اليوم: 20 فبراير، 2013

تلويث دم أكباش الفداء !!

أستغرب كثيرا استغفال وزارة الصحة لعقولنا وتخبطها بما يهز مشاعرنا، وبخاصة في ما صدر من بيان للعقوبات لا يقل كثيرا عن الخطأ في تلويث دم رهام، ولم أعد أفهم لمن توجه وزارة الصحة خطابها الذي تعتقد أنه تهدئة وهو إثارة، وتحسبه إرضاء وهو سبب لمزيد من الغضب، وتظنه علاجا وهو عين المرض.يعلم أحبتي القراء والمشاهدون ومتابعو (تويتر) أنني لم أتطرق مطلقا للسخرية من إهداء (الأيباد) أو وعد الاقتصاص وغيره من السلوكيات الانفعالية المرتبكة، فليس الهدف استهداف سلوكيات فرد مرتبك وردود أفعاله وسوء تقديره، بل إن ظروف المصاب الجلل لرهام وأسرتها لا يقبل بالسخرية وأكبر من أن يستغل للتدقيق في التصرفات التلقائية المرتبكة.ما أركز لتفنيده، وأحاسب الوزارة عليه هو ما يكتب بعد تريث، وما يصدر بعد تفكير، ومن أغرب ما قرأت وما صدر رسميا عن الوزارة هو ذلك البيان الذي حمل حزمة من الإعفاءات والعقوبات طالت مدير المستشفى والمدير الطبي وبعض الفنيين، وجعلت منهم أكباش فداء ولوثت دم مسيرتهم الوظيفية دون محاكمة!! وغضت الطرف تماما عن قيادات لها أعظم الدور في أساس المشكلة، وهو ترك مريض (أيدز) يسرح ويمرح ويتبرع مرتين رغم معرفة الطب الوقائي بأنه فرد مصاب بإصابة قديمة ومتبرع دائم!!.لماذا لم تطل الإعفاءات والعقوبات وكالة الوزارة للطب الوقائي، ممثلة بالوكيل، لتحمل المسؤولية عن انتشار الأمراض وترك مصاب بالأيدز يوزع الفيروس في منطقة محددة وكيس دمه يسكن الثلاجات (غير معرف) ومع الدماء النقية؟!، لماذا لم تعاقب وكالة الطب الوقائي عن الهبوط الشديد في شأن رقابتها على احتياطات إجراءات فرز الدم السليم عن الملوث وإعدام العينة الملوثة وعدم تقيدها بنظام تسجيل قوائم المتبرعين بناء على الهوية أو الإقامة؟!، حتى قيادة الوزارة نفسها لم تشمل بالمسؤولية عن تبعات قرارات ارتجالية كانت سببا في حالة الفوضى في المختبرات وبنوك الدم ولا تزال!!.


تذكر حادثنا!!

حمدا لله على سلامة موكب نائب وزير التربية والتعليم الذي تعرضت إحدى سياراته للسقوط من مرتفع عال في منطقة فيفا أثناء قيام نائب وزير التربية والتعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ بجولة في المنطقة، والشكر لله على أن السقوط من هذا العلو الشاهق إلى الوادي السحيق انتهى بإصابات طفيفة (كدمات وكسور) للأشخاص الأربعة الذين كانت تقلهم المركبة، ونتمنى أن يكون هذا الحادث تنبيها إلهيا وتذكيرا بحال مواكب يومية لمعلمات يعملن في مناطق نائية، و يقطعن يوميا مسافات طويلة، وعلى ارتفاعات شاهقة، ومرورا بأودية سحيقة، وإن كان موكب نائب الوزير يتكون من عدة سيارات فخمة، ومجهزة بوسائل الاحتياط والأمان وعدد من الأفراد فإن مواكب المعلمات تأتي فرادى، وفي مركبات تفتقد لأبسط مقومات السلامة والحيطة، بل تفتقد للمقاعد ناهيك عن حزام الأمان، ولذا فإن سقوطها من ارتفاع شاهق ينتهي غالبا بشهقات موت، وشهيق حزن من أم مفجوعة، وأب حزين، وأطفال يتامى، وأسرة مصابها جلل!!.لعل الحادث الذي مر بسلام يعود بالسلام على بناتنا معلمات المناطق النائية فيذكر بمن توفيت و من أصيبت ومن أعيقت فيحمي من بقيت.المشهد الآخر من الزيارة هو الوعد الذي قطعه نائب الوزير لخريجة وقفت في طريق الموكب تحمل طفلتها ذات الشهرين، وتشكو حالها مع الحرمان من التعيين لعدة سنوات من الحاجة والعوز، نرجو أن يكون ذلك الوعد وعدا شاملا لكل المعلمات المحرومات من التعيين والبديلات المستثنيات اللاتي علم القاصي والداني بحالهن، ولو وقفن في طريق موكب الوزير أو نائبته لامتد خط وقوفهن مئات الكيلومترات، ويحملن بدلا من لوحات المطالبة، أطفالا وأنفسا زكية من زغب الحواصل لا ماء ولا شجر.الذي أرجوه ممن من الله عليهم بالسلامة من الحادث تذكير وزير التربية والتعليم إذا نسي المعلمات والخريجات غير المعينات بالقول (تذكر حادثنا؟!) أما النائبة فلا تذكروها فهي تذكر و تتناسى!!.