يبدو أن وزيري الإسكان والشؤون الإسلامية يعيشان في زمن غير زمن (تويتر) و(الفيس بوك) والحوار والتفاعل والتجاوب، ويستدل على ذلك من الصمت الرهيب وعدم التجاوب المسمى تجاوزا (التطنيش) لما يكتب عن الوزارتين من نقد أو حتى من استفسارات وتساؤلات لا تجد أدنى رجع صدى ناهيك عن رد مفصل!!.نحن لا نطالب الوزارتين أو الوزيرين بالحذو حذو وزراء فتحوا قلوبهم قبل أبصارهم وآذانهم للناس عبر وسائل التواصل الحديثة، فهذا أسلوب حديث متطور ربما قصرت خطاهم عنه، لكننا نريد منهم تمشيا مع التعليمات والتوجيهات العليا الصريحة بضرورة الرد على كل ما يرد في وسائل الإعلام خلال مدة لا تزيد على 15 يوما، وهذا ما لا يحدث من الوزارتين تحديدا، وكأنهما في التقارب والتشابه في هذا الصدد تعيشان حالة سباق وتنافس شرس على الصمت، والفائز هو من ينجح في تحقيق أطول زمن للبقاء صامتا!! وهي ــ بالمناسبة ــ لعبة كنا نلعبها ونحن صغار لكننا كبرنا عليها الآن.المؤكد أننا لسنا اليوم في زمن الصمت، والمؤكد أيضا أن وزارة الإسكان وزارة تعنى بمطلب شعبي وإنساني هام جدا هو المسكن الدائم المملوك، وهو يشكل مع الصحة والتعليم ثالوثا لا غنى لفرد ولا أسرة ولا مجتمع عن تكامله. ومن هذا المنطلق، فإن على وزارة الإسكان أن تنفتح على الناس وترد على أسئلتهم عن مستقبل إسكانهم الذي تكفل به وطنهم، وأقام هذه الوزارة عليه لتقوم به وتعجل به وتتحدث عنه لا أن تؤخره وتصمت عليه.في الجانب الآخر، وفي مضمار المتسابق الآخر على الصمت، تجد وزارة تقع على عاتق كل عامل فيها مسؤولية تعمير المساجد والعناية بها وصيانتها وإنصاف العاملين عليها من خدم المساجد والمؤذنين والأئمة، وهي ــ لا شك ــ مقصرة في ذلك؛ بدليل ما تعانيه المساجد التابعة لها من النقص في النظافة والصيانة والتكييف ودورات المياه، ناهيك عن الطراز المعماري والسعة، وذلك التقصير يتضاعف أثره ويزداد إيلاما عندما يصاحبه تجاهل للمطالبات وصمت إزاء الانتقادات!.
اليوم: 27 فبراير، 2013