الملفت للنظر في الحوارات المتلفزة لرئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وكان آخرها حواره في برنامج (لقاء الجمعة) مع الإعلامي عبدالله المديفر، أن الأستاذ محمد الشريف يجيب على الأسئلة التي تتعلق بصميم عمل الهيئة بطريقة أكاديمية بحتة!!، أقصد أنه يتحدث بلغة المحاضر الذي يعلم المتلقي ما هو تعريف الفساد وصوره وما يدخل ضمن الفساد وما لا يعتبر فسادا، وهو بالتأكيد ما لم يقصده السائل وما لا ينتظره المتلقي الذي يريد أن يعرف ما فعلته هيئة مكافحة الفساد.ولماذا تركز على الأقل أهمية وخطورة وحجما في وقت يحدث الأهم والأخطر والأكبر؟!، فالمطلوب ليس علما بل معلومة، وليس تعريفا بل معرفة، وليس تصورا بل صورة عن ما توصلنا إليه في مجال عمل الهيئة!!.في المقابل، أعتقد جازما أن رئيس مكافحة الفساد استعجل كثيرا في التصريح بأن قضية الطفلة رهام الحكمي التي نقل لها دم ملوث بالإيدز في جازان ليست من اختصاص هيئة مكافحة الفساد!!، والاستعجال في هذه الأمور ليس محمودا وليس من شيم التثبت والتريث؛ لسببين أحدهما ذكره محمد الشريف في معرض حديثه.وهو أن هيئة مكافحة الفساد خول لها بحث قصور الخدمات في بعض المناطق، والتي لم تكن ضمن اختصاصاتها بعد ورود بلاغات وتحقق الهيئة منها (انتهى)، وهل أهم بلاغا مما بلغنا به عن ما حدث لرهام فهز الوطن أجمع؟!!، خصوصا أن التحقيق فيما حدث لطفلة جازان لا بد أن يتم من جهة محايدة مستقلة تلافيا للتهرب من المسؤولية ورميها على بريء.أما السبب الثاني، فهو استعجاله باستبعاد الفساد فيما حدث للطفلة!!، ولو افترضنا جدلا حدوث نقص في توريد كواشف فحص تلوث الدم أو شرائها بتاريخ انتهاء قريب أو مواصفات رديئة (مثلما حدث في كراسي غسيل الكلى)، أو اتباع أسلوب تحليل غير مقر علميا في فحص الدم لغرض توفير الكواشف، ألا تدخل تلك الممارسات مجتمعة أو واحد منها ضمن الفساد المالي أو الإداري؟!.
اليوم: 17 فبراير، 2013