اليوم: 28 يوليو، 2013

يا بطانية الشتاء أين مكيف الصيف؟!

من لا يجد ما يشتري به بطانية تقي أطفاله برد الشتاء القارس لا بد أنه في أمس الحاجة لتأمين مكيف يلطف على أطفاله وأسرته حرارة الصيف الحارق، فما بال وزارة الشؤون الاجتماعية تتحدث كل شتاء عن تأمين آلاف من البطانيات ولا تتطرق مطلقا لتأمين المكيفات؟!، بل لماذا تخصص حملة باسم (بطانية الشتاء) ولا تتحمل الخوض في أمر (مكيف الصيف).

هل لأن البطانية أسهل (تجميعا) من المحسنين كسلعة مستخدمة أو أيسر ثمنا و أسهل حملا كمساعدة؟! أم لأنها أيسر توزيعا ولا تستدعي تركيبا ولا تصرف كهربا.

كل تلك الاختلافات في طبيعة ووزن البطانية مقارنة بالمكيف لا تبرر التركيز على أحدها دون الآخر إلا إذا كانت الوزارة تعتمد على سلك أسهل الطرق التي تحقق التحدث عن إنجاز، وهذا لا يليق لأن الطموح يفترض أن يكون لتحقيق راحة ورفاهية وسلامة الشريحة المحتاجة بتوفير احتياجاتها الأصعب قبل الأسهل، ورفع المعاناة عن الفئة الفقيرة أيا كانت تكاليف رفعها أو صعوبتها.

النتائج الوخيمة لموجة الحر أكثر وأشد ضراوة من موجة البرد والأضرار الصحية والخطر على الحياة من وصول درجة الحرارة إلى ما تصل إليه في بعض مناطق المملكة أكبر من أضرار وخطر انخفاض الحرارة، وحاجة الأسر الفقيرة ومطالباتهم بتركيب مكيف أو استبدال قديم أو إصلاحه عظيمة جدا ويتصدى لحالات منها حاليا أهل الخير و المتبرعون من أصحاب القلوب الرحيمة، لكن نسبة ما يتم تلبيته حاليا من الموسرين قليلة جدا مقارنة بالأعداد الكبيرة التي تشكو الحر.

أما رسميا سواء من وزارة الشؤون الاجتماعية أو جهات جمع المساعدات والهبات والتبرعات التي تهب سنويا في حملات شتوية لجمع (بطانية الشتاء) فلم تتطرق قط لـ (مكيف الصيف) وكأن الفقراء يقضون الصيف في الريف الأسباني أو مناطق إيطاليا الجبلية!!.