اليوم: 10 يوليو، 2013

والإقلاع عن الكحول أيضاً

كثيرا ما نقرأ ونسمع ونشاهد نصائح تحث على استغلال الصوم في شهر رمضان المبارك كبداية وانطلاقة بالإقلاع عن التدخين، ذلك الداء الذي تفتك سموم سيجارته بالرئة والقلب والشرايين والقدرات الجنسية وتعجل بهلاك الجسد، وهي مناسبة جدا هامة والنصح في مكانه.

لكن أحدا لا يتطرق لاستغلال الصوم في الإقلاع عن المخدرات عامة ومنها تناول الكحول، ربما خجلا لعظم حرمتهما أو ترددا وعدم مصارحة ودس للرأس في الرمل !!.

في كل يوم تطالعنا الأخبار بدهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لمصنع خمور أو إيقاع الجمارك أو مكافحة المخدرات بمهرب يحمل آلاف زجاجات الخمر، ولكل مستهلك وجب علينا توعيته ونصحه كالمدخن أو أشد.

ونبدأ بالأضرار المعروفة للكحول فهو يسبب تلفا بطيئا لخلايا الكبد يؤدي بها فجأة للانهيار والفشل فالكبد من الأعضاء الهامة الأكبر مساحة في الجسم وهو عضو صبور حليم لكنه يغضب بسرعة «أعاذنا الله من الحليم إذا غضب» فينهار تماما ويسبب عجزا في سائر الجسم عن التخلص من السموم والقيام بمهام «أيض» الطعام والدواء ووظائف أخرى عظيمة لا يستطيع الإنسان العيش بدونها.

كانت تلك أضرار الكحول النقي المرخص مهما بلغت نسبته ومقدار تناوله، أما الكحول المصنع محليا «العرق» فكون صنعه يتم في الخفاء وهو مخالفة في جملته فإنه يضاف إليه مواد قذرة تعجل بالتخمر وأخرى أكثر سمية تزيد قوة التخدير وإحداث السكر مثل الكحول الصناعي السام «ميثانول» و «البايردين» وهو مذيب صناعي أو «الإسبيرتو» وكان يستخدم لإصلاح الدوافير وجميعها سموم تسبب تلف الكبد والعصب البصري وخلايا المخ.

ونختم بمعتقدات خاطئة عن الكحول لدى العامة فمنهم من يعتقد أنه يدفئ الجسم وهذا غير صحيح فهو يعطي «شعورا» بالدفء والواقع أنه يخفض درجة حرارة الجسم الداخلية بدليل أن أكثر من يموت من موجات البرد في أوروبا يموت مخمورا، وثمة اعتقاد أنه يزيد الفحولة ويطيل مدة الممارسة وهذا أيضا عكس ما يحدث فهو يضعف الفحولة تماما بسبب توسيع الأوعية الدموية الطرفية وإضعاف نبضات القلب ويضعف التركيز ويعطي شعورا خاطئا بالإطالة.