين يقولون لخصمهم بعد الانتصار (هارد لك) بمعنى كانت هزيمتك بسبب حظ سيئ.

رأي واحد على “«هارد لك» معرض الكتاب

  1. شكرا استاذ محمد
    والله إني احبك وأقدرك
    كلام رائع
    فقط عندي تساؤل .. هل تعتبر كبار الفعاليات المتدينة لما اصدروا بيانا ووثقوا ذلك بذكر اسماء كتب نصت صراحة على الإلحاد أو الإساءة للذات الإلهية أو للدين أو للكتاب .. هل تراهم ( أقلية متشددة )

اترك رد