لا أخفي أن لسلوكيات الأمريكان، وتصرفات رجال شرطهم، و(طلعات بعض الأمريكان) و استعجالهم وتوجسهم، دورا كبيرا في تخوفي منهم على أبنائنا المبتعثين إلى أمريكا، شخصيا لا أطمئن لابتعاث أحد أبنائي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و لا أتمنى ذلك، وما أخشاه على أبنائي أخشاه أكثر على أبناء وطني بحكم فارق العدد!!.الأمريكان، حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، لهم مواقف وسلوكيات نحو أبنائنا يشوبها الاستعجال، أو الحكم بناء على توجس أو أحيانا كثيرة جهل!!، ونحن ندرك أن الشعب الأمريكي يجهل الآخر كثيرا، ومحدود الثقافة والاطلاع، وهذا ماتثبته بين الفينة والأخرى استطلاعات الرأي، والحوارات المتلفزة التي تتم مع رجل الشارع الأمريكي، وتبين جهلا واضحا بأحوال العالم والدول الأخرى، بل أحيانا حتى الولايات الأمريكية الأخرى، أو الشخصيات والمعالم البارزة في أمريكا يجهلونها!!، ونظرا لهذا القصور، فإن لديهم إمكانية وفرصة غير محدودة للتصديق والتفاعل، وهذا ما أوجد إمكانية لتصديق مزاح بعض المبتعثين بقوله إنه يسكن خيمة، ولديه بير بترول يستخرج منه البترول ويبيعه ليمتلك الملايين، أو غير ذلك من القصص التي لا يمكن أن تنطلي على أوروبي، أو حتى كندي مجاور.المهم أن حالة التصديق والجهل والتوجس تلك تشكل عنصرا مقلقا تسبب في حدوث مواقف محرجة، وأخرى (كارثية) لعدد من طلابنا الأبرياء في أمريكا حتى وإن كان الرقم لا يشكل نسبة كبيرة، إلا أن سجن طالب واحد أو اتهامه ظلما، و (جرجرته) في المحاكم أمر مهين ومقلق وتكرر كثيرا في السنوات الأخيرة، ويحتاج منا إلى وقفة وإعادة نظر، ومضاعفة الجهود لتصحيح الصورة الذهنية عن الشاب السعودي، وتسجيل موقف حازم تجاه الممارسات المتتالية التي يواجهها ولو قلة من المتهمين الأبرياء، والتفكير جديا في دول أخرى في أووربا و آسيا تكون هي وجهة الابتعاث، فالدول الأوروبية، بل وحتى كندا لم يواجه فيها طلابنا ما يواجهه عدد منهم في أمريكا.
اليوم: 9 فبراير، 2013